إلى سيدي السلطان مع التحية (7)
إلى سيدي السلطان مع التحية (7).. لعبة التوازنات في مواجهة التحديات الأمنية الخارجية
ضمن مسارات الدولة التنموية ، تتعرض مصالحها الوطنية للعديد من التحديات الأمنية الخارجية سواء منها ما هو ضمن الحراك العالمي وتحدياته ، أو تلك المتعمدة والموجة قصدا للمساس بكيان الدولة بكل أبعاده السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية . هذه التحديات يمكن إرجاعها إلى مفاهيم ” القوة ” وتطوراتها في السياسة الدولية أو إلى تلك المشاريع السياسية في المنطقة .
لذا لا يمكن ضمن ذلك الحراك المتجدد لمفاهيم البيئات الجيوسياسية أن تركن الدولة إلى مفاهيم تقليدية للتصدي أو أن تعول على معالجات فردية للحالات بعيد ًا عن سياق مفاهيم الإستراتيجيات المتجددة والمواكبة للتحديات ، ليس ذلك فحسب بل يفترض أن تبنى تلك المواجهة على ” العمل الوقائي للتصدي ” الذي يحمله فكر الإستعداد المسبق للخطوات المستقبلية للمواجهة . إن هذا الفكر أصبح ضرورة للخروج من دائرة ” تلقي الضربات ” إلى عقائد ” الهجوم أفضل وسائل الدفاع و ” إشغال العدو بإستراتيجية التكتيكات ” .
إدارة لعبة التوازنات تشبه إلى حد كبير مفاهيم لعبة الشطرنج . فإن من لا يتقن اللعبة يخسر ، مثلها كمن لا يعرف قيمة الأحجار التي لديه ، أو لا يتقن إدارتها في ميدان المعركة . كذلك في مفهوم إدارة التوازنات تقتضي” خلق الأوراق ” ، كل ذلك ضمن جهود وطنية مخلصة تعمل في بيئة ثقة .
لسنا في سياق الخوض في تفصيلات تلك التوازنات ولسنا في نية تعداد الأوراق المتاحة ، لكنه وفي ظل مواجهة ” الهرج والمرج ” فإن الإعتماد على حليف دولي واحد يحتاج منا إلى التفكير في خلق دائرة إقليمية بجانب تلك الدولية ، ولا نجد أفضل من القيام بتوسيع دائرة الحلفاء الإقليميين الذين يشاطروننا المصالح والفهم لتهديدات المنطقة ، وبلا شك توجد تجارب ناجحة في المنطقة أثبتت نجاعت هذا التوجه.
.
ًً وأخيرا ، فليس مناسبا في ظل الحروب والتهديدات الخارجية في المنطقة أن تتراجع أولوية التصدي لهذه التحديات الأمنية الخارجية مقابل الإنشغال بترتيبات الشأن الإقتصادي للوطن .