المبادرة السعودية تلجم أفواه الطاعنين في الحياد العماني
بقلم:محاد الجنيبي
(@mahadjunaibi)
خرجت المملكة العربية السعودية بالأمس على لسان وزير خارجيتها بمبادرة لحل الأزمة اليمنية، والتي تضمنت وقفا فوريا لإطلاق النار وبدء حوار سياسي شامل وعدة نقاط أخرى، ورغم أن هذه المبادرة تبدو مماثلة إلى حد كبير للمبادرة الأممية سابقا، إلا أنها تؤكد على أن المملكة تمضي في المسار الصحيح، وتؤكد كذلك ما قاله المبعوث الأمريكي إلى اليمن (ليندر كنج) في أن السعودية اليوم تختلف عما كانت عليه قبل ستة أشهر، وفي الجانب الأخر، على الحوثيين التقدم بخطوات حثيثة باتجاه السلم الذي جنحت اليه المملكة.
لقد ساهم انتخاب الإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض إلى احداث تغيرات سياسية كبيرة تتناغم مع توجهاتها الليبرالية، التي تنادي بوقف الصراعات وتحقيق الأمن الجماعي وحقوق الانسان، وهو ما انعكس إيجابا على الكثير من الملفات العالمية أهمها ملف الازمة اليمنية الذي نحن بصدده.
إن هذا الصراع الذي طال أمده أدى و يؤدي الى تفاقم الوضع الإنساني في اليمن، حيث اعتبرت الأمم المتحدة الأزمة اليمنية الكارثة الإنسانية الأكبر في العالم، و أدت الى احداث اضرارا جسيمة في الامن الإقليمي للمنطقة، و أضرارا لا تقل عنها جسامة في العلاقات الثنائية بين دولها، كما أن المملكة السعودية الشقيقة وجدت نفسها وحيدة في هذا الصراع بعد تخلي أغلب الحلفاء و كان أخرهم الولايات المتحدة التي أوقفت الدعم اللوجستي و الاستخباراتي عنها، كما أن المملكة الشقيقة بدأت في كشف مؤامرات عديدة كان و مازال يحيكها أقرب حلفاءها.
وقد أكد وزير الخارجية السعودي على الدور المحوري للسلطنة في حلحلة الأزمة اليمنية ودعم الحلول السلمية للصراع، وهو ما يلجم أفواه من كان ينعق بتهريب السلاح الإيراني عبر الحدود الجنوبية للسلطنة، ثم قدر له أن يعلم بعد حين أن عمان ماضية على مبادئها في الحياد والسلام والأمن للجميع، وختاما تبقى المملكة العربية السعودية الشقيقة الكبرى التي لا نريد لها الحرب والاستنزاف، وندعو الله العزيز الحكيم الجبار المنتقم أن يزلزل الأرض من تحت الخائنين والفسدة وتجار الدم .