توقيع مذكرة تفاهم عُمانية أمريكية بقيمة 192 مليون ريال عُماني
وهج الخليج – مسقط
أكدت سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية على أهمية تعزيز التجارة والاستثمار في المجالات الاستراتيجية.
جاء ذلك خلال انطلاق الحوار الاستراتيجي الأول بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية بمسقط لمناقشة محاور تعزيز الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين، وزيادة الاستثمارات الأمريكية في قطاعات ذات أولوية للسلطنة والتعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والطاقة البديلة.
وأوضح الجانبان في بيان مشترك أن انعقاد الجولة الأولى للحوار الاستراتيجي يأتي تزامنًا مع الذكرى الـ 190 للتوقيع على معاهدة الصداقة والتجارة، والتي أنشأت العلاقات التجارية بين البلدين وهي أول اتفاقية تجارية توقعها الولايات المتحدة الأمريكية مع دولة عربية.
كما وقع الجانبان على مذكرة تفاهم بقيمة 192 مليون ريال عُماني أي ما يعادل (500 مليون دولار أمريكي) للبحث في خيارات للاستفادة من تمويل بنك التصدير والاستيراد الأمريكي ولدعم التجارة والاستثمار في القطاعات الاستراتيجية للاقتصاد العُماني بدءًا من مصادر الطاقة البديلة الى التصنيع.
وأشار البيان إلى أن معدل التبادل التجاري بين الولايات المتحدة وسلطنة عُمان بلغ 4.22 بليون دولار أمريكي في عام 2022، ليحقق أعلى زيادة على الإطلاق بنسبة 30 بالمائة مقارنة بحوالي 3.25 بليون دولار أمريكي خلال عام 2021.
وأكد البيان على أن الولايات المتحدة تعد أكبر سوق للصادرات غير النفطية العُمانية، ما يعني أن هناك شراكة طويلة الأجل لتوفير فرص العمل والرفاهية المتبادلة في البلدين.
وناقش الجانبان مجالات التعاون في ثلاث مجموعات عمل، هي التجارة والاستثمار، والطاقة البديلة، والتعليم والثقافة والعلوم.
كما ناقش المشاركون في مجموعة عمل التجارة والاستثمار تفعيل آلية عمل لتعظيم فوائد اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين، وقضية التعريفات الجمركية، وتعزيز التجارة والاستثمار في المجالات الاستراتيجية مثل التعدين، والخدمات اللوجستية، والطاقة، ومصايد الأسماك، والأعمال التجارية الزراعية، والاتصالات، وفرص التعاون في مجال الاقتصاد الرقمي.
وتطرق البيان إلى رغبة البلدين في إمكانية التعاون في مجال الطاقة البديلة مثل إزالة الكربون، والهيدروجين النظيف، وإزالة الكربون الصناعي، وسياسة الطاقة النظيفة، بما في ذلك خارطة طريق الحياد الصفري 2050، وتقليل انبعاثات الميثان وغيره من الملوثات البيئية قصيرة الأجل، وخطط عُمان لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب-28).
وبحث البلدان تعزيز التعاون في آليات تمويل الطاقة البديلة والتعاون في البرامج البحثية وتبادل المعرفة في مجال إزالة الكربون والطاقة البديلة.
ورحّبا بالتعاون في مجال التعليم والثقافة والعلوم، وناقشا آلية لاستئناف برنامج فولبرايت للطلبة والعلماء العُمانيين وتطوير برامج في المجالات الرئيسة التي ناقشها البلدان.
وسلّط الجانبان الضوء على التعاون الوثيق في القضايا المحورية للعلاقات الثنائية، مثل الاستثمار في الابتكار والتعليم العالي وبرامج البحث العلمي، بما في ذلك برامج المبادرات في مختلف المجالات.
وأعربت سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية عن نيتهما المتبادلة في تعزيز التعاون في مجال التطوير المهني للمدرسين والتعاون في مجالات الأدب والثقافة.
واتفق البلدان على مواصلة تبادل الزيارات الثنائية رفيعة المستوى وعلى تحديد موعد عقد الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي في عام 2024.
الجدير بالذكر أن انعقاد الحوار الاستراتيجي يأتي بعد إعلان معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عُمان ومعالي أنتوني بلينكن وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية في واشنطن دي سي في نوفمبر 2022 عن تدشين الحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين بهدف البناء على الشراكة القوية بين سلطنة عُمان والولايات المتحدة الأمريكية.