الرابع و العشرين يوم مجيد في ذاكرة المعلم العماني
وهج الخليج – فاطمة الوهيبية
تحتفل السلطنة وكافة الهيئات التدريسية اليوم الخميس بمناسبة يوم المعلم العماني الذي يصادف الرابع والعشرين من شهر فبراير من كل عام، تكريماً وإحتفاءً بجهود المعلم التي يقدمها لخدمة القطاع التربوي.
وخصص هذا اليوم تقديراً و تأكيداً على الدور الفعال للمعلم وللمكانة العظيمة التي يحظى بها المعلم العماني من بين كل المهن والوظائف.
كُلنا على عِلم بأن أتى هذا الاحتفال هذه السنة أيضا في ظل ظروف استثنائية بسبب تفشي فايروس كورونا كوفيد-19، وبذلك تواجه المسيرة التعليمية تحديات وصعوبات من خلالها يبذل كل معلم جهودة في سبيل تعليم و تحسين آليه التدريس لما يصب في صالح أبنائنا الطلبة.
ويأتي هذا الاحتفال تأكيدا بأهمية دور المعلم في التربية والتعليم على حدٍ سواء، باعتباره المحرك الأساسي في هذه العملية التعليمية، فهو القادر على تنشئة الطلبة التنشئة السليمة وإعدادهم لمستقبل أفضل وأكثر إشراقا مُتحلين بالفهم والمعرفة والقيم الحميده المغروسة فيهم من قِبل المعلمين.
وفي ضوء ذلك قال المعلم عمار السناني من مدرسة الحواري بن مالك: “أتوقع أن دور المعلم لا يخفى على أحد ولقد حصل على مكانة خاصة بين الجميع وفي قلب كل طالب عماني، كوني معلم عُماني أفتخر بهذا اليوم المميز على جميع قلوب المعلمين العمانيين.
لقد واجهنا بعض التغيرات والصعوبات خلال الفترة الأخيرة بسبب الوباء العالمي كوفيد ١٩، فلزم علينا أن نعتاد على الاليه الجديدة وتقديم المعلومة بطريقة مختلفة للطالب. وكذلك شاركنا في دورات تدريبية لكي نتمكن من التعود على المنصات التربوية والتعامل مع التعليم الالكتروني. وأشكر الحكومة الرشيدة ووزارة التربية والتعليم للتعامل مع أزمة كورونا بأفضل طريقة ممكنة لتحقيق الاستمرارية في التعلم لدى الطلبة وتعويض الفاقد التعليمي.
وقال أيضا: سنستمر باذن الله بعمل الواجب الوطني والتربوي في أفضل طريقة ممكنة تحت الرعاية الحثيثة من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق”.
كما قالت المعلمة منال الهوتية من مدرسة النعمان للتعليم الأساسي، بمنطلق هذا اليوم: “أشعر بالرضا والفرح والسرور لكوني معلمة ومساهمة في تعليم الطلبة القراءة والكتابة وهو أمر عظيم ويتطلب جهدا كبيرا جدا يأخذ من الصحة والطاقة والنشاط الشيء الكبير، ففي كل سنة تشعر بأنك صرت أوهن مما كنت عليه ولكن هذا الشعور يزول بمجرد رؤيتك لصغارك وهم متقنين للقراءة والكتابة.
وأضافت: بالطبع التعليم في ظل جائحة كورونا لم يكن سهلا إطلاقا ونحن لازلنا فيه نقوم بإعادة الدروس كآلة تسجيل بشرية تهلك الجسد وتذهب العقل والصحة ناهيك عن التعليم عن بعد الذي يوهنك ويضعفك وكأنك تحدث نفسك، وتجلس ساعات طوال ترتب حصة واحدة فقط وتتعلم ذاتيا لتقديم الأفضل لطلبتك الصغار و ناهيك عن متابعتك لهم عبر الهاتف من تسميع وإملاء وخط وأنت تبذل قصارى جهدك كي يدركوا الركب ويعرفوا القراءة والكتابة، وإنه لكابوس مرهق حقا ولكن يزول التعب بمجرد رؤيتك صغارك وقد وصلوا لما تريده، لذلك هذا اليوم ليس الفرح كبير جدا لشعوري بمدى أهميتي في هذا المجتمع”.
وقال المعلم إبراهيم الشهومي من مدرسة زيد بن الخطاب:”انه لفخر لنا تخصيص هذا اليوم الرابع والعشرين من شهر فبراير للاحتفال بيوم المعلم العماني فإن دل على شي فأنه يدل على مكانة هذا المعلم والدور الذي يقوم به، الذي لا يقل أهمية عن دور الأسرة والمجتمع لأن المعلم يقضي مع الأبناء ساعات طويلة كل يوم. وهو المساهم الأول الذي يبث فيهم العلم والمعرفة بجانب التربية وتعلم المبادئ والقيم. وعلى الرغم من هذه الأزمة العالمية التي تعصف بالعالم أجمع (كوفيد ١٩) بذل المعلم الكثير من أجل إستمرار التعليم وضحوا بوقتهم ومالهم من إجل إيصال رسالة العلم رغم التحديات. فشكرا لكل معلم على العطاء الذي بُذل ويبذل من أجل توصيل الرسالة واستمرار التعليم”.
التعليم رسالة يحملها كل معلم على عاتقة ليخرج المجتمع من الظلمات إلى النور، وبذلك جاء هذا الاحتفال بيوم المعلم العماني كحافز لكل معلم مخلص ومتفاني و عمل من أجل الارتقاء في المسيرة التربوية، فبدون المعلم لا تستقيم الحياة أو تتطور ولن يرتقي الفكر ليواكب تطورات الحياة والعِلم وتغيرات العصر المُتسارعة.