فيروس كوفيد وعلاقته بالسمنة
بقلم:د.محمد العبري
استشاري جراحات المناظير المتقدمة والسمنة
@mohdsurg
منذ ظهور فيروس كوفيد بالصين 17 نوفمبر2019 ، اصيب به قرابة ال 200 مليون شخص وتوفي بسببه أكثر من 4 ملايين حول العالم والامل بالسيطرة عليه مع تزايد حملات التحصين وإعطاء أكثر من 3 مليار جرعة منه حول العالم.
هذا الوباء العالمي يتحول بسرعة أيضًا إلى أزمة اقتصادية عالمية ، والتي ستؤثر بشكل غير متناسب على السكان الأكثر ضعفاً في العديد من البلدان ، هذه الشريحة نفسها من السكان هي أيضًا الأكثر عرضة للإصابة بالسمنة ، مما قد يؤدي إلى تفاقم أزمة السمنة في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك ، قد يساهم الوباء الحالي في زيادة معدلات السمنة حيث يتم تقليص برامج إنقاص الوزن (التي غالبًا ما يتم تقديمها في مجموعات) والتدخلات الاخرى مثل الجراحة بشدة في الوقت الحالي ومن المرجح أن يستمر هذا لفترة طويلة من الزمن. وستؤثر التدابير التي تم تقديمها في بعض البلدان (الحجر المنزلي) على التنقل ويؤدي عدم النشاط البدني القسري حتى لفترات زمنية قصيرة إلى زيادة خطر الإصابة بالسمنة ومشاكل الأيض.
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي دخل إلى المستشفى واحتاج إلى الأكسجين إثر إصابته بكورونا، أطلق حملة حث خلالها البريطانيين على خسارة الوزن لتقليل المخاطر الصحية ودعم هيئة الخدمات الصحية الوطنية. وقال إنه عانى طويلاً بسبب وزنه الزائد لدى إصابته بالفيروس.
الإتحاد العالمى للسمنة في منشور يعتقد أنه كان من الممكن تجنب مئات الآلاف من الوفيات إذا بذلت الدول المزيد للحد من السمنة بين سكانها مع تسع حالات وفاة من كل 10 حالاتCovid-19 في البلدان التي ترتفع فيها مستويات السمنة.
وقال تقرير الإتحاد العالمي للسمنة، إن 2.2 مليون من 2.5 مليون حالة وفاة في العالم كانت في دول ذات مستويات عالية من السمنة، وأضافوا أن البلدان التي لديها مستويات منخفضة من السمنة، أقل من 40 % من السكان، لديها معدل وفيات منخفض لفيروس كورونا، لا يزيد عن 10 أشخاص لكل 100 ألف.
بالنسبة للدراسات وجدت دراسة أجرتها جامعة أكسفورد ونشرت فاللانست المشهورة و من بين 6،910،695 مريضًا مؤهلًا بمتوسط مؤشر كتلة الجسم 26.8 كجم / م 2 ، تم نقل 0.20٪ إلى المستشفى ، وتم قبول 0.02٪ في وحدة العناية المركزة (ICU) ، وتوفي 0.08٪ بعد تشخيص إصابتهم بـ COVID-19. ما يقرب من ثلث المرضى الذين يعانون من نتائج شديدة لفيروس كورونا مصابون بداء السكري من النوع 2 ، وكان معظمهم 60 عامًا أو أكبر.
مخطط بياني يبين تاثير زيادة كتلة الجسم بالوفيات
استخلصت الدراسة أن الأشخاص الذين يُعتبرون في الفئات العليا من نطاق مؤشر كتلة الجسم معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بـ”كوفيد-19″ الحاد واظهرت أنه لكل نقطة فوق 23، يزداد خطر دخول الشخص إلى المستشفى من “كوفيد” بنسبة 5%
مخطط بياني يبين كل ما زادت كتلة الجسم زادت احتمالية دخول العناية المركزة
استخلصت الدراسة أن الأشخاص الذين يُعتبرون في الفئات العليا من نطاق مؤشر كتلة الجسم معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بـ”كوفيد-19″ الحاد واظهرت أنه لكل نقطة فوق 23، يزداد خطر دخول الشخص إلى المستشفى من “كوفيد” بنسبة 5٪.
ولكن الخطر يكون أكثر أهمية لدى البالغين الأصغر سنا، والشخص الذي يتراوح عمره بين 20 و39 عاما معرض لخطر دخول المستشفى بنسبة 9٪ أكثر، من كل نقطة من نقاط مؤشر كتلة الجسم فوق 23.كما تزداد احتمالية دخولهم إلى وحدة العناية المركزة بنسبة 13%، وتزداد احتمالية موتهم بنسبة 17% عما لو كان مؤشر كتلة الجسم لديهم 23 أو أقل.
في دراسة أخرى من المكسيك على 15,529 مريض بالكوفيد في سجلات المرضى المنومين بمعدل وفاة 9٪. استخلصت الدراسة إن الأشخاص المصابين بالسمنة عرضة للوفاة بثلاث أضعاف مقارنة بالناس العاديين وإذا كان المريض مصاب بمشاكل مزمنة أخرى بجانب السكري فالنتيجة أسوء.
وفي أول دراسة تحليلية من نوعها بعد بداية الكوفيد ونُشرت في 26 أغسطس في مجلة السمنة الطبية، قام فريق دولي من الباحثين بكالفورنيا بتجميع البيانات من 75 من الدراسات التي تمت مراجعتها من قبل الباحثين والتي ضمت 399000 مريض. ووجدوا أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة والذين أصيبوا بـ SARS-CoV-2 كانوا أكثر عرضة بنسبة 113 ٪ من الأشخاص ذوي الوزن الصحي للتنويم في المستشفى ، و 74 ٪ أكثر عرضة للدخول إلى وحدة العناية المركزة ، و 48 ٪ أكثر عرضة للوفاة.
وأظهرت دراسة لمستشفى كليفلاند كلينك الأمريكي أن الناجين من فيروس كورونا من المصابين بالسمنة المعتدلة أو الشديدة ممن كتلهم فوق ال ٣٠، قد يكونون أكثر عُرضة لخطر العواقب طويلة الأمد للمرض، مقارنة مع غير المصابين بالسمنة. وتضمّنت النتائج النهائية للدراسة ما مجموعه 2839 مريضاً لم يحتاجوا إلى دخول وحدة العناية المركزة ونجوا من المرحلة الحادّة من كورونا. وخلال متابعة استمرت 10 أشهر بعد المرحلة الحادة من المرض، احتاج 44% من الذين خضعوا للدراسة إلى دخول المستشفى، وتوفي1% منهم. وأظهرت النتائج أيضا أن خطر دخول المستشفى أرتفع 28% بين المصابين بالسمنة المتوسطة، و30% لدى المصابين بالسمنة الشديدة ممن كتلهم فوق ال ٤٠، مقارنة مع المرضى بمؤشر كتلة جسم طبيعي.
وكانت الحاجة إلى فحوص تشخيصية لتقييم المشاكل الطبية المختلفة أعلى 25% و39% لدى مرضى السمنة المتوسطة والشديدة، على التوالي، مقارنة مع ذوي مؤشر كتلة الجسم الطبيعي.
تشير النظريات والدراسات بأن الملاحظات الناجمة عن هذا التأثير بسبب المشاكل التي تنشط لدى المرضى المصابين بالسمنة، مثل الالتهاب المفرط، والضعف المناعي، والأمراض المصاحبة.
ونتيجة لذلك، يجب إعطاء الأولوية للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة والوزن الزائد للتلقيح، بدلا من اتباع نهج العمر ولابد لأي نظام صحي ولكل الدول أن تغير من أساليبها بالتعامل مع السمنة بتوفير كل وسائل الوقاية وتدبير الحلول للعلاج.