زراعة وتوزيع أكثر من 21 ألف شجرة برية بمحافظة الظاهرة خلال هذا العام
وهج الخليج – مسقط
تواصل إدارة هيئة البيئة بمحافظة الظاهرة جهودها من أجل تحقيق “المبادرة الوطنية لزراعة 10 ملايين شجرة برية” في مختلف محافظات سلطنة عُمان، التي أطلقتها الهيئة بهدف مواجهة مشكلة التغيّر المناخي ومكافحة التصحر، وزيادة الرقعة الخضراء في سلطنة عُمان، والتي بدورها تساهم في حل مشكلة ارتفاع درجات الحرارة وتوفير موائل لمفردات الحياة الفطرية الأخرى.
بالرغم من التحديات الجغرافية وطبيعة المناخ الجاف في محافظة الظاهرة، إلا أن إدارة هيئة البيئة بالظاهرة تمكّنت من زراعة نحو 22 ألف شجرة برية، متنوعة ما بين السدر والغاف والطلح والشوع والقرط في مختلف ولايات المحافظة.
وأعرب فهد بن سعيد الناصري، مدير إدارة البيئة بمحافظة الظاهرة عن الأهمية البالغة التي تُوليها هيئة البيئة لتحقيق أهداف المبادرة الوطنية، لما لها من ثقل بيئي ونتائج بيئية إيجابية، يُرجى تحقيقها خلال الأعوام المُقْبلة، مشيراً إلى أن الإدارة وضعت خطة منظمة لتوفير الشتلات وتنفيذ عمليات الاستزراع، إلى جانب تكثيف الحملات التوعوية بأهمية المبادرة الوطنية؛ لما لها من نتائج على الفرد والمجتمع والحياة البيئية بالمحافظة، حيث تم تنفيذ حملات لإبراز أهداف المبادرة في البداية على مدارس المحافظة من خلال المديرية العامة للتربية والتعليم، وفتح باب طلب الشتلات للمدارس لزراعتها في فناء المدارس، إضافة إلى توزيع الشتلات على الطلاب من أجل زراعتها في المنزل، ولغرس ثقافة الاهتمام بالأشجار لدى الطلاب.
كما ركز المختصون بالإدارة على الزيارات الدورية للمدارس لتثقيف الطلبة والطالبات في مختلف المراحل الدراسية بأهمية الأشجار والنباتات البرية العُمانية، وما تتميّز به من ناحية بيئية وثقافية واقتصادية، حيث إن هذه الأشجار حباها الله بالقدرة على التكيّف مع العوامل البيئية الصعبة كالمناخ الحار وقلة الموارد المائية، إضافة إلى أنها تسهم في إيجاد مساحات خضراء وأماكن طبيعية للتنزه.
وأضاف الناصري أن عمليات الاستزراع التي تم تنفيذها شملت أيضاً مواقع الشركات العاملة في المحافظة، والكسارات والمحاجر وشركات النفط والغاز في صحاري محافظة الظاهرة، حيث تعتبر هذه الأماكن مصدرًا لانبعاثات ملوّثات الهواء، وبالتالي فالأشجار تسهم بنسبة كبيرة في التخفيف منها وتلطيف الجو بهذه المواقع، مؤكداً أن الإدارة مستمرة في استهداف الأماكن الصناعية والدوائر الحكومية، كما تم تحديد بعض المواقع لعمل مسوّرات لزراعة تلك الأشجار ضمن خطط الهيئة في هذا الجانب.
كما تطرّق الناصري إلى أهمية المبادرات الفردية من قِبل المواطنين في استزراع الأشجار على مستوى المزارع والحدائق المنزلية والمسطّحات، حيث قام أحد المواطنين بزراعة ما يقرب من 1000 شتلة برية في مزرعته بولاية ضنك، كما قام مواطن آخر بزراعة 226 شتلة بالولاية نفسها.
وأكد أن هناك بعض التحديات، ولكن الإدارة بالشراكة مع جميع أطياف المجتمع وبالتعاون مع الجهات المختصة سوف تتغلب عليها، مشيداً بالتعاون المستمر بين المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بالمحافظة، وجمعية السدر العُمانية من خلال الإسهام في تشتيل الأشجار دعمًا للجهود الوطنية لتتمكن الإدارة من توفير الأعداد المطلوب زراعتها خلال الفترة القادمة.
جديرٌ بالذكر أن هيئة البيئة بمحافظة الظاهرة تقوم حاليًّا بإنشاء مشتل للأشجار البرية في ولاية عبري، وذلك لتلبية الطلب المتزايد على الشتلات.