المملكة السعودية على طريق الحكمة والنصر
بقلم:د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
تجاذبت وسائل التواصل الاجتماعي الخلافات السياسية بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي، وإن صدقت هذه الادعاءات فإننا في عمان حكومة و شعبا لا نؤمن بالصراعات، و كما وقفنا على الحياد في الازمة الخليجية السابقة، فإننا سنظل على مبدأ الحياد الذي رسمه سلطاننا الخالد قابوس بن سعيد، وسار على نهجه سلطاننا المحنك الهيثم بن طارق، لأننا في عمان أطفالا و رجالا و شيوخا نؤمن بأن التعاون و مراعاة مصلحة الاخر و العيش بوئام و سلام يحقق لنا غاياتنا في الأمن الوطني و الأمن الإقليمي، لذلك نتمنى من العزيز الحكيم أن يسود الوئام بين كافة دول الخليج، حتى تتحقق أهداف و تطلعات الشعوب الخليجية النبيلة، و في هذا المقام و من خلال هذا المقال نحذر طرفي الأزمة الجديدة من مغبة الانجراف الى أتون صراع يكون الرابح فيه خاسرا، و نحذر الجميع أن المصالح الدولية على اختلافاتها سوف تستغل أي خلاف خليجي خليجي لتحقيق مآربها السياسية و الاقتصادية الخبيثة، و إن رأينا المتواضع في الأزمة اليمنية، يرى أن هناك طرف خبيث يعمل على تدمير اليمن و الإنجراف نحو مصالحه السياسية الخاصة دون الإكتراث لمعاناة الشعب اليمني من جراء الحرب الدائرة منذ عام 2014م، و نحن نشير بصراحة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كرس جهوده و إمكانياته لضرب المملكة السعودية الشقيقة، و تدمير عرى الوحدة اليمنية، و قد أثبتت الأحداث أن هذا المجلس يتعاون مع أطراف لا تريد لليمن الخير، و لا يهتم لمعاناة الأبرياء اليمنيين، فقد أثبتت تقارير فريق الخبراء المعني باليمن أنه و من خلال مواقع سيطرته على الأرض يتم تهريب السلاح الإيراني الى أنصار الله الحوثي، و من خلال المجلس الإنتقالي يزج بإسم الإمارات في إعطاء تسهيلات اسرائيلية في جزيرة سقطرى، و من خلاله و بمعرفته تزور الحقائق باتهام عمان بتسهيل تهريب السلاح للحوثيين.
إن هذا الكيان الخبيث الذي راعى مصالح قادته الشخصية في السلطة و النفوذ والمال، يساهم في تدمير العلاقات الخليجية الخليجية، و يتهم الشرفاء و المخلصين من أبناء الأمة الخليجية بما هو زور و بهتان، و يتعاون مع الصهيونية العالمية متخذا عباءة السلفية المدخلية غطاءا لتحركاته المشبوهة، و إننا من هذا المنبر ندعو المجلس الانتقالي إلى الكف عن هذه الإجراءات الخبيثة، و الإنخراط في محادثات حقيقية مع الشرعية اليمنية، و الاستماع إلى صوت العقل السعودي الذي يريد الخير لكافة شعوب الجزيرة العربية.
لقد ضحت المملكة العربية السعودية بالغالي و النفيس، و تحملت الكثير من أجل مصالح الأمة الإسلامية قاطبة، وعليه ندعو الجميع للتعاون مع الشقيقة السعودية لإيقاف هذه الحرب العبثية من منطلق سياسة الجميع رابح.
إن عمان شعبا و حكومة تقف إلى جانب السلام و نبذ الصراع و التعاون على كافة الأصعدة، حمى الله شبه جزيرة رسول الله من كافة الفتن ما ظهر منها و ما بطن، قال تعالى (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم و الله عليم حكيم) صدق الله العظيم. *سورة الأنفال الآية (71).