لماذا أيُها السبتُ الحزينْ؟
بقلم: أحمد جداد الكثيري
ها أنا قد فقتُ ياعُمانَ، فقتُ بعدما تشربّت أجفاني، دموع قلبي وأعياني ، فلم أعد كما عهدتني، لا ولا كما تركتني، فقد كنت حياً قبل هذا السبتُ الحزين .
في يوم الجمعه الفائت كنت حائراً، هل أصدق كلاماً سُماً جائراً، أم هذا مجرد ضيفاً خبيثاً عابراً ،أو هو كما أني أعتقد بأنه إشاعة أعداء، فيها غلٌ وغباء، القصد منها زيادة مشاعرنا هموماً وأعباء، فماذا عساني أفعلُ، بالفعل ماذا عساني أفعلُ.
أتى اليوم المشؤوم الذي لايُذكَر، أتى وما كأنه إلا أسداً يجولَ الساحات ويزئر، يبحث عن فريسته التي هي نائمه في جميل الاحلام.
أتى السبتُ الحزينُ بِظلالهِ ، ففرش الارض سواداً، وكان كالنار التي خنقتنا دخاناً وذرتنا رمادا ،،،
فيا ليت رجلي تُعينني، وعقلي يترجم ما رأته عيني، في سبتٍ وكأنه القيامه، ونفسٌ يائسه مكسوره ولوامه، أتعبها موت الشعور والكرامه..
فهل حقاً حقيقي ما أراه ، أم هو خيال الجمعه البائس الفائتُ ؟
أُنادي أين الصبح ياسبتُ ، أين النور ووهج نهاره، أين خيوط الفجر الحمراءُ ، وأين تغاريد البلبلِ وأشعاره ، ،
لم يجاوبني السبتُ بتاتاً ، لكن أتتني نفحات سيئات أخباره، رأيتُ جنوداً وكفناً وعربةً تجرها سياره، رأيت عساكر تحمل علماً فيهم ألماً واضحٌ شعاره، رأيت حزناً وكُرباً وتقاطع بثاً وإشاره، سمعت بكاءاً نحيباً مُراً وإثاره، تماسكت الايادي بين الصفوف الثانيه فالاولى والصداره، فما هذا يا عقلي ألا تدرك مايجري وتُعينني بعباره؟
قل لي أن هذا كذباً
قل لا أبداً وأبداً
ليس صِدقاً ليس صِدقاً…
ما هذا أيها السبت الحزين ، لماذا يتمت شعباً وأدميت وطناً وكسرت بلاد ، أخذت من كان لنا أساساً راكزه وسطى وعماد، أخذت غالياً تناصره مجداً روح الآباء والأجداد،
فماذا فعلت بنا ياسبتُ، ألا إني واللهَ سوف أُشكيكَ الى رب الدنيا والعباد ….