حسابات وهمية ومقارنات غير سَوِيَة
بقلم: ياسر الشبيبي
تخرج لنا بين الفينة والأخرى حسابات وهمية تصطاد في مياه عكرة؛ باحثة عن أسباب الشقاق والتفرقة بين أبناء المجتمع، وبث مشاعر السلبية تجاه الحكومة؛ تارة بانتقاد طرق أدائها وتعاطيها مع مختلف القضايا: السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وتارة بعقد مقارنات غير واقعية بين ما لدينا -بفضل الله تعالى وحمده-، وبين ما لدى الغير، فنجدهم يركزون على جوانب محددة ويتغافلون على جوانب مشرقة ورائعة تتميز بها الحكمة والسياسة العمانية الراسخة والعريقة.
ولن أجرؤ على وصف جميع تلك الحسابات بأنها حسابات مأجورة؛ ففيها ما يعود لشباب طموحين وغيورين على وطنهم ويطمحون إلى ما هو أفضل لهم ولكل من سكن على هذه الأرض الطيبة، ولكن النقد البناء يكون بالنصح وتقديم المشورة وإظهار الأخطاء والعيوب بقصد الإصلاح والتقويم، لما فيه خير ورقي وطننا الحبيب.
في حين أن بعض تلك الحسابات وإن كانت تحمل أسماء وصورا عمانية إلا أن أغلبها لا تنتمي لتراب هذا الوطن ولا تكن له الولاء والحب الذي يستحقه؛ فنجدهم دائما يتبنون نظرة سلبية متشائمة ويتخذون نقدا هداما غير سَوِيَ لا يستند على حجة أو برهان.
إن المتخصصين في الاقتصاد والشؤون السياسية والدولية يعّون جيدا حجم الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع في عهد السلطان قابوس طيب الله ثراه، وكذلك خلال السنوات الماضية، على الرغم من مستوى التحديات والصعوبات التي تمر بها دول المنطقة والعالم أجمع؛ بل أن هناك من تسوؤهم تلك النقلة النوعية التي بدأت ملامحها تتشكل من خلال مشاريع عمانية طموحة وضخمة في مختلف ربوع السلطنة سيكون لها أثر إيجابي بعون الله في نقل السلطنة إلى دولة منتجة لها موارد ومصادر أخرى غير الذهب الأسود، وتسهم في ذات الوقت في توفير مقومات حياه كريمة أفضل إن شاء الله تعالى.
ومما يبشر بالخير –ولله الحمد- أن التقارير الرسمية والدولية وكذلك توقعات صندوق النقد الدولي أشارت إلى أن السلطنة مستمرة في النمو الاقتصادي وتقليل مستوى عجز الميزانية بفعل خطط الحكومة في التحفيز وتحسين بيئة الأعمال.
أختم رأيي بالقول؛ بضرورة التسلح بالوعي والحذر في التعامل مع كثير من الحسابات الوهمية التي تكون لها أجندات خفية تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في عٌمان الخير؛ فليكن نقدنا بناءً لمستقبلٍ مشرقٍ فيه خير عمان وشعبها الأبي.
حفظ الله عمان، أرضا وشعبا وقائدا، ودمتم سالمين