السياسه والاقتصاد وجهان لعمله واحده
بقلم:أحمد جداد الكثيري
دائما افكر مع نفسي عندما اكون في رحله فكريه جديده خاليه من معوقات ومشوهات الحياه اليوميه المتزايده ، حيث اقول لنفسي هل السياسي المحنك هو من يتحكم بالاقتصاد للدوله ام أن العكس هو الصحيح بأن الاقتصادي الذكي هو المتحكم الاول والرئيسي بتوجهات وتطلعات وأفكار السياسي ؟
سؤال حيرني كثيراً وفيه من الصعوبات الشيء الكثير ولكن هنا أعتقد بأننا نجهد أنفسنا وندور في دوامه متشابهه على شكل دائره لا نهايه لها، وهي تذكرني بالمثل الدارج محلياً في موضوع الدجاجه والبيضه من يأتي قبل الاخر وهنا لن تنتهي الفكره في إرضاء أحد ولو كان هنالك بيان.
لكن المتابع الجيد للوضع الحالي العالمي في سياسات الحكومات وبالاخص الدول العظمى يرى وبوضوح تام أن مجمل علاقاتها ومصالحها الخاصه مع الدول التي تعتبرها صديقه جداً هي عباره عن مصالح اقتصاديه وصفقات تجاريه بحته فعلى قدر قوة هذه المصلحه الاقتصاديه تأتي طردياً لتتساوى مع قوة هذه الصداقه والمعزه .
هنا لن نذهب بعيداً لإثبات ذلك أو أن الدرس العملي لتلك النظريه من واقعنا الحالي هي إدارة حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة الزعيم الاقتصادي القوي السيد ترامب الذي لم يتوانى من إعلان سياسته الواضحه المتعلقه بالاقتصاد، وهو أن كل مجهود سياسي تقوم به بلاده للدول الحليفه أوالصديقه لابد من أن يتبعه مقابله على شكل قيمه ماليه مناسبه أو صفقه تجاريه مجزيه تناسب الفعل السياسي ، فلا حمايه من دون مال ولا صداقه مجانيه وأن كل من يدفع أكثر هو الصديق الحقيقي لأمريكا .
قد لا تُعجب البعض هذه السياسه، وقد يصفها باللعبه القذره أو قد تُنعت بالغباء من قبل البعض الاخر ولكن في الاخير تكون هي الواقع الحقيقي لما كان يدور في الغرف المظلمه للدبلوماسيين سابقاً أثناء المفاوضات وهي الحقيقه المره التي تغلفت بغطاء السياسه في المراحل السياسيه المنصرمه وكشف عنها غطائها السيد الموقر ترامب.
السياسه والاقتصاد وجهان لعمله واحده، ونملك نحن كعرب أحد هذه المفاتيح المهمه وهي اقتصاديات ضخمه وصناديق سياديه كبيره واستثمارات في معظم بلدان العالم حيث لا يختلف اثنان على أهمية بلداننا العربيه وتأثيرها المباشر على إقتصاديات العالم بشكل عام.
تم مؤخراً استخدام هذا الثقل الاقتصادي لبعض الدول العربيه بشكل ليؤثر على أصحاب القرار في الدول العظمى لينتج عن ذلك التأثير المباشر حروب لا رابح فيها ومقاطعات لا منتصر منها وتحالفات لا نتيجه لديها، والمحصله النهائيه من ذلك هو نزيف كبير في الارواح ( وهو العنصر البشري المهم ) والمال ( وهو الاقتصاد العربي المتنامي) وبالتالي نحن نخسر أنفسنا بشكل مخيف.
فهل من مُعتبر عاقل يوقف ذلك النزيف ؟