حلقة إقليمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
وهج الخليج – مسقط
بدأت في محافظة مسقط اليوم أعمال حلقة العمل الإقليمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز الإنصاف والتقدم نحو تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة: تجارب وممارسات رائدة، وتستمر يومين.
رعى حفل الافتتاح سعادة الدكتورة منى بنت سالم الجردانية وكيلة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للتدريب المهني.
تأتي الحلقة بالتزامن مع الاحتفاء باليوم الدُّولي للتعليم، وتنظمها وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) بفندق إنترسيتي مسقط.
ويشارك في الحلقة خبراء من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والمركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة، بالإضافة إلى مشاركة خبير من مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي بسلوفينيا، والعديد من الخبراء والأكاديميين والمعنيين بتقنيات الذكاء الاصطناعي والتعليم من مختلف المؤسسات العلمية والأكاديمية والبحثية من دول مجلس التعاون الخليجي.
وتهدف الحلقة إلى رصد جهود الدول العربية والإسلامية في تعزيز الإنصاف والتقدم نحو تحقيق الهدف الرابع عن طريق تطبيقات الذكاء الاصطناعي، والاطلاع على التجارب الإقليمية والدولية الناجحة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم ودورها في تعزيز الإنصاف، وتطوير رؤية مشتركة بين مختلف الجهات المعنية لتطوير وتعزيز الإنصاف والشمول في التعليم عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وأكدت آمنة بنت سالم البلوشية أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم في كلمة اللجنة، على أهمية إيلاء الأولوية للتعليم كوسيلة للاستثمار في البشر.
وقالت: إنه بناءً على الزخم العالمي الذي ولّدته قمة تحويل التعليم التي انعقدت في سبتمبر ٢٠٢٢؛ اعتمد اليوم الدولي للتعليم 2023 منبرًا عالميًّا للعمل الجاد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والمضي قدمًا بالالتزامات الوطنية والمبادرات العالمية، وتعزيز المشاركة العامة لصالح التعليم بوصفه الطريق إلى السلام والتنمية المستدامة والرفاه الفردي والجماعي.
وأضافت أن هذه القمة سعت إلى العمل على تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة من خلال الدعوة إلى تزويد المعلمين والمتعلمين بالحلول الرقمية، وتحويل أنظمة التعليم لتمكين جميع الأطفال والشباب المتأثرين بالأزمات من الانتفاع بفرص التعلم الجيد الشامل والآمن وضمان استمرار تعلمهم.
ووضّحت أن الظروف الاستثنائية التي مرت على العالم أثبتت الدور الكبير للتعليم الإلكتروني لتعويض فاقد التعلم، لندرك حينها قدرة التقنيات الحديثة في التصدي لأكبر التحديات التي واجهتها البشرية في العصر الحديث، ما دفع إلى ابتكار ممارسات وأساليب جديدة في التدريس والتعلم.
وأشارت في ختام كلمتها إلى تحقيق الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الخمس الأخيرة نتائج باهرة، وتصدر المناقشات العامة للمنظمات الدولية، حيث أطلقت هذه المنظمات المواثيق المنظمة للاستخدام الأخلاقي والآمن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
كما أكدت أن سلطنة عُمان لم تكن بعيدة عن هذا الحراك؛ حيث كانت في مجال التعليم قفزة كبيرة لاعتماد مسارات تعليمية بديلة للنمط التقليدي لضمان استمرارية التعليم عن بُعد، فخلال فترة زمنية بسيطة تم تسخير كافة الأدوات الداعمة لذلك، كاستحداث الأطر القانونية المنظمة لذلك، وتسخير البيئة التعليمية الافتراضية، وتدريب وتأهيل المعلمين معرفيًّا وتطبيقيًّا لإنتاج محتوى تعليمي رقمي، إضافة إلى إنتاج الكثير من التطبيقات الذكية المساندة لعمليتي التعليم والتعلم.
وبيّنت أن أفضل ما صاحب ذلك كله هو الوعي المعرفي والمعلوماتي المجتمعي في مختلف المجالات التقنية، واستخدام التطبيقات الذكية نظرًا للتحول السريع نحو تفعيل التطبيقات الإلكترونية لضمان تقديم كافة الخدمات الممكنة.
من جانبه قال عزيز الهاجير خبير بمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) في كلمة المنظمة: “إن التنمية المستدامة تستحوذ على اهتمام العالم، وإن الذكاء الاصطناعي عامل حاسم لتحقيق هذه التنمية، وخاصة فيما يتعلق بتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، والذي يُعنى بقطاع التعليم لذا يتطلب تطوير التعليم والارتقاء بجودته ضرورة الوقوف على إنجازاته وتحدياتهن”.
وأضاف أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي توفر وسائل مبتكرة وفرصة جيدة لمسؤولي التعليم لتحديد مكامن القوة والضعف والفرص والتحديات عند وضع وتنفيذ السياسات والبرامج التعليمية.
ووضّح أن منظمة الإيسيسكو تولي اهتمامًا متواصلًا بقضايا الذكاء الاصطناعي، وجعلته ضمن خططها الاستشرافية، بالإضافة إلى تسخير التكنولوجيا الحديثة والابتكار في خدمة الدول الأعضاء بالمنظمة.
وتضمّن حفل الافتتاح ورقة رئيسة بعنوان “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي وكيفية توجيهها لخدمة التعليم”، قدمها الدكتور فينغشين مياو مدير وحدة الذكاء الاصطناعي في التعليم بمنظمة اليونسكو، وتطرق فيها إلى توصية اليونسكو المتعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها المنظمة، وهي أنظمة لها القدرة على معالجة البيانات والمعلومات بطريقة شبيهة بالسلوك البشري، وتتضمن عادةً جوانب التعلم والإدراك والتنبؤ والتخطيط والتحكم المنطقي.
كما احتوت الحلقة في يومها الأول على جلستي عمل، تمحورت الجلسة الأولى حول “تطبيقات الذكاء الاصطناعي نحو تحقيق الإنصاف والشمول في التعليم”، ترأسها بدر بن سليمان الحارثي مساعد أمينة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم للتربية والعلوم.
وتكوّنت هذه الجلسة من أربع أرواق عمل، قدّم الأولى الدكتور عبدالله بن فالح القحطاني مستشار بمكتب التربية العربي لدول الخليج، تناولت “جهود المكتب في توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم”.
أما ورقة العمل الثانية فقدمتها مهرة بنت هلال المطيوعي مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي بالشارقة، حول “الذكاء الاصطناعي في التعليم، من السياسة للتطبيق”، فيما كانت الورقة الثالثة – عبر الاتصال المرئي – حول مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي بسلوفينيا قدمها واين هولمز وكولين دي لاهيغيرا.
واختتمت الدكتورة خديجة بنت أحمد البلوشية مديرة دائرة إشراف العلوم التطبيقية بوزارة التربية والتعليم جلسة العمل الأولى بورقة عن “المنصات التعليمية في التعلم والتعليم -التفعيل والتمكين”.
وترأست الدكتورة إيمان بنت سعيد العبرية عميدة كلية الحاسوب والمعلومات بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية، جلسة العمل الثانية التي تمحورت حول الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي والمهني والتقني والبحث العلمي.
فيما اشتملت الجلسة الثانية على أربع أوراق عمل، كانت الأولى حول “أثر استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم الإلكتروني”، قدمها الدكتور جوبال ريثنام أستاذ مساعد بجامعة البريمي، فيما قدم الورقة الثانية المهندس خالد بن محمد الفجراني من المديرية العامة للتدريب المهني بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار حول “دمج التقنيات الحديثة في الكليات المهنية”.
أما ورقة العمل الثالثة فقدمها الدكتور نافع جابر عميد كلية الهندسة والحاسب الآلي بالجامعة الألمانية بعنوان “نحو بناء ذكي لمهارات التعلم”، فيما تناولت الدكتورة ليلى بنت محمد الشندودية رئيسة قسم البحث العلمي بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالرستاق في الورقة الختامية للجلسة الثانية، موضوع “توظيف الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي”.
وتتواصل غدًا أعمال الحلقة الإقليمية متضمنة جلستي عمل، تُستعرض في الجلسة الأولى تجارب وممارسات ناجحة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم بمملكة البحرين، ودولة قطر، وسلطنة عُمان. أما جلسة العمل الثانية فتتمحور حول “سياسات الوصول العادل والشامل إلى التكنولوجيا من أجل تعليم أكثر إنصافًا”.