افتتاح مشروع مركز زوار في أحد أهم مواقع سلطنة عُمان الأثرية .. بسياء وسلوت في بهلاء
وهج الخليج ـ مسقط
برعاية معالي سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة احتفل اليوم بانطلاق مهرجان الداخلية والذي تنظمه وزارة التراث والسياحة ومحافظة الداخلية بعدد من ولايات المحافظة ويتضمن عددًا من الفعاليات والبرامج التراثية والترفيهية والتجارب السياحية ويقام خلال الفترة من 23 فبراير إلى 4 مارس 2023.
وتزامنا مع انطلاق المهرجان تم افتتاح مركز بسياء وسلوت بولاية بهلاء حيث يأتي إنشاء المركز في إطار تهيئة المواقع الأثرية أمام الحركة السياحية وتلبية الجانب المعرفي لدى الزائر بالبُعد التاريخي لمنطقة بسياء وسلوت الأثرية، وتاريخ البحث الأثري في المنطقة الذي بدأ عام 1973م.
وقال سعادة المهندس إبراهيم بن سعيد بن خلف الخروصي وكيل وزارة التراث والسياحة للتراث إن مركز الزوار بموقع سلوت وبسياء الأثري هو إضافة لمراكز الزوار في المواقع الأثرية ومواقع التراث العالمي، وتؤكد المسوحات والتنقيبات والدراسات والمعثورات الأثرية على مدى البعد التاريخي للموقع وتأثيره وتواصله مع الحضارات الأخرى منذ القرن الثالث قبل الميلاد ولا زالت الدراسات والتنقيبات مستمرة في الموقع والمنطقة المحيطة بسلوت.
وأشار سعادته إلى أن الوزارة تعمل حاليا على إعداد ملف ترشيح الموقع لقائمة التراث العالمي حيث أنه حاليا في القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي”.
من جانبه قال هيثم بن محمد الغساني مدير عام الترويج بوزارة التراث والسياحة إن انطلاق فعاليات مهرجان الداخلية 2023 يأتي ضمن خطة وزارة التراث والسياحة لتنشيط حركة السياحة المحلية والترويج للمقومات السياحية والتراثية والطبيعية لكل محافظة بما يعزز مكانة سلطنة عُمان على الخريطة السياحية وأيضا تمكين القطاع السياحي من دوره في إيجاد قيمة مضافة للمجتمع المحلي من خلال دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ورفع عدد الحجوزات في المنشآت الفندقية.
وأضاف أن برنامج المهرجان روعي فيه أن تكون الفعاليات مواكبة لما تتفرد به محافظة الداخلية من مقومات أولها الإرث الثقافي والتاريخي وهو ما يتجلى في العديد من البرامج والفعاليات الثقافية إلى جانب عرض عدد من التجارب السياحية التي تلبي منتجات السياحة الترفيهية والرياضية وسياحة المغامرات فضلا عن الاستفادة من المقومات الأخرى لولايات المحافظة كالمزارع والأفلاج والحارات القديمة.
من جانبه قال أحمد بن سالم بن سيف التوبي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية بمحافظة الداخلية: نأمل من مهرجان الداخلية أن يكون فرصة لزوار المحافظة للتعرف على مميزاتها ومقوماتها الطبيعية الجاذبة بالإضافة إلى خلق جو عائلي ترفيهي بالفعاليات والبرامج المتنوعة التي تشمل أغلب ولايات المحافظة. كما تضم الفعاليات جوانب ثقافية تهدف إلى صقل أفكار الشباب والاهتمام بالمبادرات التي يقدمونها من أجل تطوير المحافظة.
وأضاف أن المهرجان يهدف لإبراز جانب الإرث التاريخي والحضاري التي تزخر به ولايات الداخلية.
وبين أن هناك تركيز أيضا على توفير الدعم المطلوب للمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي نتمنى أن تحقق استفادتها الكاملة من هذا المهرجان.
ويهدف المهرجان إلى إيجاد فعاليات سياحية جاذبة وزيادة الاستقطاب السياحي والتعريف بالإرث الثقافي والتاريخي لمحافظة الداخلية، والتعريف بالوجهات السياحية في الولايات التابعة لها، وإشراك المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وأفراد المجتمع المحلي.
وقال أحمد بن محمد التميمي مدير دائرة موقع بسياء وسلّوت الأثري إن إنشاء المركز يأتي في إطار تهيئة المواقع الأثرية أمام الحركة السياحية وتلبية الجانب المعرفي لدى الزائر بالبُعد التاريخي لمنطقة بسياء وسلوت الأثرية، وتاريخ البحث الأثري في المنطقة.
وأصاف أنه تم تقسيم قاعات العرض في المركز إلى 3 قاعات رئيسة؛ الأولى تمثل فترة العصر البرونزي، والقاعة الثانية فترة العصر الحديدي والفترة الإسلامية، والثالثة قاعة التراث العالمي في سلطنة عُمان.
وأوضح أن القاعات تضم (21) صندوقًا للمقتنيات الأثرية تحوي (344) قطعة مختارة، و(28) لوحة تقدم عرضاً لتاريخ العمل الأثري والدراسات الأثرية في المنطقة ونتائج الأعمال التي تمت في المواقع الأثرية في بسياء وسلوت.
وخصص المركز مجموعة من البرامج والفعاليات السنوية لإشراك المجتمع المحلي وتفعيل دوره في مجال حماية التراث من خلال برامج صفية وميدانية.
الجدير بالذكر أن سلّوت تعتبر محوراً أساسيّاً وامتداداً متواصلًا من التراث الثقافي المتعدد في أشكالها المعمارية، وأبراجها الدائرية الضخمة وآبارها العميقة المحفورة في فضائها، ومقابرها الأرضية في السفح المحيط بالحصن، ومدافن العصر البرونزي في مستويات متعددة من المرتفعات المواجهة للحصن، ونقوشها الصخرية، وموادها الأثرية المتنوعة وما تحمله من رموز ذات أبعاد تاريخية عميقة، وجرارها المملوءة بقوالب النحاس، وأختامها المتنوعة التي تؤكد على وجود نظام إداري وحكم مركزي ثقافي وتجاري في شبكة واسعة من العلاقات الخارجية مع مراكز حضارات العالم القديم، مثل: وادي الأندوس، وبلاد الرافدين، وبلاد فارس، وروما.
وتقام فعاليات المهرجان في عدد من الأماكن والمواقع السياحية بعدد من ولايات المحافظة، وسيشمل برنامج فعاليات المهرجان تنفيذ العديد من التجارب السياحية مثل محاكاة الحياة اليومية في القلاع وصناعة الحلوى العمانية وتجربة الشواء العماني وصناعة الفخاريات، التي تستهدف قيام الزوار بممارسة هذه التجارب وفق جدول زمني محدد.
كما يتضمن المهرجان تقديم عروض الفنون الشعبية، وعروض الخيل والهجن والطيران الشراعي، والأمسيات (الفنية والإنشادية والأدبية)، ومعرض المبادرات الشبابية، وجلسة الحوارات الشبابية، والأسواق التقليدية وأسواق الحرفيين، والألعاب الترفيهية للصغار والكبار، ومسرح الفعاليات المصاحبة، وصناعة الحلوى العمانية، والجولات السياحية، وسباق المشي الجبلي وسباق الدراجات الهوائية الجبلية.