فرصة تتكرر
بقلم:محمد الوهيبي
القول السائد هذه فرصة لن تتكرر
لكن هذه المقولة لا تتفق ومبادى التعليم السليمة من وجهة نظري.
فيرهق المعلمَ ذلك الطالبُ الذي يعطيه فرصة الإجابة لأكثر من مرة لأنه سيهدر وقتا وجهدا أولى به طالب آخر أكثر ذكاء ونباهة.
وتعودنا أن اللائمة تقع على المعلم لأنه لم يعطِ الفرصة الثانية ولأنه تسرع في بت الحكم في حق الطالب الأقل سرعة في اكتساب المعرفة من غيره .. أو اكتفائه بحكم سابق صدر على مستوى الطالب في العام المنصرم من قبل معلم آخر أو حسب التقارير الوصفية.
الآن من المسؤول عن منح الطالب فرصا تتكرر للتعليم؟؟؟؟؟
المسؤول عن ذلك جماعة وليس فردا.
أولهم ولي الأمر في المنزل لابد أن يتحمل مسؤليته في متابعة التطور التحصيلي لابنه والأحكام التي تؤطر الطالب وتصنفه ضمن قائمة قد لا يستطيع ذلك الطالب المسكين محوها من سجله وذاكرته…
ولي الامر قف بشجاعة إلى جانب ابنك ساهم في تطوره وفي تعليمه .. تبصّر بنقاط الضعف لديه .. خذ بيده حتى يتجاوز ذلك .. عندها سيتمكن المعلم من منحه فرصا تتكرر في الإجابة وفي تحسين مستواه .. ولا تتنصل من مسؤليتك وتلقي بالحمل على كاهل المعلم.
ثانيا يأتي دور المعلم الأب الثاني الذي يحمل مبدأ رسالة التعليم .. الذي يتمثل في إعطاء كل طالب فرصة التعلم المناسبة .. وأهم أداة سحرية يوظّفها لدفع الطالب للمحاولة تكراراً هي التشجيع.
لا تستهينوا بالتعزيز لأقل مجهود يبذله الطالب .. فلي تجارب في هذا المجال .. عززت طلابا ضعافا على حرف كتبوه وكلمة نطقوها ووسمتهم بالنجوم .. فاقتنعوا بأنهم متميّزون فكررت لهم الفرصة تلو الأخرى حتى كانوا أشد حرصا مني على تطورهم ونموهم التعليمي.
قد تكثر التحديات منها أن المعلم ملزم بوقت لإتمام منهجه .. لكن في وسط هذا الزخم سيصرّ حامل الرسالة على إيجاد فرص متكررة لتعلّم الطالب المتعثر لأسباب شتى.
فتخيل لو أن فرصة التعليم لن تتكرر فهي مرة واحدة حصة أو موقف أو فصل أو سنة !!!! ستكون قطعت الطريق على الطالب ليواصل المسير ويحاول تخطي الصعوبات ليتساوى بأقرانه ذوي المستوى المطلوب.
حلقة المسؤولية ممتدة لنمنح طلابنا فرصا تتكرر ليتعلمووووووا.