الصحراء تضيئ بالأنوار و الألوان.. أمد الدقم (مختبرات الشباب)
بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
لقد تفاجأت كثيرا وأنا أطوف بين جنبات المعمل الكبير والمرسم العظيم و المنحت الجميل الذي شاهدته في الصحراء، وعندما جن الليل وأضيئت الأضواء، سطعت وتلألأت أمد الدقم، إنه مختبر الشباب، حيث كانت خلايا العمل كخلايا النحل تعمل ليل نهار حتى اكتمل البناء.
لقد شكلت أمد الدقم بيئة فنية خصبة و أخرى إبداعية مكنت الشباب العماني الطموح من إظهار إبداعاته و مهاراته، حيث تمثل الجانب الفني في نحت الأشكال الإبداعية و الأشكال ذات العلاقة بالتأمل والمدرسة الفنية الجديدة للشباب ( الموسيقى الهرمونية)، في حين تمثل الجانب الفني في تصميم تقنيات ألعاب الفيديو ومعدات الفحص والإختبار المختلفة إضافة إلى القبب التي تحاكي الحياة على المريخ، وكل ذلك يأتي في سبيل تمكين المبدعين من أبناء عمان.
لقد فشل من حلل و استعرض و انتقد وقارن بغير وجه حق و عن جهالة بين فعالية مختبرات الشباب و بين المهرجانات في الدول الأخرى، فالفعالية شيئ و المهرجان شيئ أخر وما كان لهذا أن ينتقص من قيمة تلك، و لكنه الحكم المسبق الجاهل لحقائق الأمور.
لقد بذل الشباب العماني جهدا لا يمكن أن ينتقص منه الجاهلون، وقضوا ما يزيد على الثلاثة أشهر في الدقم و هم يعصرون مخيلاتهم لتنهمر الأفكار الإبداعية و تنساب على أصابعهم فيخلق الإبداع ويترجم الإبتكار فطوبي لهم ثم طوبي لهم، وكل ذلك تأتى من خلال الدعم والتشجيع الذين تلقوهما من وزارة الثقافة و الرياضة والشباب و الهيئة العامة للمناطق الإقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، حيث وفرت لهم الإمكانيات اللازمة لذلك، فأنتجو وأبدعو في وقت قصير، وماهي إلا البداية و القادم بإذن الله أجمل و أكمل.
إن هؤلاء الشباب يستحقون منكم الدعم والتشجيع والتقدير فكل ذلك يصب في تمكينهم وبناء قدراتهم و تحقيق تطلعاتهم في العهد الجديد، حفظ الله عمان وسلطانها ومكن شبابها و شاباتها من الرقي بهذا الوطن المعطاء إلى العلياء…إنه سميع مجيب.