“سلام عمان” سلام هدف لا سلام وسيلة
رأي-وهج الخليج
ها هي عمان مرة أخرى تبهر العالم لتظهر على سطح واجهة الأحداث السياسية كحكيم لديه مفاتيح الحل..حل القضية الفلسطينية بعد أن أعيتها المتاجرات وفشل المحاورين والمفاوضين في توقعاتهم لمهارة الجانب الإسرائيلي في الإستجابة للحق الفلسطيني ، هذه المهارة التي تجلت إبتداء في الرفض مرورا بمحاولة معرفة ماهية الحق الفلسطيني ثم السؤال عن لونه ثم طلب وصفه لكي يتعرفوا عليه … طول عشرين سنة . فتلك هي الطريقة اليهودية قبل تنفيذ الحقوق.
دعونا نعترف أن القضية الفلسطينية في حالة من التمزق وسط بيئة لا تصلح إلا للتجاذب أو مزيد من الضياع في ظل حالة من التناحر والتشرذم في الامة العربية لم يشهد لها مثيل منذ عام ١٩٤٨م ، وزاد الوضع سوءا ظن الإدارة الأمريكية ومن معها أن صفة القرن “وعد بلفور ٢” بمنح القدس للدولة الإسرائيلية كفيل بإنهاء النزاع وإبتلاع القضية . لذا فإن زيارة رئيس السلطة الفلسطينية قبل أيام لمسقط ثم زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالأمس يجيئ ضمن سياق حل الدولتين وليس من قبيل ما يثار في مواقع التواصل الإجتماعي من أنه تطبيع وهرولة تجاه إسرائيل فكل ذلك تسطيح لحجم المشكلة التي تواجه القضية الفلسطينية وتغافل عن عمد لحقيقة أن مسقط هي من تملك مفاتيح حل نزاعات المنطقة .
تعلم إسرائيل أن مسقط بعلاقاتها الدولية ورصيدها العالمي في السلام تملك خيوط الصداقة التي تحتاجها الملفات في اليمن ، وإيران ، وسوريا … وحتى بين دول مجلس التعاون لو تخلى البعض عن تشدده تجاه أدوار الوساطة .
بإختصار ، دام الحكيم السلطان قابوس حفظه الله قد وضع يده على الملف الفلسطيني فاليعلم الجميع أن سلام الحكيم الذي يسعى له هو ” سلام الهدف لا سلام الوسيلة ” … وعلى إسرائيل أن تفهم أن سلام الوسيلة ليس مقبولا ضمن قادم الخطوات .