أخبار محلية

بدء أعمال الدورة التاسعة لـ “المنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة”

وهج الخليج – مسقط

بدأت اليوم أعمال الدورة التاسعة للمنتدى العربي للبحث العلمي والتنمية المستدامة بعنوان “الباحثات العربيات لتحقيق التنمية المستدامة”، الذي تستضيفه سلطنة عُمان ممثلة بوزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بمشاركة أكثر من 150 باحثة عُمانية عربية في مختلف المجالات العلمية.

يهدف المنتدى الذي يُقام على مدى يومين إلى تعزيز إسهام المؤسسات والهيئات والجامعات ومراكز البحث العلمي والباحثين والمبتكرين في القضايا التنموية العربية، ويتضمن المنتدى عقد ٨ جلسات، يتم خلالها تقديم ٣٩ ورقة عمل.

رعت افتتاح المنتدى معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبحضور معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم.

وأكّدت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة سلطنة عُمان خلال الافتتاح، أن المنتدى يُعد أرضًا خصبة تجمع الخبراء والباحثين والمختصين العرب والمؤسسات والشركات العربية بنظرائهم على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وقالت: إن المنتدى يُمثّل فرصةً لاستقطاب العلماء والخبراء العرب في داخل الوطن العربي وخارجه؛ بهدف تمكينهم من المساهمة في نقل التقنيات المتطورة بالبلدان العربية وتوطينها في الداخل والخارج.

وذكرت أن اهتمام المنظمات الدولية بالبحث العلمي يهدف إلى تشجيع الباحثين على مستوى العالم من خلال البرامج التي تنفذها في خططها والجوائز التي تطلقها، إضافة إلى الكراسي البحثية والعلمية، والتوأمة مع الجامعات التي تتيح من خلالها تشارك الأفكار وتطبيقها لمنفعة البشرية.

وأكّدت أنّ سلطنة عُمان تسعى أن تكون دولة رائدة في مجال الابتكار والثورة المعرفية، وفي هذا الجانب تمّ تمويل 349 مقترحًا بحثيًّا ضمن برنامج دعم البحوث (المؤسسي والمبني على الكفاءة) العام الماضي، وبهدف بناء السعة البحثية المحلية، وتوفير بيئة بحثية محفزة للبحث العلمي والباحثين.

وأشارت إلى أنه بحسب مؤشر الابتكار العالمي للعام الماضي فقد ارتفع مؤشر الإنفاق على البحث والتطوير 19 مرتبة، لتصبح سلطنة عُمان في المرتبة 71 عالميًّا في هذا المؤشر مقارنةً بعام 2021 حيث كانت بالمرتبة 90.

من جانبه أشاد الأستاذ الدكتور محمد سند أبو درويش مدير إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في كلمة نيابة عن الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمر مدير عام المنظمة، بالجهود التي تبذلها سلطنة عُمان في خدمة التربية والعلم والثقافة، غير مقتصرة على سلطنة عُمان فحسب بل في الوطن العربي والعالم أجمع.

وقال: إنّ سلطنة عُمان بثقافتها العربية الأصيلة التي تشكلت وامتزجت وتداخلت بغيرها من الحضارات العالمية، وبما تزخر به من إرث قيّم؛ نجحت في إدراج بعض عناصره في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية. مشيرًا إلى دور الإنسان العربي في تطور العلوم والرقي الحضاري للإنسانية وازدهار كافة أشكال المدارس والمعاهد العلمية والإبداع والابتكار.

وتطرّق إلى الدور الكبير الذي تقوم به /الألكسو/ في تعزيز التعاون العربي في مجالات التربية والثقافة والعلوم، ودفع عجلة البحث العلمي وتطويره في كافة البلدان العربية بما يحقق التنمية العربية ودمجها في السوق العالمية.

وأكّد أن هذا المنتدى الذي أطلقته /الألكسو/ منذ العام 2013 ويعقد أعمال دورته التاسعة هذه في سلطنة عُمان، يعد آلية من آليات الاستجابة للعديد من المرجعيات الهادفة إلى النهوض بقطاع العلم والبحث العلمي في الوطن العربي وعلى رأسها قرارات القمم العربية بشأن تطوير التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي والاستراتيجية العربية للبحث العلمي والابتكار.

وأشار إلى أنّ الدورة الحالية من المنتدى خصّصت لإلقاء الضوء على جهود الباحثات العربيات في تحقيق التنمية المستدامة؛ تثمينًا لدورهن في تطور العلم والمعرفة وخدمة المجتمع العربي.

وذكر أنّ المشاركين في المنتدى سيقدمون حصيلة نتاجهم الفكري والعلمي وحلولًا مقترحة ضمن عدة محاور مختلفة تلامس الأولويات البحثية التي تحتاجها المجتمعات العربية في مجالات البيئة والطاقة النظيفة والتغير المناخي والمياه والصحة والتعليم العالي والزراعة والهندسة، لافتًا إلى أنّ المنتدى سيستعرض قصص نجاح ملهمة لباحثات عربيات شكلن أنموذجًا فريدًا في التميز العلمي والبحثي وقدمن إبداعات وابتكارات متميزة للعالم أجمع.

وأكّد عدد من الباحثات والمشاركات لوكالة الأنباء العُمانية على أهمية هذا المنتدى الذي تستضيفه سلطنة عُمان، وقالت أسماء الجناحي مديرة مبادرات وعضوة نادي دبي للصحافة من دولة الإمارات العربية المتحدة: إنّ المنتدى يعمل كجسر تواصل بين قطاعات التعليم والبحث العلمي وباقي القطاعات المعنية بالتنمية المستدامة والمؤسسات الداعمة لها.. مُشيرةً إلى أن المنتدى يُركز على موضوع في غاية الأهمية، وهو التركيز على جهود الباحثات العربيات لخدمة الإنسانية في كافة المجالات العلمية.

وأضافت أن البحوث والدراسات في مختلف جوانب العلوم عبر التاريخ كانت ضرورية لتعزيز فهمنا للعالم وتحسين حياة الإنسان، حيث يقوم البحث العلمي بدورٍ حاسمٍ في تشكيل فهمنا الحالي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تواجه البشرية، مشيرة إلى أن المجتمعات التي اهتمت بهذا الجانب تمكنت إلى حدٍّ كبير من فهم ومعالجة التحديات التي كانت تواجهها، واستطاعت تحقيق مركز ريادي بين الدول المتقدمة.

وذكرت الجناحي أن البحث العلمي سيكون السلاح الوحيد في مواجهة تحديات جمة تتربص بنا، مثل: تغيُّر المناخ والأمراض والأمن الغذائي والمائي وغيرها، كما سيمكننا من تطوير تقنيات وأساليب جديدة تحسّن حياتنا وتوجِد فرصًا جديدة في مختلف المجالات، والأمثلة هنا تكاد لا تحصى، كتطوير الذكاء الاصطناعي، والبحث عن مصادر جديدة للطاقة أكثر استدامة، وفهم العوامل المسببة للأمراض، وتطوير سبل الوقاية منها وغيره.

وأكّدت على أن مسؤوليتنا تكمن في تحسين واقع البحث العلمي لدينا، وتذكير الأجيال القادمة بأهمية العلم والبحث، فهو المحرك الحقيقي للتقدم ويصب دوماً في صالح تقدمنا واستمرارنا، والسعي لإيجاد عالم أفضل للجميع.

من جانبها وضّحت سالي حسن حطاب منسقة مشروعات إدارة العلوم والبحث العلمي بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/، أنّ المنتدى سيتطرّق إلى دور الباحثات العربيات في قضايا الطاقة والهندسة، وإسهامهن في ريادة الأعمال من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وقصص النجاح التي حققتها رائدات الأعمال في مختلف الدول العربية.

وأضافت أن المنظمة حرصت على استقطاب أكبر عدد من الباحثات في الوطن العربي ليكون هناك تمثيل لكل دولة عربية سواءً من الباحثات أو العالمات أو المبتكرات، مُشيرةً إلى أن محاور المنتدى متنوعة في كل المجالات العلمية، سواءً البيئية والصحية وغيرها.

المبتكرة العُمانية في المجال البيئي تسنيم بنت محمد الداودية قالت: إنّ المنتدى يُمثّل منصة تفاعلية حية لإبراز إنجازات الباحثات في العالم العربي والاطّلاع من قرب على التجارب والتحديات الحقيقة التي تواجههن في التطور في مجال البحث العلمي لتكون حافزًا لتطوير البحث العلمي للعالم العربي.

وأشارت إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه الباحثات عدم وجود مخصصات ومِنح تُخصّص لهن للتطوير في مجال البحث العلمي، مضيفةً أن المرأة أكثر عُرضة لترك المجال العلمي بسبب الالتزامات المجتمعية، إضافة إلى عدم وجود فرص متكافئة للمرأة لشغل مناصب علمية قيادية عالية المستوى.

وقالت المهندسة أمل دغلص رئيسة جمعية نادي صاحبات الأعمال والمهن بالمملكة الأردنية الهاشمية: إن المنتدى يُعدُّ من أبرز الأحداث على مستوى العالم العربي في دعم المرأة العربية وتسليط الضوء على جهودها في البحث العلمي أو الابتكار. مؤكدة على أن مِثل هذه المنتديات تمثّل فرصة للتركيز ودعم الباحثات والمبتكرات وتعزيز الثقة وإبراز إنجازاتهن التي تُسهم في دعم الثقافة والعلم والمعرفة في العالم العربي.

وتضمنت أعمال اليوم الأول للمنتدى ثلاث جلسات عمل، تناولت دور الباحثة العربية في تطوير قطاع الصحة وتحقيق إنجازات طبية، ودور الباحثة العربية في معالجة قضايا البيئة والمياه والتصحر والتغيُّر المناخي، حيث قُدِّمت خلال الجلسات 13 ورقة عمل.

واستُعرِضت في الجلسة الافتتاحية قصص نجاح متميزة، حيث قدمت الدكتورة مها بنت زكريا الريامية أستاذة مساعدة بقسم الكيمياء الحيوية بكلية الطب والعلوم الصحية بجامعة السلطان قابوس والحاصلة على جائزة لوريال – يونسكو للنساء في مجال العلوم زمالة الشرق الأوسط للعام 2022، قصة نجاحها بعنوان “رحلتي في مجال العلوم كباحثة ناشئة”، تحدثت فيها عن شغفها بالعلوم والأبحاث، والتحديات التي واجهتها، وتجاربها في مجال المنافسة على الجوائز البحثية الدولية.

ويهدف المنتدى إلى تعزيز مساهمة الجامعات ومراكز البحث العلمي والباحثين والمبتكرين في القضايا التنموية العربية، من خلال الإسهام في تعزيز التعاون بين الوزارات والهيئات العربية المعنية بالتعليم والتدريب والبحث العلمي، وتفعيل الشراكات بين الجامعات ومراكز ومؤسسات البحث والتطوير من جهة، وشركات وفعاليات الإنتاج والخدمات من جهة أخرى.

ويسعى المنتدى إلى تشجيع الباحثين والمبتكرين العرب وربطهم بالشركات المتخصصة؛ بهدف تحويل ابتكاراتهم إلى منتجات ومشروعات اقتصادية، وتعزيز التواصل مع العلماء العرب في المهجر والاستفادة من خبراتهم في تنمية البلدان العربية.

كما يُسهم المنتدى في تعزيز دور القطاع الخاص في دعم وتشجيع وتمويل أنشطة البحث العلمي في الدول العربية، وتطوير أدوات النشر العلمي العربية، وتصنيع الوسائل والمستلزمات التعليمية، وصناعة المحتوى الرقمي العربي، إضافة إلى عرض التجارب والخبرات العربية والعالمية الناجحة، وتمكين الدول والمؤسسات العربية من الاستفادة منها.

ويُعد المنتدى مناخًا يجمع الخبراء والباحثين العرب والمؤسسات والشركات العربية بنظرائهم على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفرصة لاستقطاب العلماء والخبراء العرب من داخل الوطن العربي وخارجه؛ للإسهام في نقل وتوطين التقنيات المتطورة إلى البلدان العربية، وتحفيزهم على المشاركة على تطوير وتنفيذ برامجها التنموية.

حضر افتتاح أعمال المنتدى الذي أقيم بفندق جراند مسقط، عدد من أصحاب السّمو والمعالي والسعادة والمكرمين، وعدد من الباحثين والمهتمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى