مؤتمر مسقط الدولي لطب العيون 2022 يسدل ستائره ويرفع توصياته
وهج الخليج – مسقط
أقر مؤتمر مسقط الدولي للعيون ٢٠٢٢م تشكيل لجنة علمية تضم خبراء وأطباء واستشاريين من سلطنة عمان والمنطقة العربية والعالم تعنى بمتابعة أمراض العيون المختلفة، وخاصة مرض القرنية المخروطية؛ نظرًا لانتشار المرض، كما أكد المؤتمر أهمية الاستمرار في البحوث والدراسات؛ لمعرفة حجم المشاكل المرضية المتعلقة بالعيون، وتمكين جهات التخطيط من وضع الحلول المناسبة لعمليات التشخيص والعلاج وتوزيع الأجهزة حسب الاحتياج جاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر اليوم في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض.
وشهدت فعاليات اليوم الأخير طرح ومناقشة عدد من الموضوعات المتعلقة بتشخيص وعلاج طب العيون، ومنها التطورات التي شهدتها عمليات القرنية، وتصحيح أسواء الانكسار (ضعف النظر)، ومناقشة مرض القرنية المخروطية، وآخر المستجدات حول عمليات النزول الأبيض، وعدسات الزرع داخل العين، واستعراض أحدث الوسائل التشخيصية والعلاجية لالتهاب أنسجة العين (التهاب الطريق العنبي) إلى جانب تقديم عدد من الجلسات للنقاش للفئات الطبية المساعدة والممرضين في مجال طب العيون. كما تضمنت الفعاليات إقامة جلسة علمية لتدريب أخصائيي فحص النظر، وجلسة منوعة في طب العيون لموضوعات لم تشملها الجلسات السابقة، حيث شهدت عددًا من المداخلات والنقاشات المعمقة في كافة مجالات طب العيون من حيث التشخيص، ومناقشة الحالات المرضية التي ترد للعيادات، وكيفية علاجها، وطرق متابعتها والتعامل معها.
وأكد الدكتور راشد بن محمد السعيدي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر أنه من خلال الجلسات وأوراق العمل والبحوث والمختبرات التدريبية خرج المؤتمر بنتائج علمية جيدة خاصة في علاج القرنية المخروطية مما سيسهم في عمليات التشخيص المبكر والعلاج والمتابعة.
وأوضح أن المؤتمر أكد على أهمية الاستمرار في البحوث والدراسات لمعرفة حجم المشاكل المرضية المتعلقة بالعيون، ووضع الحلول المناسبة لعمليات التشخيص والعلاج، مؤكدًا على أهمية التشخيص المبكر لدى الشباب؛ لمنع مضاعفات القرنية المخروطية، وأوصى المؤتمر بضرورة العمل بنظام الكشف المبكر لمرض القرنية المخروطية للعين؛ لتجنيب الشباب المضاعفات، وتحديد مسار العلاج السريع.، كما أوضح أهمية نشر الوعي والتثقيف المجتمعي لأمراض العيون، وأهمية التشخيص المبكر للقرنية المخروطية، وأهمية الأخذ بنتائج الدراسات البحثية عند توزيع الأطباء والأجهزة الطبية حتى يتم التوزيع وفق الاحتياج الفعلي.
مشيرًا إلى أهمية تشجيع إجراء البحوث الميدانية حول أمراض العيون المنتشرة في سلطنة عمان؛ لما لها من أهمية في تعزيز الخدمات الصحية، وضرورة الاستفادة من المخطوطات والموسوعات العلمية التي خلفها الأطباء العمانيون كمخطوطات ابن عميرة، واستمرار إقامة الورش والمختبرات التدريبية والتعليمية، وتكثيفها في المؤتمرات القادمة لأهميتها في نقل المهارات والخبرات.
تكريم الفائزين
وخلال المؤتمر تم تكريم الفائزين في مسابقتي أفضل عرض لبحث علمي بين الأطباء العيون الشباب، وأفضل ملصق علمي، وحصلت الدكتورة هدى بنت مرهون الغيثية على جائزة أفضل عرض لبحث علمي بين أطباء العيون الشباب، فيما حصلت ميساء بنت صالح المجينية على جائزة أفضل ملصق علمي.
فوائد كبيرة
أجمع المشاركون على أهمية المؤتمر، وما خرج به من فوائد كبيرة ومهمة في مجالات التشخيص والعلاج لمختلف حالات الإصابة بأمراض العيون، وفي هذا الإطار قال الدكتور عصام عامر الرواق استشاري جراحة الشبكية من ليبيا مقيم في دولة قطر: شاركت في المؤتمر كمتحدث عن أمراض الشبكية، واستعراض العلاجات الحديثة المتطورة حول اعتلال الشبكية بالسكري، والورقة التي قدمتها عن علاجات حقن علاج ارتفاع شبكية السكري وهي علاجات متطورة، وكذلك البدائل المتوفرة من الناحية الجراحية لمرضى اعتلال الشبكية بالسكري، والورقة البحثية بشكل عام استعرضت أحدث ما توصل إليه العلم من علاجات وتدخلات جراحية، مشيدًا بجهود سلطنة عمان في التنظيم والإعداد لهذا المؤتمر الدولي، وحرصها على تطويره من خلال دعوة أفضل الخبراء في طب العيون، وبالتالي تبادل الخبرات والتجارب في كافة مجالات تشخيص وعلاج طب العيون.
وأشاد الدكتور وليد الغامدي رئيس الجمعية السعودية للبصريات بالقيمة العلمية لمؤتمر مسقط الدولي لطب العيون، قائلًا: إنها المشاركة الأولى لي في مؤتمر مسقط لطب العيون، وهو مؤتمر علمي قيم تم تنظيمه على مستوى عالٍ من الكفاءة في التنظيم والجلسات والورش، كما سجل مشاركة أفضل الخبرات على مستوى العالم، وهذا الجانب أعطى جميع المشاركين فرصة حقيقية لتبادل الخبرات والتجارب العالمية في مجال طب العيون.
وأضاف: حقق المؤتمر نجاحًا كبيرًا وفوائد عظيمة لجميع المشاركين، والمنطقة العربية في حاجة ماسة بشكل كبير لهذا المؤتمر العالمي للاطلاع على مستجدات الأبحاث في جميع مجالات طب العيون والبصريات، مؤكدًا أن ورش العمل التي نفذت خلال المؤتمر كانت ميدانًا خصبًا للنقاشات، وتبادل الخبرات والتجارب العالمية بمشاركة العلماء والاستشاريين والأطباء في مجالات طب العيون، موضحًا أن مؤتمر مسقط الدولي كان شاملًا لمختلف المجالات التي تتعلق بأمراض العيون، وتم خلالها التركيز على بعض الموضوعات الأكثر انتشارًا في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية ودول المنطقة، ومنها مرض القرنية المخروطية، مشيدًا بالتفوق العلمي الذي يشهده طب العيون في سلطنة عمان من خلال التشخيص والوقاية والعلاج.
آفاق أوسع
وقالت روان خلف المسني طالبة علوم بصرية بجامعة البريمي: المؤتمر مفيد بشكل كبير جدا وخاصة لنا نحن طلبة السنة الجامعية الأخيرة؛ لأنه يحمس الطلبة للتعرف والبحث بشكل أكبر عن أهم المعلومات الطبية المتعلقة بطب العيون، كما يفتح آفاقا للطلبة من أجل مواصلة البحث.
وأضافت: المؤتمر بما تضمنه من ورش ومختبرات علمية يعد مكانًا جيدًا للتدريب، واكتساب الكثير من الجوانب المتعلقة بالأمراض التي تصيب العين وطرق تشخيصها وعلاجها، ومن الورش التي استفدت منها ورشة القرنية المخروطية التي قدمها (5) خبراء، وتناولت الكثير من الجوانب المهمة، وخرجنا منها بالكثير من الفوائد النظرية والعملية، مضيفة: إن المؤتمر كان فرصة للتعرف على أحدث التقنيات والأجهزة الحديثة التي سهلت في مجال تشخيص وعلاج طب العيون.
تعليم وتدريب
وقالت عبير درويش الهدابية طبيبة مقيمة في طب العيون بالمجلس للعماني للاختصاصات الطبية: المؤتمر تعليمي وتدريبي ومختبري مهم جدا لجميع المشاركين في مختلف مجالات طب العيون من التشخيص والعلاج والجراحة، ومثل هذه المؤتمرات لها دور تحفيزي للأطباء المقيمين من خلال تكليفهم ببعض الأدوار في تسليط الضوء، وطرح بعض الحالات المهمة التي يواجهها الأطباء في عياداتهم، موضحة أنها شاركت في المؤتمر مع بعض زملائها في تقديم وعرض بعض الحالات التي تستدعي تسليط الضوء عليها، ونقل الخبرة في كيفية التعامل مع هذه الحالات، كما عرضت بعض النتائج البحثية الجديدة في مجال طب العيون.
وأضافت: المؤتمرات بشكل عام بيئة مهمة ومساعدة لنقل الخبرات والتجارب العلمية والعملية في كيفية التعامل مع مختلف الحالات المرضية المتعلقة بطب العيون، وبالتالي بفتح آفاق معرفية وعلاجية جديدة، تمكن الطبيب من تحسين مستوياته في مجال تغيير مسارات التشخيص والعلاج والتدخل الجراحي.
وكان مؤتمر مسقط الدولي لطب العيون قد تناول بالنقاش والتحليل العملي عددًا من الموضوعات شملت أحدث الطرق الجراحية للنزول الأسود وتدبير المضاعفات، ومستجدات طب عيون الأطفال، وقياسات النظر، وفحوصات ضغط العين وأمراض الشبكية، كما تضمنت موضوعات ورشة عمل حول تركيب العدسات الطبية للأطفال، إلى جانب تقديم محاضرات و أبحاث لأطباء العيون الشباب، قدمها نخبة من المدربين الأكفاء من ذوي الخبرة، وقفوا من خلالها على آخر المستجدات في عالم طب وجراحة العيون، كما تبادلوا الخبرات والتجارب مع المشاركين الإقليميين والدوليين، والتعرف على التقنيات الجراحية الجديدة المستخدمة في تشخيص وعلاج أمراض العيون، مما وفر التدريب العملي الذي أسهم في نقل المهارات العلمية والعملية ومهارات التعامل مع أمراض العيون وتشخيصها وعلاجها إلى العاملين في قطاع طب وجراحة العيون.