بلدية مسقط توضح عقوبة ترك الحيوانات مهملة في الشوارع
وهج الخليج – مسقط
تعد ظاهرة الحيوانات السائبة التي تتمثل في الأغنام والجمال والحمير ظاهرة سلبية تتعارض مع القيم الحضارية والأبعاد التنظيمية والجمالية للمجتمع، مما نتج عنها متاعب اجتماعية، نتيجة السماح لهذه الحيوانات بالرعي في المدن والقرى السكنية التي يحظر تربية الحيوانات بها من قبل مالكيها، مخلفة ورائها أضرارا جسيمة وإجحاف للفرد والمجتمع.
وفي هذا الإطار تجددت بلاغات وشكاوى الأهالي من انتشار الحيوانات السائبة التي تتجول في الأحياء السكنية وعلى الشوارع والميادين والطرقات العامة، متسببة بهاجس مقلق للسكان والسائقين، محذرين من خطورتها ووقوفها وراء عدد من الحوادث المرورية المؤلمة، وطالب السكان بالإسراع في حل هذه المشكلة وضبط الحيوانات السائبة من قبل أصحاب المواشي وبالتعاون مع الجهات المعنية.
ورصدت بلدية مسقط عددًا من البلاغات بشأن هذه الحيوانات موضحةً دورها الرقابي والتشريعي في مجال تنظيم تربية الحيوانات في النطاق والحدود المقررة للبلدية.
أضرار الظاهرة
تحدث سعيد بن علي العمري، حول أضرار الحيوانات السائبة وأشار بالقول: “روى عدد من سائقي السيارات من مستخدمي الطرق الداخلية والخارجية معاناتهم مع وجود الحيوانات السائبة، حيث تقتحم الطريق بشكل مفاجئ وبدون رقيب، وتتسبب في إرباك حركة المرور، بالتالي تشكل خطرا على السائقين وتودي بحياة الأبرياء مرتادي الطرق.
وأضاف: “يعاني بعض المواطنين كذلك من أضرار هذه الحيوانات التي تجوب الطرق والشوارع وتقضي على المزارع والأشجار، حيث تقتحم المزارع متسببة بذلك خسائر فادحة في إتلافها للمحاصيل الزراعية، كما أن أضرارها لا يقتصر على المزارع بل تصل إلى المنازل وتتغذى على الأشجار والنباتات المزروعة حول المنزل بغرض الزينة، واقتحامها للحدائق والمتنزهات وإتلافها للمسطحات الخضراء، وبمقتضى هذه الأضرار نناشد مالكي هذه الحيوانات بمعية الجهات المختصة بأهمية التعاون للحد من هذه الظاهرة، وذلك بعدم ترك الحيوانات سائبة لما لها من أضرار وخيمة.
وأكدت هادية بنت عبدالله الحوسنية: “على الرغم من الجهود المبذولة من الجهات المعنية في الجانب الإعلامي والتوعوي وكذلك التفتيشي، إلا أنه لا تزال تظهر بعض السلوكيات من قبل ملاك المواشي الذين يقومون بالرعي في المناطق التي يحظر فيها تربية الحيوانات؛ حيث تعد ظاهرة انتشارالحيوانات السائبة في الطرق والشوارع العامة، مخالفة للأنظمة والقوانين المتبعة في هذا الجانب”.
وتطرقت الحوسنية إلى تسليط الضوء على تربية الأغنام وبعض الحيوانات الأخرى داخل البيوت وإنشاء حظائر بالقرب من الأحياء السكنية باعتباره أمر غير مرغوب فيه وله أضرار صحية وبيئية، وقالت ” إن هذه الظاهرة مصدر رئيسي للروائح الكريهة التي تغطي الحي السكني بأسره، وهي أمر مثير للإزعاج بسبب أصوات الأغنام وحركتها المستمره طوال اليوم، وكذلك فهي مدعاة لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض، وبشكل شخصي أجزم بالقول أن وجود هذه الحظائر يمثل ظاهرة غير حضارية وتسيء للمظهر العام للمدينة ، كما أنها تحرم الفرد من الحصول على حقه في العيش في بيئة نظيفة وصحية”.
جهود متواصلة
وقال صالح بن سالم الجرداني، مساعد رئيس قسم النظافة العامة بدائرة الشؤون الصحية بقريات: “تكثف بلدية مسقط جهودها في الجانب الرقابي والتشريعي في مجال تنظيم تربية الحيوانات، كما تعمل على حث مربي الحيوانات على الإلتزام، وتشكيل السلوكيات الحميدة لديهم، وتعريفهم بالمناطق المخصصة للرعي، إلى جانب تكثيف الرقابة وتشديد العقوبات على المخالفين التي ستكون كفيلة بمعالجة الظاهرة باعتباره دور مشترك يحافظ على رونق وجمال الأحياء السكنية.
وأضاف الجرداني “توجد بعض البلاغات حول موضوع تربية الحيوانات، ويتم التعامل معها كل على حدة حسب المنطقة اذا كان يحظر فيها تربية الحيوانات من عدمه، فقد تم حظر تربية الحيوانات في ولاية قريات في المناطق التالية: السوق، الشهباري الشرقية، الشهباري الغربية، حي الظاهر، القلاف، المرة، الجنين وحلة الساحل، وفي حالة وجود حيوانات في المناطق المذكورة أعلاه فإنه يتم مصادرتها الى حظيرة البلدية، ويتم فرض الغرامات المنصوص عليها وفق القوانين والأنظمة، ونرجو من المواطنين الإلتزام بالأنظمة والتشريعات في هذا المجال”.
إحصائيات
أفادت مزنة بنت سالم الجابرية موظفة بمركز اتصالات مسقط في بلدية مسقط: “تشير الإحصائيات المسجلة لدى المركز بعدد البلاغات المتعلقة بالحيوانات السائبة في عام 2021م في ولايات المحافظة، حيث بلغ إجمالي عدد البلاغات (142) منها (43) بلاغ في بوشر، إلى جانب (24) في السيب، ورصد المركز (18) بلاغ في قريات، وعدد (4) بلاغات في مطرح، أما في العامرات فقد سجلت كأعلى عدد البلاغات وهو (53) بلاغ.
وبحسب الإحصائيات فقد سجل في عام 2022م حتى الآن (36 بلاغ) فقط في كافة ولايات المحافظة وهو رقم منخفض قياسًا عن المدة المنصرمة من العام، ومقارنتها بالأعوام السابقة.
كما أردف بالقول طلال بن عبدالله الرحبي رئيس قسم العمليات بمركز اتصالات مسقط ” سجل مركز اتصالات مسقط في العام 2018م (193) بلاغ لوجود حيوانات سائبة منها (90) بلاغ يتعلق بتربية الحيوانات في المنزل والتي غالبا ما تشكل ازعاجا للمنازل المجاورة لمنزل المشتكى عليه، كما تم تسجيل (103) بلاغ عن وجود حيوانات سائبة سببت مخاطر متعددة على مرتادي الطرق وعلى المنازل المحيطة.
أما في عام 2019 فقد انخفضت البلاغات المسجلة لنحو (95) بلاغ، منها (28) بلاغ عن تربية الحيوانات بالمنزل والعدد المتبقي من البلاغات يشير لبلاغات مرصودة عن وجود حيوانات سائبة.
وأشار الرحبي مسهبًا في ذكر الإحصائيات ” سُجل في العام 2020 سجل نحو (102) بلاغًا حول ظاهرة تربية الحيوانات بشكل مخالف.
الأمر المحلي
وختامًا فقد نظم الأمر محلي رقم (24/91) تربية الحيوانات وفق عدد من المواد، إذ ألزم بموجبه على الفرد الإلتزام بما نص عليه من محضورات واشتراطات لتنظيم تربية الحيوانات في النطاق والحدود المقررة لبلدية مسقط؛ ومن بينها، حظر تربية الحيوانات أو الاحتفاظ بها في بعض الأماكن في محافظة مسقط، مع السماح بتربيتها أو الاحتفاظ بها في حظائر المزارع والحدائق الخاصة أو أماكن تخصص، شريطة أن توافق عليها البلدية؛ وذلك بعد استيفاء الشروط الصحية التي تقررها وصدور ترخيص بذلك.
كما أشار الأمر المحلي بعدم الجواز في ترك الحيوانات مهملة في الشوارع والميادين أو السماح لها بالرعي إلا تحت إشراف مناسب وفي الأماكن التي يسمح العرف بتخصيصها للرعي، وأجاز لأي مستخدم بالبلدية أو رجل شرطة ممن يجد حيواناً مهملاً في أي مكان يحظر فيه تواجد الحيوانات أن يقوم بتسليمه إلى زريبة حفظ الحيوانات بالبلدية، في المقابل يعاقب كل من يخالف أي حكم من أحكام هذا الأمر بغرامة مالية، مع إلزامه بالتعويض المناسب عما قد يلحقه الحيوان من أضرار بممتلكات الغير.
وأوضحت المادة (6) من الأمر المحلي ذاته: يجوز للبلدية أن تقيم زرائب لحفظ الحيوانات المهملة ولها أن تعهد بإدارتها لحارس أو متعهد، كما أوضحت المادة (7): يجوز لأي شخص يجد حيوانا مهملا في أرضه أو ألحق أضرارا بها ، كما أنه يجوز لأي مستخدم بالبلدية أو رجل شرطة يجد حيوانا مهملا في أي مكان يحظر فيه تواجد الحيوانات أن يقوم بتسليمه إلى زريبة حفظ الحيوانات بالبلدية ، وتحتفظ البلدية بسجل يدون فيه اسم من قام بتسليم الحيوان وكذالك اسم من تسلمه واسم صاحبه كلما أمكن ذلك.
ويجوز للبلدية أن تبيع بالمزاد العلني أي حيوان مهمل لا يتقدم صاحبه لاسترداده خلال الفترة ويخصم من الثمن مصاريف البيع ورسوم الحفظ وما قد يستحق من غرامات أوتعويضات طبقا لهذا الأمر ويسلم باقي الثمن لصاحبه.
ويعاقب كل من يخالف أيّ حكم من أحكام هذا الأمر بغرامة مقدارها عشرة ريالات عمانية أو بالسجن لمدة ثلاثة أيام عن كل من المخالفة الأولى والثانية ، وبغرامةمقدارها عشرون ريالا عمانيا أو بالسجن لمدة سبعة أيام عن أية مخالفة لاحقة وذلك بالإضافة إلى إلزام المخالف بالتعويض المناسب عما قد يلحقه الحيوان من إضراربممتلكات الغير.
كما أوضح الأمر المحلي رقم (24/91)، بوجود ملحق بالأماكن المحظور تربية الحيوانات بها في محافظة مسقط.
وتناشد بلدية مسقط جميع ملاك المواشي بضرورة الإلتزام والتقيد بالقوانين بهدف المحافظة على المظهر العام وحرصاً على سلامة القاطنين بالأحياء السكينة، كما تدعو الجميع بتظافر الجهود لتغيير أنماط السلوك السائدة للتخلص من هذه الظاهرة السلبية؛ لتحقيق التوازن البيئي والمحافظة على تنظيم تربية الحيوانات في النطاق و الحدود المقررة لبلدية مسقط.
وتثمن البلدية تعاون أفراد المجتمع من خلال الإبلاغ عن طريق الإتصال بمركز اتصالات مسقط على الرقم المجاني (1111) عند وجود أية ملاحظات أو بلاغات واستفسارات.