معالي رئيس البرلمان الدولي يشيد بجهود مجلس الشورى ومشاركاته في المحافل الدولية
وهج الخليج-مسقط
أشار معالي دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح اليوم بمجلس الشورى، بأن دور البرلمان الدولي هو تسهيل الحوار بين البرلمانات الدولية ويتكون من أعضاء يمثلون 187 دولة من مختلف شعوب العالم وكل ما نقدمه من جهود انما هي من أجل تقوية العلاقات الثنائية والمشاركة الفاعلة بين مختلف الدول الأعضاء.
وخلال زيارته لسلطنة عمان ومجلس الشورى، تقدم معاليه بالشكر لسعادة رئيس مجلس الشورى لدعوته لزيارة المجلس وكذلك على الترحيب الحار الذي حظي به وما لمسه من تقدم في العملية التشريعية بالمجلس. وقد تمت مناقشة العديد من المواضيع الحيوية المهمة المتعلقة بالمجالس التشريعية.
وفي حديث عن جهود مجلس الشورى العماني في دعم البرلمان الدولي ودعم الحوار بين الشعوب أكد معاليه بأن مشاركة مجلس الشورى فعالة كثيرًا في البرلمان الدولي، وأشكرهم عليها، وهي ليست مجرد حضور فقط ولكن هناك مشاركة فعلية حيث يشارك أعضاء المجلس في إيجاد المبادرات والحلول للكثير من المواضيع التي يتم طرحها وقد تم تأكيد ذلك خلال لقاءاليوم برئيس المجلس.
من جانب آخر كان من بين تلك المواضيع التي تمت مناقشتها التطرق الى أهمية مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ الذي سينطلق الأسبوع المقبل في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية، وسوف ندعم المبادرات اليت سيتم طرحها؛ لأن التغير المناخي هو موضوع مهم جدًا ويجب مكافحته، وللأسف لا يزال ما تقدمه بعض دول العالم ليس كافيًا ويجب ان يكون هناك تعاون ملموس من باقي الدول المشاركة. وأضاف بأن التغير المناخي: شيء واقعي ونحن نشعر به جميعا كل يوم، وما فهمته أنكم أيضًا في عمان تعانون من آثار التغير المناخي عبر ما حدث من أعاصير غير مسبوقة في السنوات الماضية، وهناك معاناة للكثير من دول العالم من هذه التغيرات المناخية، فهناك بعضا من جزر الباسفيك ربما ستختفي خلال السنوات المقبلة، وجراء الفيضانات التي حدثت في البرتغال في شهر أغسطس مات أكثر من 1000 شخص، وفي كل عام إن لم تتحرك دول العالم فسيكون الوضع أسوأ وأسوأ. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الذي يمكن فعله؟ نحن نعلم أن الحكومات ستقرر توصيات مهمة في شرم الشيخ، وبصفتنا ممثلين عن شعوبنا فإننا سوف ندافع عن الشعوب التي نمثلها، ونلزم الحكومات بتحقيق تلك التوصيات والنتائج فالبرلمان الدولي سيتابع تنفيذ تلك الاتفاقيات وتقوم البرلمانات بإقرارها ومتابعة تنفيذها، وهناك بعض الدول تأخذ الاتفاقيات لديها وقتًا طويلًا. ويجب متابعة إنهاء الإجراءات لإقرارها في المجالس البرلمانية بشكل أسرع، فنحن لا نريد فقط اتفاقيات شكلية، ولكن نسعى بأن يتم تنفيذها عمليًا.
وإجابة على سؤال هل أنت متشائم من قرارات المؤتمر القادم للمناخ؟ أجاب معاليه: ربما نوعًا ما ففي العام الماضي في مؤتمر المناخ الذي عقد في جلاسكو كان الوضع ضعيفًا، فلم ينفذ المشاركون جميع الاتفاقيات، وإذا تكرر ذلك في هذا العام مرة أخرى فسيكون ذلك سيئًا.
وحول جهود البرلمان الدولي في دعم مشاركة الشباب في العملية الانتخابية، أشار رئيس الاتحاد البرلماني الدولي نحن نتمنى أن نشركهم في مجتمعاتنا في صنع القرار السياسي ومشاركتهم مهمة، ولدي مثال واقعي من البرلمان البرتغالي: هناك الأعضاء القدامى ينضمون زيارات للمدارس للحديث مع الطلبة والشباب عن أهمية البرلمانات والمشاركة الانتخابية، فالشباب يمثلون المستقبل ويجب إشراكهم في العمل البرلماني وهذه من أهم النقاط التي يجب تطبيقها في معظم البرلمانات الدولية.
وعن دور البرلمان الدولي في دعم المشاركة النسائية في العمل البرلماني، أوضح معاليه بأن البرلمانات يجب أن تمثل وجهات نظر الشعوب في مختلف دول العالم، والنساء يمثلون نصف المجتمع وحضورهم يجب أن يكون أكثر فاعلية وأن يتم دعم المشاركة النسائية في العمل البرلماني..
وأكد معالي رئيس الاتحاد البرلماني الدولي على أهمية العمل كبرلمانين من أجل مكافحة النزاعات الدولية ووقف الحروب، فمثلا البرلمان الدولي يحاول القيام بدور فاعل في إيجاد حوار سلمي بين روسيا وأوكرانيا فالمتضرر من هذه الحرب ليس الشعبين الروسي والأوكراني فحسب بل جميع شعوب العالم. وكذلك نحن نهتم بالسلام والاستقرار في اليمن وندعو الفرقاء والأطراف المتنازعة على التفاهم من أجل العيش في سلام ووئام فهم جميعهم يمنيون ويعيشون في وطن واحد. كذلك نشكر ونثمن عاليا جهود سلطنة عمان في إرساء السلام في المنطقة ومحاولة تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في اليمن طوال السبع سنوات الماضية.
وحول جهود البرلمان الدولي في التقارب الثقافي أوضح معالي رئيس الاتحاد البرلماني الدولي بأن من ضمن أهداف البرلمان الدولي هو عقد جلساته في عدة دول حول العالم خاصة أن الحضور يصل الى 1500 مشارك يمثلون 178 برلمانا دوليا من مختلف دول العالم وهو فرصة للدول المنظمة أن تعرّف دول العالم بالممارسات الديموقراطية للشعوب كما يتعرف المشاركون على تاريخ وحضارة وثقافات تلك الدول، فالشهر الماضي تم عقد الاجتماع في كيجالي عاصمة رواندا وشاهدنا مدى تقدم العمل البرلماني لديهم. وفي مارس من العام المقبل سوف تستضيف مملكة البحرين أعمال اتحاد البرلمان الدولي ثم في أكتوبر ستكون هناك استضافة مماثلة في أنغولا، ونتمنى أن تستضيف سلطنة عمان في الأعوام المقبلة هذا الحدث البرلماني الدولي للاستفادة من هذه التجارب والخبرات. وأضاف معاليه لدى الاتحاد الدولي عدة مبادئ ولكن من أهم المبادئ التي يعمل عليها أنه لا يتدخل في الشؤون الداخلية للدول ويحترم الدساتير الخاصة بالدول وبالتالي نحن لا نتدخل في توجيه الانتخابات ولكن نشجع الدول على اشراك جميع الأعراق في العملية الانتخابية. وكذلك نحن نتطلع للدول الأعضاء في الاتحاد بأن تقوم بتطوير العملية الانتخابية وتقدم لهم الدعم الفني والمساعدة الفنية والمواد والأدوات والتدريب خاصة في الدول الضعيفة ديموقراطيا وكذلك نوفر التدريب للأعضاء الذين يأتون من مختلف الثقافات فالبعض منهم من الفلاحين او المهندسين والمهنيين ويحتاجون للتدريب الجيد لممارسة العمل السياسي.