سيارة الإسعاف: الواجب قد يتيح المحظور
وهج الخليج_ منى المعولي
الحديث عن سيارات الإسعاف و خدمات الطوارئ الطبية التي تقدمها الحكومة الرشيدة متمثلة في وزارة الصحة وهيئة الدفاع المدني و الإسعاف يحيلنا إلى مناقشة بعض الجوانب القانونية و المهنية المتعلقة بهذا الجانب، و صلاحيات مركبة الإسعاف في عبور الطرقات أثناء نقل حالات الإصابات و الحالات المرضية و استجابة مركبة الإسعاف إلى موقع البلاغ و الزمن المحدد لوصول مركبة الإسعاف إلى موقع الحادث أو مكان الحالة المرضية.
وعند التحدث عن نوعية الإسعاف التي تقدم الخدمات الطارئة فبالتأكيد أن الإسعاف المعنية هي الإسعاف التابعة لهيئة الدفاع المدني والإسعاف
ومن هنا علينا البحث و التقصي في الموضوع لنستطيع فهم آلية عمل الطاقم الطبي و صلاحيته و العراقيل التي تواجهه.
فمن خلال البحث و التقصي حاولنا فض بعض الالتباسات المتعلقة بالطاقم الطبي العامل في مركبة الإسعاف و صلاحية مركبة الإسعاف أثناء الاستجابة من و إلى موقع البلاغ.
الطاقم الطبي يتلقى البلاغ من مركز عمليات الشرطة و التي بدورها تتواصل مع مركز عمليات هيئة الدفاع المدني و الإسعاف، ليتم التنسيق مع أقرب مركبة إسعاف متواجدة من موقع الإصابة أو الحالة المرضية، وكما هو معروف بأن رقم التبليغ عن أي حالة يتم عبر رقم الطوارئ في السلطنة9999.
هنا و حسب العرف الدولي لاستجابة المسعفين إلى موقع الحالة، فإن لدى الطاقم دقيقتين فقط إلى لحظة التحرك من مركز الإسعاف.
و أما عن كيفية التحرك، فإن الطاقم الطبي يتحرك بتشغيل اللواحات ( إنارات مركبة الإسعاف) و الونان، و الهدف من ذلك السماح لمركبة الإسعاف الوصول إلى المكان في أسرع وقت ممكن و تنبية الآخرين بوجود مركبة إسعاف في طريقها إلى مكان المصاب أو المريض أو في طريقها إلى المستشفى. وهنا لزاماً على مركبة الإسعاف تشغيل اللوحات و الونان أثناء التحرك إلى أي بلاغ يستدعي مركبة الإسعاف.
لكن هناك عراقيل كثيرة تواجه المسعفين سواء في الانتقال إلى مكان الحادث أو مكان الحالة المرضية أو الوصول إلى المكان في أسرع وقت، منها :
– استهتار بعض قائدي المركبات و عدم ترك مسافة تستطيع مركبة الإسعاف المرور.
– تجمع مركبات الناس مكان الحادث، مما يعيق مركبة الإسعاف الوصول إلى مكان المصاب.
– عدم وجود مخرج طوارئ معد لمركبات الإسعاف، فالمصاب أحيانآ يتواجد في المسار المعاكس للشارع، مما يتطلب من مركبة الإسعاف الذهاب إلى أقرب جسر و العودة أو أقرب دوار تستطيع الإسعاف الرجوع منه، و هذا بدوره يؤخر من سرعة الاستجابة.
– الوصف الخطأ، فالكثير من المبلغين عندما يتواصلوا مع عمليات الشرطة عبر الرقم9999، لا يصفوا المكان بالشكل الصحيح، فتجده يعطي وصف و إحداثيات مغايرة عن مكان الحادث، فالوصف في مكان و الحادث في مكان آخر و هذا بدوره يؤخر من سرعة الاستجابة.
– تجمع أو تجمهر الناس في موقع البلاغ، هذا بدوره مصدر إزعاج للطاقم الطبي و يعيق تركيز المسعفين في التأكد من عدد المصابين، وهنا يقع دور أفراد الشرطة في إبعاد الناس من مكان الحادث.
أما فيما يتعلق بتجاوز مركبة الإسعاف إشارات المرور، فمركبة الإسعاف لا تتجاوز إشارات المرور بشكل فوضوي و بسرعة و رعونة، و إنما سائق مركبة الإسعاف مدرب على عبور إشارة المرور أثناء التحرك إلى موقع البلاغ أو إلى المستشفى بشكل سلس و بسرعة بطيئة مع تشغيل اللواحات و الونان، وإذا تطلب منه الأمر التوقف، فيتوقف مراعاة للحركة المرورية عند الإشارة، فالسائق بدوره الانتباه و النظر الى كل الجهات و التأكد من حركة المرور قبل عبور الإشارة….وهنا تتطلب الضرورة ذلك، فلو توقفت مركبة الإسعاف عند إشارات المرور منتظرة دورها في العبور مع بقية المركبات، فكيف سيتسنى لها الوصول إلى موقع البلاغ في أسرع وقت ممكن؟.
ومن هنا لابد من تدريب سائقي إسعافات وزارة الصحة ليكونوا مؤهلين في نقل الحالات المرضية بطريقة احترافية، تمكنهم من تجاوز الإشارة الحمراء بطريقة آمنة و صحيحة
و إذا كانت هناك مادة قانونية فعلاً تمنع سائق مركبة الإسعاف من تجاوز السرعة المحددة و ذلك مخافة الحصول على مخالفة قانونية
( كمخالفة الرادارات) ، فيجب النظر الى هذه المادة بعين التقدير.
فلا يمكن تحميل سائق مركبة الإسعاف مخالفة الرادارات لأنه تجاوز السرعة المحددة بقليل.
فسائق مركبة الإسعاف، لن يتجاوز السرعة المحددة عن قصد إلا إذا كانت هناك ضرورة قصوى، و كل حالة تختلف عن الأخرى، فبعض الحالات تستدعي القيادة بحثة و بعض الحالات تستدعي السرعة، فالأمر نسبي و تقديره يتم عبر الطاقم الطبي الذي يعي كل هذه التفاصيل
أما في حالة عدم نقل مركبة الإسعاف أي مصاب أو حالة مرضية أو عدم استجابتها إلى بلاغ، فإنه من المستحيل أن يقوم الطاقم بتفعيل الأضواء ( اللواحات) و الونان، لأن ذلك يعد مخالفاً للقانون، و الطاقم الطبي على وعي بذلك.
الطاقم الطبي ( المسعفين) مؤهلين و مدربين بشكل جيد وهناك إشادات كثيرة تثمن الدور الذي يقومون به، و يعملون على مدار الساعة رغم الصعوبات التي تواجههم، سواء على مستوى نقص الكادر الإسعافي و نظام العمل الذي لا يسمح باعطاء المسعف حقه في الراحة، و ذلك يخالف العرف الدولي لنظام عمل المسعف.
كما أن هناك اشكالات أخرى متمثلة في شبكة الطرقات، فلا توجد طرق خاصة لسيارات الطوارئ ولا توجد مخارج طوارئ لهذه المركبات، لذا نناشد الجهات المختصة النظر في موضوع خدمة الإسعافات و توفير كل السبل لهذه الخدمة، لكي نواكب مسار النهضة في جميع جوانبها.