بالفيديو الشيخ أحمد الخليلي: كنت منتقدًا لكثير من الأمور مثل شرب الخمر والسفور ورغم ذلك لم أتعرض لأي مضايقة أو إقصاء
وهج الخليج – مسقط
نقل موقع “الجزيرة نت” تفاصيل استضافة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان في برنامج “المقابلة” حيث تحدث سماحته عن نشأته وطلب العلم والخبرات والتجارب التي خاضها وصولا لتقلده منصب المفتي.
وتحدث الخليلي عن دراسته التي كانت بعيدة عن المدارس النظامية، واصفا نفسه بالمقصّر في طلب العلم، رغم إضافاته العلمية الكثيرة، إذ كان تعليمه على يدي والديه ومن جاء من العلماء الداعيين للإسلام في شرق أفريقيا وتحديدا في زنجبار، واستمر في دراسة الفقه وعلوم الدين ومطالعة العلوم الآخرى بعيدا عن مقاعد الدراسة، كما يقول.
كما حكى عن لقائه الأول بسلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد والذي جرى في قصر العلم بمسقط بعد عودته من ظفار بأسبوع عام 1970، حين دعا السلطان قابوس قادة الرأي والمفكرين إلى اجتماع لأود الفتنة والحوار من أجل مصلحة البلاد.
وعن علاقته بالسلطان قابوس، أكد الخليلي أنه كان منتقدا لكثير من الأمور مثل شرب الخمر والسفور وغيرها من القضايا، وأنه رغم انتقاداته لم يتعرض لأي مضايقة أو إقصاء بسبب آرائه، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن السلطان الراحل بدوره كان مستمعا للنصح.
العلاقة مع الحاكم
وعن طبيعة علاقة المفتي برأس الدولة واستقلالية الفتوى عن الضغوط السياسية، قال أحمد الخليلي إنه تولى مهمة المفتي وعمره 33 عاما، وكانت أولى المهام التي عمل بها مواجهة المد الشيوعي في المنطقة من خلال الدخول في حوارات مطولة مع الشباب المتأثرين بالشيوعية حينها.
وعن الصعاب التي واجهته في تلك المرحلة، تحدث عن اتهامه بالوقوف مع الإمبريالية ضد الشيوعية، وهو الأمر الذي نفاه عن نفسه، مؤكدا أنه وقف ضد الظلم بكل أنواعه الرأسمالي والشيوعي، مثنيا على تعامل السلطان قابوس مع الثورة الشيوعية، موضحا أنه تعامل معها بيد ذهبية بفتح المجال للعفو عن الجميع والسماح لهم بالعودة، ويد أخرى حديدية لمواجهة المتأمرين وإعادتهم إلى بيت الطاعة، على حد قوله.
مركز الإباضية
وعن تحول سلطنة عمان لمركز المذهب الإباضي، وطريقة تعامله مع المحيط المتعدد المذاهب، أكد مفتي السلطنة أن جذور المذهب تعود لعام 130 هجرية، وأن المذهب يتعامل مع الجميع بانفتاح إلا 3 أصناف، وهم مشرك بالله وعابد وثن، أو كافر من أهل الكتاب، أو إمام جائر متسلط على رقاب الناس.
وأضاف أن الإباضية لا تطلب من أحد غير الشهادتين، وتعتبر كل من ينطق بالشهادتين أخا يجب رعايته، مؤكدا أن الإباضي لا يوالي الحاكم بل يرفضه إن لم يحكم بشرع الله، مستنكرا قول بعض العلماء -من مذاهب أخرى- بمنع الخروج على الحاكم حتى لو خرج يزني على الهواء المباشرة، مشيرا إلى أن المذهب الإباضي لا يريد إلا الحكم بما أنزل الله وإقامة العدالة ومنح الناس الحرية.
وأشار الخليلي إلى أنه درس علوم الدين مع طلاب مذاهب الشافعية والمالكية والحنفية، ودرس التراث الشيعي، مضيفا أن الفتوى في الإباضية مستمدة من القرآن والسنة وإجماع أهل العلم من أصحاب الاختصاص.
حياته في زنجبار
وعن التعايش الديني في جزيرة زنجبار أثناء نشأته، أكد مفتي السلطنة أنه كانت بالجزيرة العديد من المذاهب “المتعايشة” مثل الإباضية والشافعية وقليل من الحنفية، ومن الشيعة الجعفرية الاثني عشرية، موضحا أن الإباضية والشافعية كانا قريبين من بعضهما، وكان لهما مجالس العلم نفسها.
وعن ظروف مغادرته زنجبار مطلع الستينيات بعد الانقلاب، وصف الخليلي ما جرى بالانقلاب الأسود، وأنه تم بفعل التقصير في مجابهة التيارات اليسارية التي أسهم الاستعمار في تغذيتها، مرجعا عدم إدخال اللغة العربية إلى زنجبار من الأسباب الرئيسية في تسهيل الانقلاب، بالإضافة إلى إغفال مناهج التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية.
وعن كيفية نجاة الخليلي وأسرته من المجازر بحق العرب بعد الانقلاب، أكد أنه غادر البلاد على متن سفينة الحجاج الباكستانية رفقة ووالديه وأخيه بإشراف الصليب الأحمر، حيث مرت السفينة بالعديد من المحطات قبل أن يصلوا إلى عمان، واستمرت رحلتهم أقل من شهر بقليل.
ويتابع أنه بعد العودة إلى عمان استقر في قريته “بُهلا”، حيث عمل مدرسا في جامع القرية، وبعدها طُلب إلى مسقط ليدرس في مسجد الخور، وهو الأمر الذي سمح له بملازمة مفتي السلطنة آنذاك الشيخ إبراهيم بن سعيد بن محسن العبري، الذي وصفه بالمنفتح على العالم من خلال مطالعة الصحف والاستماع إلى الإذاعة.
وقد ولد الشيخ أحمد الخليلي في زنجبار، وعاش فيها حتى بلغ الـ22 من عمره، حيث كان يعمل والده في التجارة أيام الحكم العماني قبل أن يغادروها ليعودوا للسلطنة بعد حدوث الانقلاب في زنجبار مطلع ستينيات القرن الماضي.