مسرى الرسول تحت الاحتلال
بقلم: أبراهيم عطأ
بالأمس وبينما كنت اكتب عن الاسراء والمعراج تذكرت اني كنت قد تمنيت، وبمناسبتين مختلفتين، لو ان الأرض انشقت وبلعتني كي لا أكون موجودا على وجه الدنيا، وشاهدا على تلك الاحداث، الاولى عندما جاء “النتن يا هو” الى مسقط، والثانية، وهي الاصعب، عندما اعلن الدكتاتور الامريكي الاشقر مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني، والاحتفال بنقل السفارة اليها، وتذكرت يومها كيف بقيت لفترة طويلة وانا أتساءل ما الذي يمكن ان اقوله لابني او لحفيدي إذا ما سألني يوما عن ردنا على تلك الخطوة المهينة لمشاعر العرب والمسلمين، “ماذا فعلتم انتم يا جدي دفاعا عن القدس الشريف وعن مسرى الرسول الكريم يوم احتفل الامريكان وحلفائهم الصهاينة على الملأ باعلان اولى القبلتين وثالث الحرمين عاصمة ابدية للاحتلال الصهيوني؟، هل سأرد عليه قائلا: “كنا نتابع ذلك الاحتفال الاستفزازي عبر شاشات التلفزة ببث مباشر بينما كنا نأكل وجبات البرغر المستوردة مع مشروبات الكولا المرطبة؟، يا الله، يا له من خزي ويا له من عار علينا يا بني لاننا بقينا صامتين صمت القبور بعد أن اصابتنا سهام الذل والعار في مقتل، ولم يظهر من بين ملايين المسلمين أي رجل…وآسفاه.
وبمناسبة ذكرى الاسراء والمعراج نعود ونتذكر صفحة الخزي والعار تلك، ونذكر حكام العرب والمسلمين بموقف الخضوع وصمت الخنوع الذي ساد يومها، ونقول لهم ويل للمسلمين الذين هم عن قدسهم ساهون…اما إذا اردتم محو تلك الصفحة حتى لا يلاحقكم العار الى يوم الدين، فما عليكم الا ان ترفضوا إستقبال أي صهيوني في عواصمكم، واذا التقيتم بأي مسؤول امريكي، حتى لو كان سفيرا، أن تطالبونه وقبل الحديث عن أي موضوع آخر، بالعودة عن هذه الخطوة الغير اخلاقية والمستفزة للكرامة العربية، والغير شرعية طبقا لكل الاعراف والقوانين الدولية …
وبالامس تكررت مشاهد الاهانة والاذلال للامتين العربية والاسلامية عندما اقدمت سلطات الاحتلال الصهيوني على عرقلة والغاء زيارة الامير حسين للصلاة في المسجد الاقصى المبارك بمناسبة الاسراء والمعراج، وذلك من خلال وضع شروط وقيود عنجهية مهينة، وهو ما ادى الى الغائها في اللحظة الاخيرة، وبالمقابل الى قيام الاردن بتأخير منح تصريح العبور لطائرة “النتن يا هو” للقيام بالزيارة المرتقبة الى ابو ظبي، والتي الغيت للمرة الرابعة على التوالي، آملين ان تلغى بشكل نهائي، وأن يمنع الصهاينة من دخول كافة العواصم العربية …
وفي الوقت الذي كنا نحتفل فيه بمناسبة الاسراء والمعراج ونتبادل التهاني والتبريكات، كان الصهاينة يتخذون المزيد من خطوات التهويد والأسرلة بحق القدس الشريف والأماكن المقدسة غير أبهين بمشاعر العرب والمسلمين…
لذا نضم صوتنا الى صوت الاوقاف في فلسطين ونطالب بحملة تضامن واسعة وشاملة لانقاذ القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، مسرى النبي الكريم، من براثن المحتلين ومن السقوط المدوي للعرب المطبعين… نبادلكم التهاني والتبريكات، خاصة لكل من تذكر أن أرض الاسراء والمعراج لا تزال تئن تحت أقدام الاحتلال و تصرخ ليلا نهارا وآعرباه، وآسلاماه….