بعد الأجواء الممطرة .. الحيوانات السائبة تُهدد سالكي الطرق العامة
تحقيق: عهود الجرادية
اشتكى عددٌ من سالكي الطرق في بعض ولايات السلطنة من الحيوانات السائبة على جانبي الطرق الرئيسية و الأحياء السكنية؛حيث لا تزال هذه الظاهرة منتشرة ومتزايدة في الفترة الأخيرة، و يناشد الأهالي بضرورة تدخل الجهات المعنية تفاديا تعريض مرتادي تلك الطرق للخطر؛ وخاصة بعد الأمطار التي هطلت على السلطنة خلال الفترة الأخيرة ونمو الأعشاب؛ وفي تحقيقنا التالي تنقل لكم “وهج الخليج” معاناة مرتادي الطرق.
أرق للمجتمع
يقول خليل بن خلفان المعشري: “ظاهرة الحيوانات السائبة تسبب ارق للمجتمع لما تسببه من حوداث ووفيات، بالرغم من دور الجهات الحكومية التي تشكر عليه والتحذيرات والتوعية في وسائل الإعلام المختلفة، وتشديد العقوبات على مربين المواشي الا أن هذه الظاهرة تزداد، والمسؤولية مشتركة بين مربين المواشي والجهات الحكومية، ولحل هذه الآفة يجب وضع سياج على الطرق الرئيسية والحيوية لتقليل من هذه الظاهرة ورفع قيمة الغرامة على مربين المواشي لتقليل من حركة هذه الحيوانات والله يحفظ الجميع”.
بؤرة ملوثة
و يعتبر حميد بن سالم البريكي أن الحيوانات من الموارد المهمة في حياتنا ولكن تتحول مشكلة بحد ذاتها اذا تركت بلا رعاية من جانب المالك، وبعد جو ماطر في الفترة الأخيرة لا تزال ظاهرة الحيوانات السائبة منتشرة، تؤرق السكان وتسبب لهم الازعاج في الأحياء السكنية، وليس المبالغة أن نقول بعض القرى تحولت إلى بؤرة ملوثة تنبعث منها روائح كريهة بسبب هذه الحيوانات وما تسببه من أمراض وتشوية للمنظر العام، فوجود حيوانات ضالة ونافقة في الطرق أمر مزعج للكثير، ويتوجب مواجهتها والقضاء عليها بطريقة إنسانية تراعي حقوق الحيوان و تتناسب مع ديننا الحنيف.
واختتم البريكي حديثه: “الجهود المبذولة للتصدي لهذه الظاهرة السلبية لا تزال غير كافية وربما تكون غير فعالة للأسف الشديد”.
ظاهرة سلبية
من جهتها ترى سامية سعيد المقبالية: “الحيوانات السائبة على الطرق من الظواهر السلبية، التي لا تزال تتوالى قصص حوادثها الخطيرة وما تخلفه من إصابات جسيمة للمصابين و إزهاق للأرواح البريئة”.
وأضافت المقبالية: “بات الأمر مُقلق لذا يتوجب أن تكون هناك متابعة مستمرة من الجهات ذات الاختصاص وتشديد العقوبات ومحاسبة المستهترين في رعاية هذه الحيوانات، وأيضا يجب أن يكون هنالك متابعة دورية لتنظيم العِزب بحيث تكون بعيدة عن الطرق وأن تكون مسورة بسياج حديدي لضمان عدم خروجها من أماكنها”.
تهاون كبير
يقول ناصر بن حمود الحارثي: “نعم لاحظنا في الآونة الأخيرة انتشار كبير لهذه الحيوانات حتى أصبحت تصل للقرى والمساكن تبحث عن المرعى، في فترة من الفترات كان هناك تشديد كبير من الجهات المعنية لهذه الحيوانات السائبة؛ بحيث يتم مصادرتها وحجزها ولكن الآن نرى تهاون كبير لهذه الظاهرة”.
وتابع الحارثي حديثه: “والآن مع انطلاق خريف صلالة، يجب أخذ الحيطة والحذر؛ لانتشار عزب الأبل بكثرة بالقرب من طريق صلالة الرئيسي مما تتسبب في حوادث مريرة وإزهاق الأرواح”.
ازدحام مروري
وترى عائشة السديرية: ” أن الحديث عن ظاهرة الحيوانات السائبة ليس بالحديث الجديد، وإنما تم طرحها في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن لا تزال مستمرة حيث تتسبب هذه الظاهرة في تشويه المنظر العام خصوصاً عند السواح الأجانب، وأيضا التسبب في ازدحام مروري وتعطيل حركة السير”.
وتدعو السديرية الجهات المعنية إلى تكثيف جهودها وتشريع قوانين أكثر صرامة لوقف هذه الآفة.
توفير الدعم
ومن جهته يرى عصام بن جبر البوسعيدي: “بأن لا نرمي اللوم على مربي هذه الحيوانات، بل يتوجب على الحكومة الاهتمام بالثروة الحيوانية و إعطاء المربين أماكن استثمار ودعمهم و توفير لهم أماكن متخصصة لهم للقضاء على هذه الآفة”.
دور الحكومة
وأكد أحمد بن سليمان الرحيلي: “أن مشكلة الحيوانات السائبة هي مشكلة مستمرة للأسف الشديد، وشخصياً شاهدت بأم عيني أكثر عن 3 حوادث دهس لهذه الحيوانات”.
ويتسأل الرحيلي عن دور الجهات المعنية في وقف هذه المجازر ويطالبها بضرورة القيام بدورها ومخالفة أصحاب هذه الحيوانات السائبة، وأيضاً وضع السياج على جوانب الطرق الرئيسية.
تشديد العقوبات
و تأكد علياء البريكية “أن حوادث الحيوانات السائبة مسؤولية مشتركة بين مالكي الحيوانات والجهات الحكومية، ولكن يظل الراعي هو المسؤول الأكبر نتيجة الإهمال وتركها تسرح بلا رقيب فهنا لابد تشديد العقوبات وعمل دوريات مراقبة خاصة قبل غروب الشمس لتفادي تعريض حياة الناس للخطر والتسبب في هتك أرواح بريئة”.
و يتسأل مرشد الجرادي “إلى متى الاستهتار بحياة الناس؟ وترك هذه الحيوانات السائبة تتسبب في نزف الدماء وحوادث مروعة دون رادع لأصحابها، فعندما يتعلق الموضوع بحياة الانسان يجب على الجهات المختصة النظر للموضوع بجدية ، ولا يجب التساهل والتهاون فيه و وضع عقوبات صارمة”.
ويقترح الجرادي لمربي الحيوانات السائبة جلب عامل يشرف على رعي هذه الحيوانات بعيدا عن الطرقات لوقف المآسي التي تسببه هذه الحيوانات في الطرق العامة.
مصادرة الحيوانات
ومن جانبها ذكرت زوينة الجهضمية: “يكاد لا يمر يوم دون أن نسمع بحادث أودى بحياة شخص أو أشخاص، وعند سؤالك ما السبب تكون الإجابة بسبب الحيوانات السائبة”.
وأضافت الجهضمية: “بعد هطول الأمطار الغزيرة في السلطنة في الفترة الأخيرة نمت الأعشاب على جانبي الطريق مما شجع الكثير من مربي الحيوانات على تسريحها للرعي، ولكن قد لا يدرك الرعاة بأن هذا الفعل قد يعرض الكثير من الناس للخطر والتسبب في ازدحام و حوادث أليمة وخسائر بشرية ومادية جسيمة”.
وتقترح الجهضمية تربية هذه الحيوانات بعيداً عن الشوارع والطرقات المزدحمة، وفي حال وجود أي منها قريبة من الشوارع الرئيسية أو الجانبية يتم مصادرتها ومعاقبة المتسبب في ذلك.
والجدير بالذكر، أن القرار الوزاري رقم 2021/164 الصادر عن معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي، وزير الداخلية، والذي ينص بحجز الحيوانات السائبة في الطرقات العامة، ويقصد بالحيوانات السائبة أو المهملة الإبل، والأحصنة، والأبقار، والماعز، والضأن، وكل دابة تركها مالكها أو القائم عليها تذهب حيث تشاء دون رقابة،وفي شأن عقوبة المخالف نصّت المادة (6) من القرار بـ : “حصول البلدية المختصة من صاحب الحيوان السائب أو المهمل عند تسلمه له، مقابل ما يقدم للحيوان من خدمات بالفئات التالية، 15ريالا عمانيا يوميا عن كل رأس من الإبل، أو الأحصنة، أو الأبقار، و5ريالات عمانية يوميا عن كل رأس ماعز أو ضأن، أو أي دابة أخرى”.