نعم للتكامل الفكري
بقلم:د.سوسن اليعقوبي
خاطبوا العقول بالعقول.. ثم انظروا ماذا قدمتم.. وماذا تقدمون…
الكثير من رسائل التواصل الاجتماعي عن : حملات استغفار، وحملات لختم القرآن، وروابط عديدة لمصاحف القرآن كصدقة جارية لفلان
(كيف لعقل كرمه الله أن يستوعب ذلك؟!)
وهناك من الرسائل الطويلة عن السيرة النبوية وبها من المغالطات ما بها مضمونها لا يستوعبه عقل واع، مدرك.. والمريب حقا أنها منتشرة بشكل كبير انتشار النار في الهشيم.
والأغرب من ذلك كله هذه الرسائل ممن؟!
من بعض المتعلمين والتربويين..
أين انتفاعنا بالعلم ؟!
ألا يوجد في هذه الهواتف الذكية ما يمكن تداولة والانتفاع به لترسله لقائمتك؟
يكفي خمولاً.. وركودا..
في المقابل، نسمع من البعض يردد طوال وقته (نريد أن نريح عقلنا .. وكأنه يمضي وقته في شقاء وعناء وعمل كبير)
(نريد رسائل جميلة تؤنسنا وتضحكنا…لدرجة أن السفهاء والأرجوزات أصبحوا أبطالا)
(نريد أن نتابع ناس فلة.. حتى أصبحوا يعيشون متناقضات ومقارنات تؤدي بهم للهاوية)
لدرجة أن وصلنا من البعض لا يفتح رسائل فلان.. لأنه يتفلسف علينا برسائله العلمية والتوعوية
أيعقل أن توجد هذه العقول في هذا العصر! الذي بلغ فيه العلم والمعرفة شأناَ عظيما..
لا نقول بأن الإنسان عليه أن يقضي طوال وقته في التفكير والتعلم والمعرفة..
ولكن نقول الموازنة في الأمور مطلب مهم..
( إنا كل شيء خلقناه بقدر)
من المبكي والمؤسف أن نرى بعض شبابنا ينقادون خلف التفاهات…
أصبحت حياتهم وحواراتهم سطحية.. لا يستطيعون إدارة دفة حوار عظم أو صغر.. فهذا لا تقبل به موازين الكون..
نحن بحاجة للتربوي للمثقف أن يغذي عقولنا بما ينفعها من علم وتوجيهات توبوية..
وبحاجة للطبيب أن يثرينا بمعلومات صحية تنفعنا…
نحن بحاجة للمهندس أن ينصحنا عن بعض الأخطاء التي قد نقع فيها في أثناء البناء والتأثيث…
وهكذا
هكذا يجب أن نكون (حلقة بناء عقلي، ثقافي متكامل) ..
وهكذا نفعل الهواتف الذكية التي بين أيدينا.. عندما نريد تغذية عقولنا وبصرنا نجد ما يغذيها.. وعندما نريد أن نريحها قليلا نجد أيضا ما يريحها.
ودمتم أصحاء…