تطور المراحل الكشفية
بقلم:القائد مرتضى العجمي
منذ تأسست الحركة الكشفية في العام 1907م، وهي تولي عنايتها الفائقة للفتية والشباب ليكونوا مواطنين قادرين على إحداث تغيير اجتماعي – تنمية المجتمع – في مجتمعاتهم بالشراكة مع المؤسسات المجتمعية باعتبارها حركة تربوية تطوعية وتعمل على إعداد النشء والشباب في مختلف مناحي الحياة السياسية والعامة، وبحسب القدرات والإمكانات المتاحة وعلى ضوء احتياجات المجتمع، وانطلاقـًا من كونها من أفضل الوسائل لتنشئة الفرد اجتماعيًا لأنها تنمي لدى الفرد الشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعه وتوجه طاقاته في برامج هادفه للفرد والمجتمع، ويكتسب من خلالها مهارات وخبرات جديدة تجعله قادرًا على ممارسة المهارات اللازمة لتلبية متطلبات الشراكة مع المؤسسات التربوية والاجتماعية الأخرى بحيث تتكامل الجهود في دراسة قضايا المجتمع ومشكلاته من خلال تبني أنشطة تطوعية يقوم بها أفراد الكشافة لتحقيق ذاته في خدمة مجتمعه.
لذلك تختلف الاتجاهات لخدمة وتنمية المجتمع باختلاف المراحل السنية؛ ففي الأشبال غالبًا ما تتسم الأنشطة بأعمال الخدمات البسيطة ليس فقط على مستوى الشبل الذي يربط منديله الكشفي عند ارتداء الزي الرسمي عليه أن (يصنع معروفـًا) ليحل طرفي المنديل قبل أن يصل لمقر الفريق أو قبل نهاية اليوم، وإنما يجب على الأشبال مجتمعين (سداسيات أو فريق) بأداء بعض المشروعات الصغيرة لخدمة مجتمعهم أو مجتمع قريب منهم.
وعندما يشب الشبل ويصبح كشافـًا نجد أن شعاره يخرج عن نطاق بذل الجهد إلى الاستعداد (كن مستعدًا) مما يحتم عليه أن يتدرب على شؤون الخدمة، وأن يعد نفسه في أية لحظة لأداء الواجب، وأن يستعد في كل وقت وتحت أية ظروف لمساعدة الناس، وأن يكون مستعدًا لمواجهة التحديات التي تواجهه؛ لذا في مرحلة الكشافة تكون مشروعات الخدمة أكثر واقعية وملائمة وأقوى تنظيمًا وتأثيرًا.
أما مرحلة المتقدم فإن المناسب لها هو المشاركة في تنظيم مشروعات تنمية المجتمع وتنفيذها بأفق واسع، فإذا ما انتقل الكشاف المتقدم إلى مرحلة الجوالة صار شعاره (الخدمة العامة وتنمية المجتمع).
وهكذا نجد أن دور الكشفية في المراحل السابقة لا يقتصر بالقيام بالإعداد والتخطيط والتنفيذ لتلك الأنشطة والفعاليات بحسب الخصائص النمائية لكل مرحلة بل يتعدى ذلك إلى الشراكة مع الهيئات والمؤسسات المعنية والاستعانة بالمتخصصين عند تنفيذ المشروعات بحيث تكون تلك المشروعات متناسبة مع احتياجات المجتمع وإمكانياته مع مراعاة النوع الاجتماعي في الأنشطة ذات الخصوصية كي يكون هنالك اتساق بين الفكرة والهدف بحيث يكون ذلك الاتساق قائمًا على غايه كبرى تجعل من شعار خدمة وتنمية المجتمع (أبذل جهدي لأكون مستعدًا بأفق واسع لخدمة المجتمع وتنميته) مسارًا يتجاوز الأنشطة التقليدية التي تبني مشروعات ذات صلة باحتياجات المجتمع وقدراته وبما يتناسب مع ميول الفتية والشباب في إطار العلاقة التبادلية والتكاملية بين التربية والمجتمع.
على هذا الأساس، يؤكد عديد من الخبراء والمفكرين التربويين بأن الغرض من التربية –باعتبار الكشفية – إحدى المؤسسات التربوية والاجتماعية هو “توجيه الخبرات التي يمر بها الفتية والشباب في حياتهم العامة، إلا أن يلاحظ أن هذه الخبرات تتأثر باستمرار العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي توجد في المجتمع في ظروفه المتغيرة المتطورة”.
لذلك فإن دور الحركة الكشفية والإرشادية ليست مجرد كميات من المعرفة فحسب، وإنما أصبحت مكانـًا يهدف إلى مساعدته على اكتساب أساليب ومهارات التكيف مع نفسه وبيئته ومجتمعه وحياته المتغيرة بالشراكة مع المؤسسات التربوية والتعليمية التي يمكنها تنفيذ الأنشطة والفعاليات التي من شأنها توثيق علاقتها وتعزيزها مع المجتمع المحلي انطلاقـًا من كون مجالات وأنشطة خدمة المجتمع وتنميته ينبغي أن تكون في الإطار العام Framework لدور المؤسسات التربوية والاجتماعية المناط بها إيجاد نوع من التفاعل الاجتماعي عند تنفيذ تلك الأنشطة وتقييمها بحسب مجالاتها (البيئية والصحية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والمشاركة في الأسابيع النوعية والأيام العالمية والعربية والوطنية)