إلى سيدي السلطان مع التحية ( 10 )
ما يحدث في جزيرة سقطرى من إنتزاع للسيادة اليمنية لصالح الغير هي أكبر مما يظهر على السطح، ويتجاوز وضع اليد بقصد بناء منتجعات سياحية في واحد من أجمل الشواطئ في العالم ، وأن الأمر أكبر من عرض مشاهد على مسرح الأحداث في الجزيرة تارة بأدوار الإغاثة وتارة أخرى بالتستر وراء قطعة قماش الإنفصاليين ، وثالثة بالإدعاءات الكاذبة وإستحضار قميص يوسف .
ما يحدث هو إحتلال لأرخبيل سقطرى بشكل سافر وأمام نظر مجلس الأمن الدولي وأمام العالم أجمع ، وهي لعبة بلا شك فوق قدرات اللعب الأقليمي ، بل المتوجب أن ننظر إلى أبعد من ذلك للتفكير في من له المصالح من بين القوى الإقليمية والدولية . عندها ستكون الصورة واضحة للعيان أننا أمام حلف أكبر ينفذ خططه من خلال تمهيد الساحات والميادين ، التمهيد لخطط حرب الممرات المائية ، إستعدادا لحرب عالمية تقطع فيها خطوط نقل الطاقة ، وترصد فيها الممرات المائية من خلال نقاط إستراتيجية يفوز فيها من وضع يده عليها قبل غيره .
إن تهيئة العالم لوجود عدو متمثل في الصين وروسيا ومن معهم من القوى الإقليمية ، هي بلا شك قرع لطبول حرب لن تحسم إلا بقطع طرق الطاقة والتجارة البحرية . طبول حرب رأى فيها البعض أنها ظروف سياسية مواتية للفوز فيها بنصيب كبير من مغانم سياسية تقسم فيها الأراضي والحدود ضمن مكافآت للمتعاونين في إعادة ترسيم المنطقة سياسيا.
إن التواجد الأجنبي في سقطرى سيكون في الأساس بقصد إنشاء مركز ( Hub ) لرصد إستخباري وعملياتي للممرات المائية في المنطقة ، وأن كل ما سوف يقام من منشآت عسكري هو لإسناد ذلك المرصد ، وأنه في سياق حرب الممرات المائية هذه فإن إحتمال إنشاء ميناء بحري تجاري في سقطرى سيكون بلا شك عمل لا يمت إلى التجارة بشيء إنما هو إجراء عدائي بإمتياز موجه إلى الأمن الوطني العُماني متمثلا في ضرب منطقة الدقم الإقتصادية .
السؤال .. هل هناك من لا يزال يعتقد أن ما يحدث في سقطرى ومحافظة المهرة هو خطر بعيد التهديد للأمن الوطني ؟ من يرى أنه بعيد فاليخبرنا عن ماهية أداة القياس التي لديه …