من رعي الغنم إلى قيادة الأمم
تاريخ الأمة العربية قبل الإسلام، يختلف عنه بعد الإسلام، كان مجتمعاً تغلب عليه القبلية، قبائل تتحالف وتتقاتل على مرعى أو مورد ماء أو صرخة جاهلية. هذا التفرق والاختلاف أدى ببعضهم إلى التحالف مع الفرس والروم وغيرهم من القوى العالمية حينها، على حساب الأنفة والأخوة وسمو وهيبة و نخوة وشدة العربي الأصيل،!! هذه الصفات والأخلاق والطباع الحسنة، التي لا تكاد توجد مجتمعة في غيرهم من الكائنات البشرية الأخرى.
الجهل الديني جعلهم أتباعاً لغيرهم، ثم بعد ذلك بقرون تجهيل الأمة بالشريعة الإسلامية والإكتفاء بذكرها لإثبات الهوية فقط!! ، فهوى بهم ذلك في غياهب الذل والتبعية والاستعمار. فحارب بعضهم بعضا،!! تحالفوا مع الغريب المهيمن الذي لم ولن يألوا جهدا ومالا وتخطيطا إلى نزع عقيدتهم الإسلامية.
( العدو الأخضر ) كما أطلق عليه بعض منظريهم بعد انهيار عدوهم اللدود الشيوعية، لأن عقيدتهم العسكرية تقوم على صنع عدو والإستعداد له، من خلال تطوير الصناعات العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية، هذا غير المنظمات المالية العالمية والفكرية التي تتفق و خططهم الخبيثة بعيدة المدى، للقضاء على العقيدة الإسلامية، وأنَّى لهم ذلك!؟
يقول المولى سبحانه: ﴿ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون﴾
هذا قبل…
اما بعد…
العزة خلاف الذل، وكما قيل العِزَّة: ” التَّأَبِّي عن حمل المذَلَّة، والـتَّــرَفُّع عمَّا تَلْحَقه غَضَاضَة”.
قال الفاروق رضي الله عنه: ” إنّا كنّا أذل قومٍ فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله”.
التاريخ الإسلامي شاهد لنا وعلينا،
فهذا البدوي راعي الغنم والابل، حكم وفتح الأمم والعالم، شمالا وشرقا وغربا، بعد أن أعزه الله بالإسلام.
علَّم الدنيا، فنون الحرب وحقوق الإنسان والأسرى والجرحى ومعاملة الكبار والنساء والأطفال، والحيوان والبيئة، علم الفيزياء والطب، والقانون، والاقتصاد والسياسة، والاحترازات الصحية، وعلم الإجتماع والتأليف والثقافة وغيرها.
وعندما طلب العزة بالسلطة والمال والجاه، والتقليد الأعمى والتعصب الجاهلي والمذهبية والشعوبية، أصابه الذل والفقر والجهل والتفرقة، والحق انه ذُلٌ لن يرفعه الله إلا بالرجوع إلى الحنفية السمحاء.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” اذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لاَ يَنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ”.
أخيرا ….
كيف نطلب العزة من النظام العالمي واقطابه، و البنك الدولي وأعضائه، و المنظمات العالمية بأنواعها المختلفة؟، ومنهجها الهيمنة والسيطرة والاستعمار الثقافي والاقتصادي والسياسي، بعيدا عن الأخلاق الانسانية، فشعارهم : السياسة فن الممكن ( أي الكذب)، والغاية تبرر الوسيلة ( الخداع والمكر والإكراه والغدر..)، ولا صديق سوى المصلحة.
الحل …
إذا أراد هذا الراعي – فرداً كان أو أمة – الذي دانت له المعمورة حيناً من الدهر أن يعزه الله ويقود الأمم مرة اخرى، فليرجع إلى العقيدة الإسلامية قولا وفعلا، لانها منهج حياة، للفرد والمجتمع والدولة والأمة ، هيبةً وقوةً ونصراً، وعلم وأخلاق واقتصاد وتنمية اجتماعية، على أن يتخلى عن تبعية الأنظمة والقوانين والمنظمات العالمية، ويبقى على احترامها والتزاماته القانونية، التي لا تخدش عقيدة “لا اله الا الله”.
قال تعالى: ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا ۚ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ۚ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ۖ وَمَكْرُ أُولَٰئِكَ هُوَ يَبُورُ}
اللهم انصرنا ولا تنصر علينا وردنا إلى العقيدة الإسلامية ردا جميلا، واهدي وأعن السلطان هيثم حفظه الله ورعاه وسدده وارزقه البطانة الصالحة وابعد عنه البطانة السيئة، يارب العالمين.
ابوخالد