خطبة صلاة الجمعة بعنوان: “بالمؤمنين رؤوف رحيم”
وهج الخليج-مسقط
إن نبينا ﷺ قد خصه الله بصفات لم تكن لأحد من المخلوقين قبله ولا بعده، وحسبنا أنّ الله جل جلاله وصفه بصفتين گريمتين وصف بهما نفسه، وهما الرأفة والرحمة؛ فكان في ذلك إلماح أن رسول الله قد بلغ فيهما الغاية، ووصل فيهما إلى النهاية؛ فهو أرأف خلق الله بخلقه، وهو أرحم المخلوقين بالمخلوقين،
ولم تكن رحمته بالأحياء فحسب، بل كانت للجمادات أيضا؛ ولذلك قال فيه الحق تبارك وتعالى: ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (4)،
ولننظر كيف أن الحق جل جلاله بدأ بذكر الرأفة وثنى بذكر الرحمة، وقد يكون في ذلك إرشاد إلى أن الرأفة صفته القلبية، والرحمة تلك الأقوال والأفعال التي تفيض رقة وحبا للخير للناس.
وإذا أردت أن تتحدث عن رحمة رسول اللہ ﷺ فحدث عن البحر! فإنك ستجدها في أهله أحفاده ومع ومع من يخدمه، ومع أصحابه ومع أعدائه، ومع النساء ومع الرجال، ومع الصغار ومع الكبار، ومع المصيب ومع المخطئ، ومع الإنسان ومع الحيوان، ومع الحي ومع الجماد.
بل إن الرحمة تفيض منه في كل حين حتى في حين صلاته، فقد ورد أن رسول اللہ ﷺ كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول اللہ ﷺ فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها،