فيصل بن فرحان يطعن التطبيع في مقتل
د. محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
راهن العديد من المطبعين على وقوف إسرائيل الى جانبهم لمقاومة الانتهاكات التي يرتكبونها ضد مواطنيهم و الشعوب الأخرى، وراهن أخرون على أن علاقاتهم بإسرائيل ستحقق لهم الرفاه والتطور وحل الملفات السياسية العالقة في بلدانهم، وأوهموا شعوبهم كذبا وبهتانا و زورا أن تطبيعهم من أجل فلسطين والقدس و تحرير الأقصى.
وكل هؤلاء يراهنون على دعم دولة عربية وإسلامية كبرى وهي المملكة العربية السعودية، التي ادعوا أنها أعطتهم الضوء الأخضر للمضي قدما في إجراءات التطبيع، وأوهموا الرأي العام العربي والإسلامي أنه لا طريق للأمن والسلام إلا التطبيع مع إسرائيل، وأن نهاية هذا الطريق هو تطبيع المملكة العربية السعودية العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع دولة الكيان الصهيوني، إلا أن كلمة فيصل بن فرحان بالأمس ذات المضامين السياسية والقانونية، ما هي إلا سيف سعودي استل من رايتها الخضراء ليطعن التطبيع في مقتل.
وبتحليل الخطاب السياسي المحكم الذي القاه صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان، نجد أنه اتهم الكيان الصهيوني صراحة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية (التهجير القسري)، وأضاف أن الكيان الصهيوني الذي وصفه بالمحتل الغاصب ارتكب ويرتكب مخالفات جسيمة ضد كافة الأعراف والمواثيق الدولية، ولسان حاله يقول نناشد المجتمع الدولي بهيئاته الدبلوماسية والقضائية بمحاكمة إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية.
من جهة أخرى فإن فيصل بن فرحان لم يتعرض لحماس من بعيد أو قريب، وهو بذلك يخرج من التحالف الصهيوني العربي الموجه ضد المقاومة الفلسطينية، ونعتقد أن هذا الخطاب كان انعكاسا حقيقيا لمقابلة الأمير محمد بن سلمان الرمضانية، التي تخلى فيها عن تشدده في الملفات الإخوانية والشيعية، وتخلى فيها عن الجذور العقائدية التي تكفر الأخر، وتتهم مخالفيها بالكفر والبدعة، ومن هذا المنطلق نعتقد بأن هذا التطور الإيجابي في التوجهات الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية أسقط نظرية علمنة المنطقة، وضرب التطبيع والمطبعين و المنبطحين في مقتل، الأمر الذي يثبت عودة السعودية إلى زعامة العالم الإسلامي و الدفاع عن قضاياه الاستراتيجية و أهمها القدس الشريف.