إقتصاد مابعد جائحة كورونا (كوفيد19) ليس كما قبله
بقلم: أحمد جداد الكثيري
تأثر كبير لإقتصادات دول العالم ، سقوط مدوي ومخيف لأسواق النفط الخام والمكرر ، خسائر فادحه في بورصات سوق الاسهم العالميه، شلل شبه تام تعاني منه بلدان التصنيع الكبرى بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19.
هناك إنكماش إقتصادي كبير تعاني منه البلدان، بالطبع أدى الى ركود مخيف ذلك منذ بداية ظهور هذا الفيروس في اواخر ٢٠١٩ والى هذا اليوم.
الخوف كل الخوف من أن تطول مدة هذه الجائحه وبالتالي تزيد نسبة الركود في الاقتصاد العالمي وذلك يؤدي وبكل تأكيد الى الوصول لمرحلة الكساد الاقتصادي المخيف .
بالطبع إقتصادنا العماني هو ليس بمنأى عن كل تلك الاحداث ، حيث أنه سوف يتضرر بشكل أو بآخر نتيجة هذا الركود ، كذلك وبكل تأكيد إن أسعار النفط لم تفدنا وإنما زادت الطين بِله.
إذاً ماهو المطلوب إتخاذه تجاه كل هذه التحديات الاقتصاديه القويه، أو بالاحرى ماذا بوسعنا أن نعمل؟؟
قد نقول هنا رب ضارةٍ أرشدتني خير السبيل
هي كذلك والحمد لله على كل حال ، حيث أنه يولد الامل من رحم المعاناة ، وأنه كما قيل سابقاً بأن الحاجه هي نواة أو أم الاختراع .
نحن في سلطنة عُمان إستفدنا من هذه الأزمه ، حيث أنها أبصرت أعيننا لبعض الامور، وبينت لنا بعض الأخطاء في زمن كان فيه الطابق مستور، وطريق الخير ضيق علينا متعرج مائل ومبتور ، كذلك سلعتنا ضعيفه أقرب من أن تموت أو أن تترك لتبور، وقد أدى كل ذلك الى إحياء الضمير الاقتصادي بعد ما كان متبلداً أو ميت شعور .
النفط – وهي أول إستفاده حقيقيه لنا من هذه الازمه، والتي هي علمتنا درساً قاسياً في مشكلة إعتمادنا الكلي على مصدر دخل وحيد، وهو فوق ذلك متذبذب أو خائن لا ينفع صاحبه وقت الشده، والايام الماضيه بينت معدنه الضعيف .
لذلك وجب الانتباه جيداً والعمل على تقليل الاعتماد عليه تدريجياً الى أن نصل به الى حاجز ال ١٠ ٪ كعائد دخل نفطي ثانوي في موازنة الدوله.
الزراعه – بينت لنا هذه الازمه أهمية الامن الغذائي لكل بلد ، كذلك الاهميه القصوى في عملية الاكتفاء الذاتي للغذاء ، حيث أنه في الازمات لن يبيعك أحد مايبقيه حياً، ولنا في عملية النهب التي حصلت بين الدول العظمى عبره والتي تهاتفت لا أخلاقياً لتوفير المعدات الطبيه لشعوبها.
إذاً الغذاء هو أهم مصدر لحياة الانسان ، وهو سبب الحروب القادمه إن ضاقت الامور الدوليه ،
ونحن في عمان لدينا ولله الحمد أراضٍ شاسعه بها خيرات وموارد مائيه كافيه تصل بنا الى هذا الاكفاء الذاتي الغذائي .
لذلك نحتاج الى تخطيط وتوجيه ومن ثم إلى إستثمار كل تلك الاراضي والموارد لننتج منها ما نأكل وهذا هو المطلوب.
الموانئ – لوجستياً نحن الافضل، جغرافياً نحن في تميز كبير ، إذاً ما المانع من أن نكون أسياد البحار كما كان آبائنا من قبل !!
نفس المعطيات ونفس المقومات تقريباً، إنما الاختلاف للأسف هو في العقول التي تدير أمر الموانئ العُمانيه المميزه.
الان وبعد الازمه تم الحراك المعقول في جلب إحتياجات البلاد من بلاد المنشأ، بالاخص المواد الغذائيه الرئيسيه، وبالتالي تقلصت مدة وصول المنتج وقلت تكلفت استيراده، وقد نصل الى أن نكون محطة عبور المنتجات للشرق الاوسط إن إستمر ذلك التميز بنفس الوتير وبدون تدخلات قاصمه للظهر.
الاسماك – ثروه كبيره حباها الله عُمان، بحار ومحيطات واسعه مفتوحه، تكفي في حالة الاستثمار الامثل لتكون مصدر دخل كبير مدر للمال في خزينة الدوله بدل النفط .
شعرنا وإلتمسنا أهميتها في هذه الازمه، حيث أن الاسواق المحليه إمتلأت خيراً وفيرا،
لذلك الدوله تحتاج الى أن تنشأ شركه حكوميه تُعنى بشراء منتجات الصيادين وتوزيعها في الاسواق العمانيه ومن ثم بعد الاكتفاء يتم تصدير الفائض الى الاسواق المجاوره.
الثروه الحيوانيه (اللحوم) – السلطنه ولله الحمد لديها قدر لابأس به من الثروه الحيوانيه، إلا أنها في تضائل وإنحدار مستمر، بسبب المدنيه الحديثه للمواطنين وإلاتجاه للعيش في المدن بدل القرى والارياف، كذلك إنخفاض الجدوى الاقتصاديه من إمتلاكها، أيضاً مايصاحب ذلك من تكاليف ومصاريف إضافيه على كاهل المواطن البسيط.
إذاً الحاجه ملحه إلى دعم ومشاركة الحكومه للمواطن أو القطاع الخاص في إنشاء مزارع وحضائر منتجه للحوم الحمراء والبيضاء على حد سواء ، بحيث تحقق الاكتفاء الذاتي الداخلي وتصدير الفائض إن وجد وبذلك تساهم في رفد الموازنه بنقد جيد يفيد الاقتصاد.
خيرات البلاد كثيره ولله الحمد والمنه، منها ماهو طبيعي وهبه الله لنا في عُمان ، ومنه ماهو يحتاج لإعادة التفكير والتدوير والإنشاء ليستفاد منه إقتصادياً.
نحن لم نحصر هنا جميع مقومات المجد والثوره الاقتصاديه لعمان إن أُستثمرت جيداً ، ولكننا مررنا على البعض اليسير من تلك الخيرات التي نتمنى أن نرى فائدتها تعم مباشرةً على عُماننا العزيزه .