دولة الإمارات في الذكرى الـ 51 لقيام الاتحاد تواصل تحقيق منجزات مختلفة
وهج الخليج – مسقط
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وهي تحتفل اليوم بالذكرى الحادية والخمسين لقيام الاتحاد العمل على خطى المؤسس، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وفي ظل قيادة صاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وأبنائها، الذين يشكّلون عماد البناء والتنمية، بعزيمة راسخة نحو تحقيق العديد من الإنجازات التنموية والحضارية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وقال سعادة محمد سلطان السويدي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى سلطنة عُمان إنه منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من العام 1971، وهي تسير على مبدأ تعزيز الأمن والسلام والتنمية المستدامة في مختلف أرجاء العالم، متخذةً من هذا المبدأ بُعدًا أساسيًّا لسياستها الخارجية، سارت عليه الدولة، والتزمت به على مدار العقود الماضية، ضمن سياسات “الدبلوماسية الاقتصادية والتجارية” التي وضعتها عنوانًا لسياساتها الخارجية.
وأضاف سعادته: انطلاقًا من هذه المبادئ، تتبنى دولة الإمارات استراتيجيات محفزة على التنويع الاقتصادي، بعيدًا عن النفط، قائمة على المعرفة والتنوع، يعززها التقدم العلمي والتكنولوجي، وأطلقت لتحقيق ذلك حزمة مشروعات ومبادرات استراتيجية، ضمن “مشروعات الخمسين”، تهدف إلى تأسيس مرحلة جديدة من النمو، حيث توفر مشروعات الخمسين زخماً للاستثمار في الاقتصادات الرقمية والدائرية، فضلًا عن القطاعات القائمة على الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة.
ووضح سعادته أنه إيمانًا من دولة الإمارات بأن مستقبل الأمن الإقليمي يعتمد على شراكات قوية ومتعددة الأطراف، والتزام مشترك بتحقيق الاستقرار والازدهار بالطرق السياسية والاقتصادية السلمية، فقد أبرمت دولة الإمارات اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع الشركاء الاستراتيجيين، لتطوير شراكات دولية قوية من خلال التجارة والصناعة والاستثمار مشيرا إلى أن الإمارات العربية المتحدة أصبحت مركزا تجاريًّا مهمًّا، وهي بذلك تدرك ضرورة الازدهار والتدفق الحر للسلع والخدمات، كمبدأ أساسي لأي دولة حديثة ومسالمة، تتطلع إلى المستقبل.
وأكد سعادته على أن العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان تطورت على المستويات كلها خلال العقود الخمسة الأخيرة، من الاقتصادي للسياسي، مرورًا بالمجتمعي والثقافي، ولم يأتِ هذا التطور من فراغ، فهناك حركة عمل دؤوب بين مسؤولي البلدين للحفاظ على ما وصلنا إليه من ترابط أخوي ومصالحي، وهذا يعد انعكاسًا واضحًا لما بين البلدين من مرتكزات راسخة، حيث يشكل الترابط الاجتماعي والوجداني بين شعبي سلطنة عُمان ودولة الإمارات أساسًا مهمًّا للعلاقة بين البلدين الشقيقين، وكذلك العلاقات بين قيادتي البلدين القائمة على الأخوة والاحترام المتبادل والعمل على تقوية ما بين الدولتين الشقيقتين من علاقات على كل المستويات وبما يحفظ مصالحهما العليا الاستراتيجية والاقتصادية.
وبيّن سعادته أن “هذا التطور الكبير في العلاقات بين البلدين الشقيقين لم يأتِ من فراغ، فهناك حركة عمل مستمرة بين قيادتي سلطنة عُمان ودولة الإمارات، على مدار عقود، للحفاظ على ما وصلنا إليه من ترابط أخوي ومصالحي، وهذا يعد انعكاسًا واضحًا لما بينهما من مرتكزات راسخة”.
وقال سعادته ونحن نستذكر سيرة قادتنا العطرة كما تفضلتم، فإنا نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، ولدينا ثقة كبيرة في قيادتيْنا الحاليتيْن، جلالة السّلطان هيثم بن طارق حفظه الله، وصاحب السّمو محمد بن زايد حفظه الله، في أن تواصلا مسيرة العطاء والتنمية، بما يحفظ مكتسبات الجهود التي شهدها عهدا المغفور لهما بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد والشيخ خليفة بن زايد طيب الله ثراهما.
وأضاف سعادته، أن سلطنة عُمان أحد أهم شركاء دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة، لاسيما على المستوى الاقتصادي، وقد طور البلدان علاقاتهما على كل المستويات، الاستراتيجية والاقتصادية … موضحا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد الشريك التجاري الأول لسلطنة عُمان، حيث شهدت الاستثمارات الإماراتية في السلطنة تناميًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، وبحسب التقارير العُمانية الرسمية فإن حجم الاستثمارات الإماراتية المباشرة بلغت قيمتها نحو مليار و48 مليونًا و600 ألف ريال عُماني، بحسب أحدث تقارير المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
وبيّن سعادته أن هذه الاستثمارات تتركز في قطاعات اقتصادية عُمانية حيوية على رأسها قطاع “الصناعات التحويلية” الذي يستوعب النسبة الأكبر من تلك الاستثمارات، وهو أمر يأتي متوافقًا مع الرغبة العُمانية في النهوض بالقطاع وإن الجانبين يسعيان بكل جهد للحفاظ على هذه المكتسبات وهو أمر تتباحث في شأنه حكومة البلدين على مدار العام.
وأشار سعادته إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أكثر الدول تطلعًا للمستقبل، وهو أمر نابع من إيمان القيادة بأهمية استثمار إمكانات دولة الإمارات في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، ويعود للخطط المميزة والمحكمة التي تم وضعها في وقت مسبق وتواكب تطورات العصر، إذ تم العمل على وضع خطط الإمارات المستقبلية في أوقات مناسبة من أجل تحقيق الازدهار في الدولة على المدى البعيد لعدد من المحطات أبرزها مئوية الإمارات 2071 التي تتطلع إليها الدولة وتسير إليها بخطى واثقة.
ولفت سعادته إلى أن مئوية الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، تشمل رؤية شاملة وطويلة الأمد لمدة خمسة عقود، بحيث تشكل خريطة واضحة للعمل الحكومي لتعزيز سمعة الدولة وقوتها، من خلال الاستثمار في شباب الإمارات، والعمل على تجهيزهم وصقل مهاراتهم ومعارفهم بهدف الاستجابة إلى التغيرات المتسارعة التي تحدث في وقتنا الحالي والقادم، كما تهدف الخطة إلى أن تصبح الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيامها في العام 2071.
وأكد سعادته على أن ما بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات من علاقات استثنائية وخصوصية فريدة تدفع التعاون إلى آفاق أوسع، والبلدان يتطلعان إلى المستقبل، حيث إن لزيارة صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سلطنة عُمان ولقائه حضرةَ صاحبَ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم/ حفظهما الله ورعاهما/ الكثير من الأبعاد المهمة، فهي مؤشر على مدى التقارب الإماراتي العُماني، وما حظي به من استقبال حافل واستثنائي على المستويين الرسمي والشعبي، عكس ما يأمله شعبا البلدين الشقيقين ويضاف إلى ذلك ما نتج عن الزيارة المباركة من توقيع اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين البلدين بلغت 16 مذكرة، شملت جميع المجالات الحيوية التي تهم البلدين وبما يعزز التعاون المشترك بينهما لاسيما على المستوى الاستثماري.
وأكد سعادته على أن الزيارة تجسد مساعي الإمارات وعزمها الأكيد على تعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان واستثمار ما بين البلدين من روابط تاريخية وأخوية لدفع مجالات التعاون التنموية إلى فضاءات أرحب من التعاون البناء، على المستويات الاستثمارية الاقتصادية والاستراتيجية السياسية، بما يحقق مصالح البلدين العليا في سياق من المحبة والإخاء والاحترام المتبادل وتقدير مواقف وجهود وأدوار كل منهما على المستويين الدولي والإقليمي.
ولفت سعادته إلى أن ما يشهده البلدان من تنسيق وتبادل الرؤى والتصورات بشأن قضايا المنطقة الحيوية أمر واضح وجلي، وهو تنسيق وحوار متواصل على أعلى المستويات، بما يحفظ أمن البلدين وسيادة أراضيهما ومصالحهما المشتركة، ويحفظ استقرار وضمان أمن الدول العربية الشقيقة، وهو أمر تحرص عليه دولة الإمارات.
واختتم سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة حديثه بقوله إن هذا المستوى المتميز من العلاقات بين سلطنة عُمان ودولة الإمارات، تدفعه جهود كبيرة، تبذلها قيادتا البلدين، حفظهما الله، لتعزيز أواصر الأخوة والتعاون، ورعاية المصالح المشتركة بين البلدين على كل المستويات.
من جانب آخر ثمّن سعادة السيد الدكتور أحمد بن هلال البوسعيدي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى دولة الإمارات العربية المتحدة العلاقات العُمانية الإماراتية وما وصلت إليه من تميز في مختلف المجالات لا سيما المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية.
وأكد سعادته أن الذكرى الحادية والخمسين لقيام الاتحاد تعكس مسيرة تطور الإنسان الإماراتي في شتى المجالات.. متمنيا سعادته لدولة الإمارات حكومة وشعبًا مزيدًا من التقدم والرخاء في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.