غادر بعد أن تعذر عليه العمل في وطنه ودُفن في غربته
وهج الخليج-منى المعولي
من هنا تبدأ الحكاية: كان أحمد الإبن البكر لوالديه وأكبر أخوته، كحال غيره من الشباب العمانيين الباحثين طرق كل الأبواب باحثاً عن عمل، مشفقا على حال أسرته الفقيرة، التي أراد أن يعينها على شظف هذه الحياة ويسد حاجة أسرته.
ولقد جاب بشهادته الثانوية باحثاً عن وظيفة يلجأ لها، وظل يبحث غير أنه في كل مرة لايجد ظالته وقد انغلقت الأبواب في وجهه.
بعد سنوات من البحث، قرر أحمد أن يجرب حظه خارج أسوار الوطن وطلب من عمه المقيم بدولة قطر أن يسهل له الأمر للقدوم إليه والبحث هناك عن عمل ينتشله وينتشل عائلته من العوز والحاجة
ظل مدة زمنية في غربته يبحث عن عمل، يحذوه الأمل كل صباح أن هناك بارقة ستشعل نصيبها أملاً قريباً.
فجأة ومن غير أي مؤشرات أو مقدمات وفي ليلة الجمعة قالت الأقدار كلمتها حين خرج أحمد مع ابن عمه ليتعرضا لحادث سير وتتدهور بهما المركبة؛ فيسلم جسده المضمخ بالقلق على أسرته ويدفن في تراب الغربة، وتصعد روحه الطاهرة بعون الله إلى بارئها، لتنتهي قصة معاناة شاب حمل هموم والديه بين ضلوعه وترك نار الفقد لتحرقهم بعده