أخبار محلية

استغلال الأوضاع والضغط على الحكومة بتسريح العاملين هو سياسة فاشلة

وهج الخليج-مسقط

علق رجل الأعمال العماني الدكتور جلال الحضرمي حول الأوضاع الحالية قائلا: المطالبة بالتغيير وتحسين الأوضاع هي حق كفله القانون والنظام الأساسي للسلطنة، ولكن بالسبل الصحيحة دون الإضرار بالغير او التعرض لرموز الدولة.

وأضاف للأسف عايشنا أوضاع اقتصادية صعبة سواءا في السلطنة وباقي دول العالم بسبب الجائحة والركود الاقتصادي العالمي..

وكذلك أن هناك تراكمات ورثتها حكومة مولانا المعظم كمديونيات وملفات داخلية وجب التعامل معها، وفي ظل انتكاسة اقتصادية تعصف بالعالم أجمع ووباء أغلق وأوقف الحياة الاقتصادية لأشهر في العامين الماضيين منذ بدء أعمال الحكومة الجديدة.

وتابع : الكثير قد لا يعلم أن سياسة التغيير ليست سهلة فهي تمر عبر مراحل متعددة من دراسة الوضع للتخطيط لوضع المقترحات والحلول ودراسة عائد الأثر ومن ثم التنفيذ وفق آليات صارمة لضمان نجاح الإستراتيجية المقترحة، وهذا لا يتم في يوم وليلة، بالذات في ظل الظروف التي عصفت بالعالم في ٢٠٢١ و ٢٠٢٠

وأسترسل قائلا: قد يقول الكثيرين أن الصبر نفذ وأن الأوضاع المعيشية صعبة وكلنا نتفق معهم فالكل تأثر وما زال متأثر بتبعات الجائحة وهناك الكثيرين ممن يبحثون عن الحياة الكريمة عبر إيجاد فرص لتكوين دخل يكفل لهم تلك الحياة، وأيضا هناك الكثيرين ممن خسروا وظائفهم او خسروا تجارتهم بسبب تلك الأوضاع…

وأكد أنه ليس من السهل أن نقيم عمل أحد في فترة زمنية بسيطة للأحداث تغيير يلمس حياة الملايين فما بالنا بتقييم أدائهم في ظل تلك الصعوبات والتاثيرات التي واجهناها في العامين الماضيين. نعم الوضع الوبائي بداء بالانحسار ولله الحمد والشكر ومعدل الاصابات في انخفاض ونسبة التطعيم وصلت ل ٨٠٪ واكثر

ويرى الحضرمي أن سوء استغلال الأوضاع لخلق ضغوطات وتسريح العاملين هو سياسة فاشلة تدل على طمع من تبناها، ومن المفترض محاولة إيجاد حلول واقعية عبر مخاطبة الحكومة وإيجاد طرق لضمان استقرار وظائف العاملين لدي هذه الشركات. ولكن وفي المقابل هناك شركات فعلا تواجه خطر الإفلاس وغير قادرة على الاستمرار..

كما أنه من المفترض أن تتم دراسة أوضاع هذه الشركات من الناحية المالية وغيرها وتقديم الدعم سواءا أكان مالي او عبر تقديم استشارات لضمان استمراريتها للحفاظ على الوظائف المتوفرة لديها. فالهدف الأسمى هو توفير بيئة عمل مستقرة للموظفين وديمومة الاقتصاد المحلي

ووضح أن المعادلة ليست سهلة، كيف يمكن دعم الشركات المتعثرة للحفاظ على الوظائف الحالية وأيضا تشجيع باقي الشركات على فتح باب التعيينات لإخواننا واخواتنا الباحثين بدون الضغط على ميزانية السلطنة أو التاثير سلبا على عمل تلك الشركات بفرض رواتب اضافية قد لا تتمكن من تحملها

ودعا أن نتذكر بأننا جميعا في نفس المركب، فالجميع جزء من نسيج الوطن وكلنا نطمح ان نعبر بكل أمن وسلام الي بر الأمان لنجتاز التحديات الموجودة. ولكن الازمة الاقتصادية والجائحة لم تساعد في تنفيذ الكثير من الخطط والحلول التي وضعت وتسببت في تأخير تطبيق الكثير منها.

وشدد مؤكدا أن التهديد واستعمال شعارات تلمز رموز الوطن ومحاولة التهزء او استصغار الإنجازات التي تحققت رغم الجائحة، شيء مجحف ولا يليق بنا كعُمانين فلقد عرفنا العالم باخلاقنا وطيبتنا ومعدننا. لا نقول ان هذا تطبيل ولا هو تنظير، إنما قراءة للواقع الذي نعيشه وكلنا نتألم لما حصل ويحصل.

واستطرد قائلا: الله، الوطن، السلطان، ليست مجرد كلمات نرددها بالستنا دون أن تؤمن بها قلوبنا وافئدتنا، الكل جزء من نسيج الوطن الواحد وما يصيب الوطن يصيب الجميع سواء أكان شيئا طيبا او عكس ذلك. ما نحتاجه اليوم هو إيجاد طرق لخلق فرص عمل تتواكب والواقع الذي نعيشه وتمهد لتحقيق رؤية ٢٠٤٠ واهدافها..

وقال أن حتى موضوع الرواتب سواءا للمتقاعدين او للموظفين حديثا، فالكل يراه من زاويته، فهناك من يرى ان إلغاء ربط الأجور بالشهادات قد يساعد في تشجيع الشركات لفتح باب التوظيف في ظل الجائحة والركود الاقتصادي، وهناك من يرى بأنه مبلغ مجحف ولا يكفي، فهل من الممكن أن يتم تبني حلَل ترضي الجميع؟

وتسائل : لما لا نتوقف عن الانتقاد واللمز وتاجيج الرأي العام ونتجه للتحاور وتقديم حلول واقعية على مبدأ لا ضرر ولا ضرار، لدينا من العقول والمثقفين والخبرات بما يكفي لوضع حلول ترضى جميع الأطراف ولكن هذا لن يحدث بين ليلة وضحاها. للأسف هناك من يغرد فقط ليغرد فيرمي ما شاء من المقترحات…

فيما رأى أن التغريد بمقترحات دون دراية بما سوف يكون عائد الأثر منها سوف يسبب التخبط وزيادة تاجيج المشاعر ، وأكد أننا نحتاج للهدوء والتركيز على أساليب الحوار التي سوف توجد حلول واقعية قابلة للتنفيذ بدون اي تأخير، ولكن عبر تبني أساليب الحوار التي كفلها القانون والنظام الأساسي في السلطنة

وشدد أن هذا وطن الجميع ومنجزات الوطن مصانة ولا يجب المساس بها، ولا الاستنقتاص من ما تحقق على أرض الواقع، لو نظرنا للعالم من حولنا فالكل يعاني اقتصاديا وصحيا ولكن نحتاج ان نتكاتف مع بعضنا البعض تحت ظل قيادة مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وان نساهم في بناء الوطن دون شقاق

وأطلق دعوة: لنتكاتف ونتفكر ونتشارك بالمقترحات كمجتمع واحد ويد واحدة كيف يمكننا عبور هذه التحديات والتغلب عليها كيف يمكن لكل فرد منا ان يكون جزءا مساهما في بناء النهضة المتجددة، أملنا بالله ومن ثم بقيادة وحكمة مولانا المعظم بأننا سوف نتجاوز التحديات ونتغلب عليها إن شاء الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى