سيف عمان الثالث
رأي-وهج الخليج
بوركت سواعد حملت السلاح والراية، سواعد لم تُدَرسْ في عقيدتها القتالية أن تسفك دما بريئا أو أن تنتهك خدرا .. وبورك جند تيمم تراب عمان ولم يدرب على أن يغزو أرض جار أو شقيق ليسجد هناك “فقط” . وليفهم من يفهم فقد قلناها أننا نتعفف أن يكتب التاريخ أنا إنتهكنا حرمة الجار .
جند لم يحمل السلاح ضد أخيه ، ولم يرتض أن يكون خنجرا في يد عدو ، وها قد بدأ تمرين الشموخ ٢ والسيف السريع ٣ لا لأن يشهر مستقبلا في وجه العباد “بشماعة” أزمة تصطنع ، ولا جاء ليعلن أن عمان تصطف ضد أو مع ، فعمان تعلم أكثر من غيرها أن السيف يشهر بحقه ولا يجوز له أن يرجع في غمده إلا بحقه .… لذا فالسيف العماني عندنا ليس للعب.
ها نحن نشهد الحروب من حولنا تشتعل ، والفتن الجديدة أشد من سابقاتها ، وها هو الجُبْنُ والغدر يسمي” الجيل الرابع للحروب ” .. إستمعنا إلى قادة التمرين الميدانيين عن أهداف التمرين والتي – لم تغفل أيضا – واستلهمت من حروب المنطقة فرضيات لعملياتها القتالية ، وركزت على ثلاث ، تدريب المستويات القيادية ، التدريب الميداني للجندي ، التنسيق العسكري المدني للسكان والأعيان المدنية أثناء الحرب والعمليات العسكرية ، وحملت معها رسائل للقريب قبل البعيد وللداخل قبل الخارج أن للتمرين رسائل في رسائل ، لكن ليس في رسائله منظومات باليستية حديثة ضد الجار ، ولا فيها أقمار إصطناعية تدور فوق رأس الجار ، ولا محطات ثابتة ومتحركة للتجسس والتشويش على الجار ، لكننا نقول في تمريننا أن كل ذلك لن تروه ، وأننا يمكننا أن نشتري وبثمن نملكه في أيدينا من أسواق السلاح كل ما نشاهده في المنطقة وحتى إن إقتضى الأمر بدفع الثمن بطريقة دكان الحارة ” سجل في الدفتر “. كل ذلك نقدر عليه وأكثر ، وعمان أولى ثم أولى ، لكننا لا يستهوينا سباق التسلح رغم المغريات في الأسعار ، وفي حجم المنح التي نرفضها كمبدأ .. لذا فلا يغرن أحد الغرور فيفسر ويحلل ، فالصمت العماني في معرض السكوت سكوت وفي معرض الجواب جواب .
وبمناسبة بلوغنا السيف الثالث فأقول لمولاي القائد الأعلى للقوات المسلحة حفظه الله كما قال عنترة (حَكِم سُيُوفَك في رقابِ العُذلِ… ).