نداء.. أجب
رأي-وهج الخليج
في ظل تصريحات ترامب الغير مقبولة حتى داخليا ، وفي سياق الاجراءات المتشددة التي يقوم بها تجاه إلغاء بعض التشريعات وإنهاء خدمات بعض السفراء وتعيين أسماء متشددة وبناء جدار عنصري فاصل مع المكسيك يتعارض مع مفاهيم العولمة التي نادت بها أمريكا ذاتها ، ومطالبة دول الخليج بدفع الجزية … إلخ ، يصبح من الضروري على دول المجلس كمنظمة وعليها ككيانات مستقلة عدم التسرع في الموافقة على أية تسهيلات جديدة يتم طلبها من الجانب الامريكي ، وعلى ضرورة أن تقوم الادارة الامريكية بتوضيح سياستها تجاه المنطقة ودولها وذلك ضمن القنوات الحوارية الاستراتيجية المشتركة مع دول الخليج ، وعلى أن تجيب على عدة أسئلة إستراتيجية تهم أمن دولها وتسلط الضوء على خطوط السياسة القادمة للإدارة الجديدة ، لتتمكن دولنا من فهم المتغير ومراجعة أدواتها السياسية السيادية قدر الممكن ضمانا لعدم إستخدامها كبيادق وأحجار لعب ، أكثر من ذلك .
إن السياسة الامريكية تشبه إلى حد بعيد تلك المرأة الجميلة المزواجه التي لا تستمر علاقتها أكثر من ” شهر العسل ” فتترك أحبتها مكسوري القلوب يطلبون ودها وعلى إستعداد لإرضائها، إلا أنهم لا يعلمون أن تلك المتمتعة اللعوب هي في المقابل واقعة في حب وحيد ومستعدة لإرضائه بأي ثمن .. إسرائيل ومشروعها التوراتي هو الحب الذي أقسم عليه رؤساء أمريكا بعد الحرب العالمية الثانية ، وأقسم عليه رؤساء أمريكا منذ عهد بوش الأب ضمن ما يسمى ( The New Order ).. وترجمة تلك العبارة هي ” العهد الجديد ” ( The New Order ) والتي نجدها كإحدى مفردات الكتاب المقدس ، وليس كما يروج لها من أنها تعني نظام دولي حديث .
ومنذ بوش الأب وحتى الان وما شهدته المنطقة العربية من حروب وتقسيم وتدمير دول ، نقول لامريكا ” لقد فهمناكم ” وفهمنا ماذا تقصدون بالعهد الجديد .
وعلى من يقول بغير ذلك ، نسأل هل بالاستطاعة أن نطلب من أمريكا أن تجلس معنا كشركاء وتشرح سياساتها وتستمع لنا وتأخذ بمطالبنا وتكف عن إستخدام الضرب والتقسيم والطرح في عملياتها ” المحاسبية ” في المنطقة ؟ .. أجب