تحت ظلال العاطفة
بقلم:عبدالله بن حمدان الفارسي
تحت ظلال الأمل وشعاع الانتظار، كل منا واقف على نافذة القدر يترقب إطلالة الآخر عليه، وكل منا يكتب لحظات الانتظار بشغف المتأمل على مسافات الارتحال، كذكرى تخلد تفاصيل رحلة العودة على خد الزمن، وصدر المكان، نحتسي من الوقت عصارة ما كان، وما سيكون، المشكلة أن الموعد يا سيدتي يفتقد التوقيت الزمني، فعقارب الساعة تتثاقل خطواتها كلما اقتربت لحظة اللقاء، أرجوك يا موعدي لا تتوعك الآن، فلم يبقَ إلا لحظات، فلا تدعها تحتضر صمتا بين يديك، ولا تدع أوراق الخريف تتساقط يائسة بأن أزهار الربيع لن تأتِ بعدها، فالآهات ليست إلا مشاعر تتوشح حمم التنهيد، تنهك العقل وتشل القلب، يا زائرتي في منتصف الخيال لا تفقدي العنوان، فكل المشاعر الإرشادية موجهة إلى نافذتي، كل شي كما عهدتِ قبل رحيلك، باستثناء خصلة من شعري اكتست لونا باهتا، تتوارى خلف ضباب المكان خجلا، ربما هي نقطة التحول خلال رحلة الانتظار، تلك الأزقة والطرقات الضيقة، ورائحة اللبان المنبعثة من بيوت الحارة وقت الأصيل، وميلاد الشروق ممتزجة بروائح الطين المعتق على الجدران، لاسيما حين تتساقط زخات المطر، لا شيء حينها يستجيب لعصرنة الزمن ولا لرياح التغيير، فكل ما بداخلي وحولي وما ينتمي لنقطة اللقاء الأول ينتظرك، ويرفض التجديد، يشعرني الأمل بالأمل بأنك قادمة لا محالة، نافذتي مُشرعة تقاوم رياح الشتاء، وارتطام الجدران، تمنح نظراتي شعاعا آتيا من خلف أسوار المستحيل، وقع خطى يداعب مسامعي يوحي لي بأن القادم أجمل، لحظات الانتظار ذاتها تبهج وتبعثر الأحزان، لم أنساك لأتذكرك، ولم أتذكرك لأنك كنتِ في غياهب النسيان، فالبداية كانت نهاية الرواية ونهايتها حرف يشكل البداية إلى ما لا نهاية.