انطلاق المؤتمر الدولي (المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع)
وهج الخليج – مسقط
انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الدولي (المؤتلف الإنساني والتنمية المستدامة للجميع) الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالتعاون مع وزارة الإعلام وشبكة صناع السلام الدينيين والتقليديين – ضمن الاحتفال باليوم العالمي للتسامح -، ومشروعَا (المؤتلف الإنساني) و(رسالة السلام) بهدف تعزيز القبول المتبادل والتعايش السلمي بين المجتمعات والمجموعات المختلفة.
رعى افتتاح أعمال المؤتمر معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد.
وقال معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية في كلمة له: إن سلطنة عمان بالتعاون مع كافة المؤسسات المعنية بالتسامح والتعايش والتفاهم في هذا العالم تسعى لتعزيز ثقافة التعايش والاندماج والوئام والتآزر والعطف على الآخر واحترام الذات الإنسانية وتقدير التنوع واحترام المقدسات ونبذ كافة أشكال التمييز والتعصب.
وأضاف معاليه أن الاحتفال المتجدد باليوم العالمي للتسامح الذي يصادف الـ16 من نوفمبر يكتسب أهميةً وعمقًا واتساعًا؛ حيث يشارك في المؤتمر ممثلون من (50) دولة بعدد يتجاوز (۱۲۰) شخصية، بهدف الاستفادة من تجارب المشاركين وتعزيز المعرفة والتعارف وبناء شراكات مستقبلية.
وأوضح أن موضوعات المؤتمر المؤتلف الإنساني ترتبط بـ(التنمية المستدامة للجميع) باعتبارها أحد الأهداف الإنسانية في خطة منظمة الأمم المتحدة، والدعوة العالمية للقضاء على التحديات التي تواجه العالم خاصة المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والحماية من آثار تغير المناخ وتدهور البيئة.
من جانبه أكد سعادة الشيخ خليفة بن علي الحارثي وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدبلوماسية أن سياسة سلطنة عمان الخارجية – التي تتبنى رؤية مبدأ الحوار وقيمة التسامح – وضعتها دولةً صديقةً للجميع على الدوام.
وأشار سعادته إلى أن هدف سلطنة عمان من هذا الدور الفاعل في المجتمع الدولي هو العيش مع العالم في وئام، وتقوية العلاقات التي تدعم تحقيق الاستقرار والأمن، ودفع عجلة النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة قُدُمًا لمستقبل أفضل وأكثر إشراقًا للجميع.
وقال: إن السياسية الخارجية لسلطنة عمان ترتكز على مجموعة من المبادئ والمرتكزات، تأتي في مقدمتها حسن الجوار؛ إذ تؤمِن السلطنة إيمانًا راسخًا بوجوب تطوير العلاقات والحفاظ عليها، لافتًا إلى أن مفهوم حسن الجوار لسلطنة عمان يمتد إلى ما هو أبعد من الدول المجاورة.
وأضاف أن الحوار يأتي ضمن مرتكزات السياسية الخارجية لسلطنة عمان، مستفيدة من تاريخها العريق وانفتاحها على الحضارات والعالم، مشيرًا إلى أن هذه السياسة لا تألو جهدًا في البحث عن أي وسيلة سلمية تقرب بين وجهات النظر وتقلل التوترات والصراعات.
وفي السياق ذاته أكد معالي الدكتور سعيد بن محمد الصقري وزير الاقتصاد في كلمة له أن سلطنة عمان – كعادتها على مر التاريخ وحاضرها – تشهد عليها مواقفها وإسهاماتها الإقليمية والدولية في محبتها للسلام وساعيها إلى الوئام بين شعوب العالم أجمع، وتجلى ذلك في مواقفها بالمحافل العالمية وقيامها بمبادرات نحو تحقيق السلام والوئام في عدد من القضايا المهمة.
وقال: إن سلطنة عُمان من خلال الخطط العملية – قريبة وبعيدة المدى – تأخذ في الاعتبار خطط التنمية المستدامة لعام ٢٠٣٠ والتي غطت نطاقًا واسعًا من القضايا الإنسانية، لافتًا إلى أن صياغة رؤية عمان 2040 تقوم على أربعة محاور أساسية تشمل “الإنسان والمجتمع” و”الاقتصاد والتنمية” و”البيئة المستدامة” و”الحوكمة والأداء المؤسسي”، وتأخذ بالاعتبار التغيير السكاني والاجتماعي وآثار التكنولوجيا والثورة الصناعية الرابعة وتغير المناخ وآثاره على مختلف البلدان والمناطق.
ويتضمن المؤتمر عدة محاور منها: نماذج عملية في القيم الإنسانية المشتركة، وتنوع الثقافات، ودور المرأة في تعزيز القيم الإنسانية المشتركة والتنمية المستدامة، ودور الشباب في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة، وريادة التنمية المستدامة.
ويصاحب فعاليات المؤتمر برنامجَا (صوت الصورة) و(الشباب)، اللذان يهدفان إلى تدريب الشباب على الحوار الفاعل بين الأديان والثقافات من خلال استخدام التصوير الفوتوغرافي والتواصل الثقافي.
وتشتمل فعاليات المؤتمر على فعاليات للأطفال بمشاركة مجموعة من الأطفال العمانيين والمقيمين من جنسيات مختلفة، تقدم الفعالية تجربة فنية للأطفال من خلال مشاركتهم في رسم لوحات معبرة عن قيم التعايش والتفاهم.
كما يحوي المؤتمر إقامة معرض (رسالة السلام)، يسعى إلى إيصال تجربة سلطنة عمان الثقافية والحضارية للعالم من خلال تقديم أنموذج حضاري في التعايش والتفاهم وبناء السلام، بالإضافة إلى معرض (فن الظلال) الذي يوظف الضوء والظل لتكوين صور معبرة عن القيم الإنسانية المشتركة.