الكفوف المتدفقة
بقلم: الإعلامية عواطف العامرية
استيقظت لونا في صباحا باكرا توشك الشمس فيه على السطوع الخجل خافيه أطرافها الذهبية خلف سموات الأفق المشرق المتجلي لصباح جديدا مفعم بالحياة. ابتسمت لونا لجمال المنظر وخياله السحري وتسربه في ذاكرتها ببراعة ثم هرعت راكضة إلى الحي المجاور في شارعًا يملاه الفرح والكفاح الأبيض لتقابل سيده الكفوف المتدفقة، لم تجدها ظلت تنتظر وتنتظر حتى لمحت جبهتها البيضاء وشعرها المتموج الأسود وفستانها القرنفلي وابتسامتها البدرية و عربتها الجوهرية.
شقت ابتسامة لونا وجهها العذري ثم لاحت بأطراف يديها لتنادي بصوتها النسمي يا سيدة الكفوف المتدفقة أنا أول زائريك اليوم توشك معدتي أن تأكل نفسها وصوت صفيرها بات ينتظر روائع كفوفك المثمرة وأنا اتوق إلى لذاذه طبخك، لقد جن عقلي وكاد ان يصيبه مس من الحزن عندما لم أرى شمس وجهك يتوسط مكانك المعتاد…. ضحكت السيدة بصوت يبعث الفرح الصباحي.. وهمست بصوتا رقراق .. أنا هنا لأجلك لأصنع يوما مثاليا لك.. ثم بدأت أطراف كفوفها تعجن وتكور وتخبز كعكات الخبز السمراء وعن يمينها دلال القهوة الحضرمية ذات الطاقة السرمدية بدأت تفوح رائحة نسيمها في الحي وتتخلل الشوارع والزقاق وشجيرات الزهر.. رائحة تجعلك تثمل بمجرد انسجام خليطها السري بنارها الهادئة .
بدأت تدندن بصوتها العذب الدافئ وتترنم بحديث ممزوج مع نسمات البرد القارص و قطرات المطر تتساقط بهدوء جذاب على فستانها المبلول ثم أشاحت وجهها للأعلى مبتسمة بلطف.
وهي تبدو ساحرة الجمال ، ضلت تحدق بعينيها اللؤلؤية عاليا في سموات الأفق ، كأنها تغازل خيالها المترف ، فجأة حطت فراشه في كتفها الأيمن فابتسمت أكثر فقالت لعلها إشارة لي لتحقيق حلمي العنيد.. فأهدتني رغيف الخبز وكوب القهوة فجلست متربعة بقدمي وأنا أطالع كفاحها الأبيض ..فسقطت في خبزتي السمراء ريشه ناصعة البياض فهرعت راكضة إليها لأشاركها الغرابة فقالت لي كوني مستعدة فحياة الفرح تنتظرك يا لونا فنظرتُ للأعلى فقلت يا رب ….قل لأمانينا كن فتكون!