روسيا تستضيف طالبان في مؤتمر دولي وتدعو لتقديم المساعدات لأفغانستان
وهج الخليج-وكالات
دعت روسيا يوم الأربعاء إلى تقديم مساعدات دولية لدعم أفغانستان فيما تستضيف حركة طالبان في مؤتمر دولي كبير بشأن أفغانستان لأول مرة منذ تولي الحركة السلطة في أغسطس آب.
وانضمت باكستان والصين وإيران والهند ودول من الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى إلى مسؤولي طالبان في اجتماع موسكو. لكن الولايات المتحدة لم تشارك متذرعة بأسباب فنية، لكن قالت إنها قد تحضر مثل هذه المحادثات في المستقبل.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للصحفيين قبل الاجتماع “نحن مقتنعون بأن الوقت قد حان لتعبئة موارد المجتمع الدولي لتزويد كابول بالدعم المالي الإنساني الفعال بما في ذلك الحيلولة دون حدوث أزمة إنسانية وتقليل تدفقات الهجرة”.
وتأتي مبادرة روسيا لاستضافة المحادثات في إطار جهود لتعزيز نفوذها في المنطقة بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وسيطرة طالبان على البلاد. وعبَّر لافروف عن أسفه لغياب الولايات المتحدة عن المحادثات.
وتخشي موسكو في المقام الأول من مخاطر عدم الاستقرار في آسيا الوسطى وتدفق محتمل للمهاجرين ونشاط المتشددين الموجه من أفغانستان.
وقال لافروف “ندعو حركة طالبان لمنع استخدام الأراضي الأفغانية ضد دول ثالثة، وخاصة دول الجوار، وناقشنا ذلك مع وفدها الموقر”.
وخاضت روسيا حربا كارثية في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي وتربطها علاقات عسكرية وسياسية وثيقة مع دول الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى التي تتاخم أفغانستان.
لهجة ودية
في خطابه تحدث لافروف بلهجة تصالحية ملحوظة تجاه حكومة طالبان، التي لا تزال تسعى للحصول على اعتراف دبلوماسي دولي من شأنه أن يعزز دعوتها لفك تجميد الأصول الموجودة في الغرب والسماح بتدفق المساعدات.
وقال لافروف “نلمس الجهود التي يبذلونها لتحقيق الاستقرار في الوضع العسكري والسياسي، وإقامة مؤسسات الدولة”. وأضاف أن موسكو تشعر بالرضا حيال تعاون السلطات الأفغانية لضمان سلامة الروس في أفغانستان واستمرار عمل سفارتها هناك بسلاسة.
ولم يطرح لافروف أرقاما بشأن حجم المساعدات التي قد تحتاجها أفغانستان أو تلك التي ترغب موسكو في تقديمها.
وعلى هامش المؤتمر، صرح زامير كابولوف الممثل الخاص للرئيس فلاديمير بوتين المعني بأفغانستان يوم الأربعاء بأنه يتعين على الأمم المتحدة أن تدعو إلى عقد مؤتمر للمانحين لأفغانستان لأن المجتمع الدولي يريد من طالبان تلبية التوقعات بشأن حقوق الإنسان الأساسية والشمول السياسي.
وعشية المحادثات قال لافروف إن موسكو تمتنع عن الاعتراف بطالبان لحين وفاء الحركة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها حين تولت السلطة ومن بينها أن تشتمل الحكومة الجديدة على مختلف الأطياف السياسية والعرقية.
وتعهدت طالبان بحماية حقوق النساء والأقليات، لكن حكومتها المؤقتة لا تضم سوى الرجال، وجميعهم تقريبا من عرقية البشتون التي تشكل أقل من نصف السكان، والتي تستمد منها الحركة معظم الدعم.