عمان الثقل السياسي والاستراتيجي
رأي-وهج الخليج
فاجأت عمان الجميع بوضع ورقتها على الطاولة .. خلطت الأوراق ، غيرت إتجاه اللعبة ، غيرت التوازنات .. فعندما تقدم عمان – الان – على خطوة سياسية بهذا الحجم وبعد أن إبتعد الكثيرون عن السعودية ودوّل المجلس نتيجة لمواقفها تجاه ملفات المنطقة ، وبعد أن تعالت مؤشرات الاٍرهاب والمواقف المذهبية المعادية خصوصا للسعودية نتيجة الأحداث الإقليمية الاخيرة ، تأتي عمان لتلقي بثقلها السياسي والعسكري والدولي بجانب السعودية ودوّل المجلس في مواجهة الارهاب لتقول كلمتها وتقف ضد التفكير بالمساس بأمن دول المجلس وأمن المنطقة . هي بلا شك رسالة للداخل والخارج ، للقريب والبعيد ، للمنطقة والعالم . رسالة من لاعب إقليمي خطواته دائما ترسم المشهد في المنطقة .
لقد إرتفعت مؤخرا وتيرة وحدة التهديد الإرهابي في المنطقة ضد إستقرار دول المجلس – على وجه الخصوص – وذلك ضمن التحشيد ومسميات كثيرة فأعلنت عمان الانضمام إلى التحالف الاسلامي لمحاربة الارهاب متسقة بذلك مع ثبات سياستها الخارجية الحكيمة التي اختطها لها السلطان قابوس بن سعيد أمد الله في عمره ، والدفاع عن دول المجلس سواء وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك ، أوضمن سياستها الدولية في محاربة الارهاب ، إلا أن إستخدامها لورقتها تلك ووضعها على الطاولة هي في حقيقتها تأكيد لثوابت ، وإجراء كاشف لمواقفها وليس إجراء منشأ لموقف جديد .
تلك هي عمان التي لا تخلو يدها من أوراق مهما إعتقد البعض أنها لا تملك شيئا .
يحمل قرار الانضمام في مضمونه وزنا سياسيا وعسكريا إضافيا للتقارب الخليجي ومؤكدا العمق الاستراتيجي لدول المجلس التي يتوجب عليها هي الاخرى أن تدرك أن قوة عمان وأمنها هي السند الحقيقي لأمن المجلس . كما يجيئ القرار العُماني مسفها بكل المواقف السطحية التي كانت وما زالت تحاول النيل من سياسات عمان من محيطها الخليجي ، ويجيئ أيضا كرسالة للداخل عنوانها أن إستقرار المنطقة وتوازنها وأمن دول المجلس عنوانا واحدا ليس فيه غبش ، وهدفا لا تحيد عنه عمان …
رفعت الاقلام وجفت الصحف .