الأزمة اليمنية والمعادلة الجديدة
الأزمة اليمنية والمعادلة الجديدة
تدخل الأزمة اليمنية خلال الفترة الحالية منعطفاً خطيراً يقلق من يتزعمون الحرب علي اليمن، فلقد انتقلت هذه الحرب من حرب محصورة في الجغرافيا اليمنية والمناطق الحدودية إلى حرب تصيب العمق الإستراتيجي للأراضي السعودية. الصاروخ الباليستي الذي أطلق من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية وأصاب غرب منطقة الرياض ومن قبله صاروخ اصاب سفينة حربية تابعة للبحرية السعودية قلبا الموازين العسكرية في حرب اليمن وأستطاع الجيش اليمني بذلك بمساعدة حلفائه من تأسيس سلاح ردع جديد يخيف التحالف السعودي الأمريكي .
أظهرت هذه الضربة الصاروخية أن اليمن وبعد مرور سنتين من القصف الشديد والممنهج من قبل التحالف السعودي ضد ما يقال انه قواعد الصورايخ ومراكز القوى الإستراتيجية للجيش اليمني لم تستطع أن تحيد القدرة الصاروخية لهذا الجيش، بل عكس ذلك مفاجأت الجيش اليمني غيرت المعادلة وإستدعت إقامة مشاورات جدية على مستوى قادة دول المنطقة لوضع نهاية لهذه الحرب .
المعطيات الجديدة في حرب اليمن وغيرها في منطقة الخليج العربي ومنها التهديد الأمريكي بإعادة النظرة في الإتفاق النووي بين إيران والغرب إستدعت زيارة الرئيس الأيراني إلى سلطنة عمان مؤخراً والتباحث مع السلطان قابوس في الأمور المشتركة بين البلدين، وهي كذلك محاولة لحلحة أزمات المنطقة ولا سيما الأزمة اليمنية ، فعمان عرفت بأنها صانع السلام في الخليج، وكان لها دور مهم في تقريب وجهات النظر إبان الأزمة النووية بين أيران والمجتمع الدولي .
زيارة الرئيس روحاني لسلطنة عمان في هذا الوقت بالذات له دلالات معينة من أهمها التغير الكبير في الإدارة الأمريكية ، وتغير نظرتها تجاة الإتفاق النووي الذي وقع بين إيران وأمريكا والإتحاد الأوروبي. فهذه الإدارة أكثر عدائية تجاه إيران من إدارة الرئيس السابق أوباما، وهذا بدوره يستدعي إيجاد مخارج سياسية لأزمة اليمن، والثبات في وجه أي محاولة لتغير الإتفاق النووي بين إيران والغرب، فتغير هذا الإتفاق يعني دخول المنطقة مرة أخرى في دوامة تجاذبات السلام والحرب.
حرب اليمن تكمل عامها الثاني ولم تحصد سوى الدمار والخارب ومزيد من القتلى بين أطراف النزاع فيها ، وهذا ما أدركه من قاد هذه الحملة على اليمن خاصة بعد وصول الصاروخ الباليستي إلى العمق السعودي ، فقد حمل هذا الصاروخ رسائل عسكرية وسياسية مهمة أرسلها الجيش اليمني مفادها أنه في وسط الحصار الشديد على اليمن إستطاع الجيش اليمني من تطوير قدراته الصارويخية وهذا لا يكون بمعزل عن حلفاء هذا الجيش، وأعتقد أن التحالف السعودي سيفهم هذه الرسالة لذلك كانت عمان وجهت الرئيس الإيراني الأولى وبعدها الكويت كون الدولتان رعتا مفاوضات حل الأزمة اليمنية ، وسلطنة عمان قادرة بالتعاون مع جميع الأطراف الفاعلة في هذه الأزمة في إيجاد مخرج سياسي لحرب اليمن التي طال أمدها ولا يوجد في الأفق غالب ومغلوب فيها، وإذا طالت أكثر من ذلك سوف توثر على أمن دول الخليج العربي والمنطقة العربية.