صيانة وتأهيل العيون المائيّة في محافظة ظفار
وهج الخليج – مسقط
تُنفّذ المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار ممثلة بدائرة موارد المياه أعمالًا دورية لصيانة وتأهيل بعض العيون المائيّة في ولايات المحافظة؛ بهدف الحفاظ عليها واستدامتها والاهتمام بصون مواردها الطبيعية.
وتسعى المديرية إلى تنمية معظم العيون المائيّة في محافظة ظفار للاستفادة منها واستغلالها أمثل استغلال؛ من خلال تحسين وصيانة مرافقها واستخدام مياهها لتكون مناطق ارتياد للمواطنين والمقيمين.
وقال المهندس علي بن بخيت بيت سعيد مدير دائرة موارد المياه بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار في تصريحٍ لوكالة الأنباء العُمانية: إنَّ الوزارة انتهت من صيانة وتأهيل 76 عين ماء في محافظة ظفار من 2018 إلى 2022م. مبيّنًا أنه ستتم صيانة وتأهيل 23 عين ماء ضمن خطة الوزارة في عام 2023م.
ووضّح أنّ أعمال التحسينات تتمثل في بناء خزانات لتجميع مياه العيون للاستخدامات المختلفة وبناء الحمايات اللازمة لصون هذه الموارد من خطر الفيضانات؛ نظرًا لوجود معظم العيون المائيّة بالقرب من مجاري الأودية، إضافة إلى إنشاء أحواض مخصّصة لسقي المواشي؛ ما يُسهم في تنمية الثروة الحيوانية والزراعية بالمنطقة.
كما أضاف أنّ بيانات المراقبة سجّلت هذا العام أعلى مجموع سنوي لمعدّل كمية المياه المتدفقة من العيون المائيّة الرئيسة في محافظة ظفار (جرزيز، أرزات، حمران، طبرق) منذ عام 2000م؛ إذ بلغت نحو 12 مليون متر مكعب، في حين سجّل عام 2010م أدنى كمية للمياه المتدفقة البالغة 4ر4 مليون متر مكعب.
ولفت إلى أنّ أعلى كمية تدفّق شهري سُجّلت لعين ماء جرزيز في سبتمبر 2002م بلغت نحو 650 لترًا/ثانية، بينما أدنى كمية تدفّق كانت لعين ماء حمران في مايو 2011م بلغت نحو لتر واحد في الثانية.
وبيّن أن عين حمران شهدت كذلك أعلى وأدنى قياس لدرجة حرارة المياه؛ حيث كانت أعلى درجة حرارة بشهر سبتمبر 2012م نحو 1ر35 درجة سيليزية، فيما كانت أدنى درجة حرارة بعام 2007م بشهر فبراير 4ر21 درجة سيليزية.
وأضاف أنّ أمطار موسم الخريف الذي يبدأ سنويًّا من يونيو إلى سبتمبر تُعد المغذي الأساس للخزانات الجوفية التي تنبع منها معظم العيون المائيّة دائمة الجريان في المحافظة، مشيرًا إلى أنّ بعض هذه العيون موسمية تتدفق ينابيعها وشلالاتها خلال مواسم الخريف الممطرة.
وأوضح أنّ العيون المائيّة تُعد من المزارات السياحية المهمة في المحافظة، خصوصًا خلال موسم الخريف، وملاذًا آمنًا للطيور المهاجرة التي تستقطب هواة التصوير من مختلف دول العالم، ومقصدًا مهمًّا لهواة رياضة المشي في الطبيعة “الهايكنج”.
وقال مدير دائرة موارد المياه بالمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار: إنَّ مياه العيون في المحافظة جيّدة وصالحة للشرب وتستغل لسقي المواشي، ورافدًا مهمًّا لاستدامة الحياة الفطرية في المحافظة. مبيّنًا أهمية العيون المائيّة قديمًا، مثل: عين ماء حمران وعين ماء دربات، في ري الأراضي الزراعية المحيطة بها لإنتاج المحاصيل الأساسية كالحبوب والبقوليات وجوز الهند والبطاطا الحلوة وأعلاف الحيوانات.
وتعمل المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة ظفار على جمع البيانات المائيّة من محطات الرصد الهيدرومترية؛ لإيجاد قاعدة بيانات مائيّة علمية قادرة على تحديد التغيّرات المهمة التي تحدث في مياه تلك العيون، حيث يُقاس تدفّق وملوحة ودرجة حرارة العيون المائيّة الرئيسة في المحافظة بشكل دوري لمعرفة كمية وجودة مياهها.
وتشير الدراسات البحثية التي أعدّتها وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى أهمية الأمطار خلال موسم الخريف في تغذية الخزانات المائيّة الجوفية الطبيعية المتكوّنة في مناطق الحجر الجيري في الجبال التي تُزوّد وتُغذّي المخزون المائي الجوفي لسهل صلالة والعيون المائيّة.