لا داعي للدعوة إلى المقاطعة
بقلم: منى المعولي
فلسفة التسويق وإدارة الأزمات والوعي الشعبي، عناصر إذا ما اجتمعت، ما كنا رأينا الذي نراه اليوم، مطالبات بمقاطعة شركة ألبان مزون، وما وراء الحدث ألف حكاية وغاية، قد تكون شركة مزون للألبان لها أخطأئها في الحدث، وتجاهلوا حساسية المجتمع العماني اتجاه رفع الأسعار والتي ندرك جميعا إنها لم تأتِ من فراغ.
الشركة الوطنية لم يكن خطاؤها رفع الأسعار، بل كما أرى كان الخطأ في تمهيد الخطوة، مما جعل القائمين على شعار رفع المقاطعة والمنتهزين للمواقف يرونها فرصة سانحة، ليفعلوا مافعلوه.
كان يجب على الشركة التمهيد لذلك، بعقد مؤتمرا صحفيا استباقيا، تشرح فيه الأسباب التي تضطرها إلى رفع سعر المنتجات، ناهيك عن حيلة المزيج التسويقي، وتغيير حجم وشكل علب المنتجات والكثير من مقدمات مبررات الأزمة،وعلى كل حال لعل القائمين على إدارتها وتشغيلها يتجنبون هذا الباب مستقبلا.
ونعود إلى أسباب ارتفاع الأسعار والغلاء، علينا كمستهلكين أن شركة مزون للألبان ليست جمعية خيرية مما قد يخفف وطىء الصدمة علينا ونتجاوز من الشعارات العاطفية إلى الواقعية، مع تكرار كلمة “أن المستهلك لا يلام “، غير إنه من اللامنطقي، أن يرتفع سعر المصاريف التشغيلية ولاتحرك الشركة ساكنا، فموجة الغلاء تضرب أصقاع العالم وأضحى كل شيء ملتهبا، مما يفضي إلى زيادة متوقعة في أسعار المنتجات، ومن غير المعقول أن نتفاءل بأن هناك مؤسسة ما قد تفضل الخسارة وتقبل بالبيع والربح الغير متكافىء مع المصاريف التشغيلية
كما إنه من غير المنصف بيع المنتج نفسه في دولة مجاورة بسعر أقل من الداخل، وينبغي ضخ أكبر قدر ممكن من البدائل في السوق، لتطرح أمام المستهلك ويكون قرار الاختبار وفق الجودة عائدا للزبون
من وجهة نظري إن كل ذلك الغليان ما كان سيحدث لو أننا نتسلح بثقافة سوقية أو وعي استهلاكي، وأقول إنه لا داعي لإضرام النار وتأجيج دعوات المقاطعة، اتخذ قرارك والأنسب لك، واترك للآخر حرية الاختيار