“عين الكسفة” طموح كبير وواقع مغاير
وهج الخليج-مسقط
تحقيق: خالد البكري، غيث السعدي، عمر الغافري
في الوقت التي تؤكد فيه وزارة السياحة عن اهتمامها بموقع عين الكسفة، وطرح كثير من الأفكار لتطويرها، إلا أن لا يزال موقع العين لم يلاحظ فيه أي نوع من التطوير، فما هي الموقعات التي حالت دون تطور العين؟ وما هو موقف الأهالي من تطوير العين؟ وما هي جوانب التطوير للموقع؟ كل هذه التساؤلات تتبادر في ذهن كل من يطمح بتطوير العين.
نبذة تاريخية
عين الكسفة، تعد من أبرز المواقع السياحية الموجودة في ولاية الرستاق بسلطنة عمان. ويرجع تاريخ عين الكسفة إلى فترة موغلة في القدم، وقد تعرضت لمحاولة طمر من قبل الوالي العباسي محمد بن نور أيام الدولة العباسية والذي عرف بمحاولته تدمير المنابع المائية والأفلاج في عمان. ولذلك عرف فيما بعد عند العمانيين باسم محمد بن بور، حيث أمر بإلقاء الصوف والشوك فيها ثم طمرها بالتراب، ولكن بعد فترة انبثقت العين من جانب آخر وهو المكان المشاهد حالياً ويقع المكان القديم بجانب العين الحالية.
بين الاهتمام والمعوقات!
أبدى علي العجمي مدير إدارة السياحة بمحافظة جنوب الباطنة أن الوزارة من المهتمين بالموقع وتوليه الوزارة أهمية كبيرة، إلا أن هناك معوقات حالت دون تطور الموقع، وهذه المعوقات هي الأهالي، وتتمثل في رغبة البعض بتطوير الموقع وعدم رغبة الأخرين بتطويره، وكذلك حصص المياه من العين؛ لأن الأهالي مستفيدين من مياه العين، وقد تم التعامل مع الأهالي بتشكيل لجنة لتفادي هذه الإشكاليات وبدا هناك نوع من التجاوب من قبلهم. وهناك أيضا معوقات الأخرى هي وجود أملاك بالقرب من العين بعضها يعتبر وقف وتدخل ضمن نطاق وزارة الأوقاف وبعضها للأهالي، فليس من السهل انتزاع هذه الأملاك ولكن الموضوع تحت الدراسة، وأشار العجمي أن الموقع يحتاج كم كبير من التطوير من حيث المواقف والإنارة والتشجير وغيرها من الأعمال.
موقف الأهالي
ذكر عبدالله الخاطري القاطن جنب عين الكسفة أن الأهالي يرحبون بأي مشروع تقوم به الوزارة شريطة أن لا يتعارض مع القيم والعادات العمانية الأصيلة، وأشار إلى أن هناك ضعف في التنسيق بين الوزارة والأهالي حيث تم عمل مشروع حوض المياه الساخنة وتم تجميده باعتراض الأهالي وذلك لسبب أخذ مياه العين للمشروع لأن مياه العين يحتاجها الأهالي لسقي مزارعهم، فدخول المياه للمشروع يؤدي إلى نقص في المياه الخارجة منه وبالتالي لا تكفي لسقي مزارع الأهالي. وأكد انه قد تم عمل لجنة فيما بعد بين وزارة السياحة والأهالي عند قدوم وزير السياحة في عام 2013 للتنسيق حول مشاريع التطوير للعين.
المتابعة مستمرة
أكد ناصر العبري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الرستاق أنه تم التقاء بوزير السياحة قبل الإتيان إلى مجلس الشورى وتمت مناقشته بموضوع تطوير العين، كذلك تمت متابعة الموضوع مع الوزير مرة أخرى عند قدومه إلى مجلس الشورى في البيان الوزاري في ضوء الانعقاد الأول، وذكر بأنه تم إعداد خطة للتطوير للعين، بالإضافة إلى انتظار اكتمال دراسة حول العين وسيتم بعدها الخطوات التنفيذية له. وأوضح العبري بأنه لم تعرض لهم الاستراتيجية المعدة للمشروع الجديد هذا والمتعلقة بالعين إلى الآن. فيما أوضح إبراهيم السالمي عضو في المجلس البلدي ورئيس نادي الرستاق أنه تم الاجتماع مع الأهالي أكثر من مرة، وتم مناقشة الموضوع في مكتب الوالي، وتمت المحاولة لتقريب وجهات نظر بين وزارة السياحة والأهالي. فيما أشار أحمد العيسائي مدير دائرة شؤون موارد المياه ببلدية الرستاق على أن البلدية تقوم بدورها على أكمل وجه و على حسب إمكانياتها وما هو متاح لها و هي تسعى دائما الى التطوير و مواكبة ما هو جديد تجاه العين.
اقتراحات للتطوير
أوضح الدكتور يعقوب البوسعيدي أستاذ في قسم السياحة بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس أن جوانب تطوير الموقع كثيرة تتمثل في تطوير البنى التحتية للموقع، كذلك المرافق المصاحبة للموقع، ولابد أن يأخذ بعين الاعتبار المجتمع المحلي وما يصاحبه من عادات، وكذلك البيئة المحيطة بالموقع، ويجب أن يتم استغلال العين من جانب كونها من أنواع السياحة العلاجية والاستشفائية وذلك بوضع مرافق كالأحواض والحمامات بشرط وجود نوع من التنظيم، بحيث يكون هذا التنظيم يشتمل على وجود إدارة تتولى الموقع، وتأخذ جوانب التنظيم هذه مراعاة الطاقة الاستيعابية للموقع، كذلك إلى مراعاة الخصوصية للجنسين، إلى جانب مراعاة حاجات المجتمع المحلي. فيما أوضح العجمي أن هناك أفكار كبيرة ومقترحة، منها تطوير المنطقة الجبلية المحاذية للعين بحيث تكون فنادق واستراحات، أما بالنسبة للاستثمار الأجنبي أشار العجمي أن الوزارة لها الرغبة بجلب مستثمرين شريطة معالجة جميع الصعوبات التي تواجه الوزارة في الموقع المطروح للاستثمار، وأن يكون الموقع تحت أملاك وزارة السياحة وبتصرفها.
الفوائد العلاجية
أشار الدكتور عبدالله اللويهي طبيب عام بمستشفى الرستاق المرجعي أن فائدة مياه عين الكسفة تكمن في تخفيف الآلام المتعلقة بالعضلات، إلى جانب تخفيف الآلام المتعلقة بعضلات الظهر والرقبة، ويتم نصح المرضى الذين يعانون من هذه الآلام للعلاج من مياه هذه العين.