قاعدة عسكرية بريطانية.. كل الخيارات مفتوحة
رأي-وهج الخليج
رغم العلاقات العسكرية المتميزة بين عمان من جهة وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى إلا أنه لم تكن لهاتين الدولتين قواعد عسكرية في عمان رغم ما شهدته المنطقة من صراعات عسكرية وحروب هددت فيها السلم والأمن الدوليين . فحرب الثماني سنوات بين العراق وإيران ، حرب أفغانستان ضد الوجود الشيوعي ، غزو الكويت ، الحرب على الإرهاب في أفغانستان ، إسقاط النظام العراقي عام ٢٠٠٣م ، الحرب في سوريا ، الحرب في اليمن ، حصار قطر ، كل تلك الأزمات كانت مسقط في قلبها طوال تلك السنين وذلك إما لقربها الجغرافي من مناطق النزاعات المسلحة ، أو لعضويتها في مجلس التعاون الخليجي وما يحتمه ذلك من واجبات ، أو لمسؤليتها عن مضيق هرمز وسلامة مرور التجارة الدولية . كل ذلك وأكثر كان يضع عمان أمام تحديات تفرضها حقيقة إستيعابها لأدوارها الوطنية والدولية في النزاعات المسلحة في المنطقة وطبيعة التجاذبات الدولية وتعارضها في أحيان كثيرة مع المصالح الوطنية أو النهج السياسي .
رغم تلك الأزمات ، فالعارفون في الشأن السياسي والعسكري يعلمون مدى وحجم المصالح المتوجب النظر إليها ومراعاتها لإبرام مثل تلك الإتفاقيات ، كما أن هؤلاء العارفون يعلمون أيضا أن عمان لم تقدم في الماضي على خطوة توقيع إتفاقية دفاع مشترك ولم تقم بمنح قاعدة عسكرية لأي حليف طوال تلك الأزمات وعبر تلك السنوات ( رغم قيام جميع دول الجوار بذلك ودون إستثناء ) .
لذلك فبإفتراض ما إذا قررت عمان إبرام إتفاقية لمنح قاعدة عسكرية للحليف البريطاني فلن تنكر عمان ذلك فالمعلومة ستكون متوفرة حينها سواء في عمان أو في بريطانيا ، ولن تحتاج عمان عند التوقيع للتلاعب بالكلمات بل سوف تسمى الأشياء بمسمياتها .. إذن فليس في الأمر ما هو مستبعد في عالم السياسة لكن السؤال الذي يفترض أن يكون مطروحا هو لماذا الآن ؟
همسة في أذن البعض قد تساعد على الفهم… ” يخطأ في تقديراته وحساباته من يعتقد أن عمان محدودة الأدوات إستراتيجيا ” …