هل نحتاج إلى فتوى تقول أن ما يحدث لنا هي الفتنة!
رأي-وهج الخليج
هي حرب على الاسلام ، قالها الجميع بدأ من حكام أمريكا الذين زلت ألسنتهم كثيرا ، وإنتهاءا بالفلاسفة والمفكرين الذي يؤطرون ما يحدث ضمن ” صراع الحضارات ” وضمن ” الحرب على الاٍرهاب ” . ولكي لا يقال إنها حرب ضد الاسلام إخترعوا لنا كلمة ” الاٍرهاب ” ورفضوا السماح بتعريف الاٍرهاب ، عمدا، ولكي يكون الاٍرهاب مرادفا للاسلام فيجب أن يكون أبطاله مسلمون ، فتكتمل بذلك عناصر التمويه والتخفي فصنعوا الأدوات الإرهابية ووجهوها وزودوها بالمال وفتحوا لها أبواب التجنيد إلى جهنم . وضمن استراتيجية الهدم الداخلي الذاتي ووفقا لمفاهيم الجيل الرابع للحروب ، تم استخدام في الثورات ضد النظم شعارات ” ديمقراطية مساواة حرية عدالة إجتماعية ” وكان القصد من ذلك خلق إما أنظمة ضعيفة ضد شعوبها وإما شعوب ضعيفة لا يرجى منها إلا دور الخادم ، أما في هذه المرحلة وهي المرحلة النهائية فالحرب هي حرب مذهبية تستخدم فيها أداة ” الفتنة المذهبية ” وهي أداة بدأت في العراق وسوريا واليمن وسمح بها عمدا من قبل الدول العظمى لتنتشر في هذه الدول ، لانها ببساطة هي السهم المسموم الذي يجب أن يصيب الأمة في مقتل . إن الفصل الأخير المتمثل في تهييج الغرب لأهل السنة في الخليج ضد إيران كما شهدنا أثناء بيان تريزا ماي خلال القمة ٣٧ لقادة دول مجلس التعاون هو في حقيقته تشجيع الغرب للتصادم العسكري بين المذهبين وإسناده بتصعيد وتيرة الضغط الغربي ضد إيران ، ورفع نبرات التهديد والوعيد ، وتمديد العقوبات الاقتصادية ضدها ، والتلويح بإلغاء الاتفاق النووي ، كل ذلك ليس دفاعا واصطفافا مع دول الخليج إنما لتشجيع الطرفين نفسيا على التصادم ورفع معدلات التسلّح لدول الخليج تشجيعا وتهيأة لحالة الجاهزية ليكون تغليب خيار التصادم العسكري هو المفضل .
أمام هذه الإبادة الحضارية المخطط لها ، يتوجب علينا نحن المسلمين باختلاف مذاهبنا أن نتنبه لهذه الحقيقة ونعمل ضمن سياسة درأ الفتنة وإعمال الحكمة وعدم الانجرار وراء الاصطفافات أو الفرح لهذا أو التشفي من ذاك ، أو الاستماع لما يسوق له من انتصار هذا الطرف وهزيمة الاخر ، ومن فتاوي هذا ضد ذاك ، فكل ذلك يصب ضد أمن دول المنطقة واستقرارها ، وعلينا كمسلمين التنبه لما ينشر ولما يتداول أثناء هذه الفتنة ولا بد أن نكون واعين لمسئولياتنا تجاه إسلامنا ومجتمعاتنا وسلامة أنظمتنا لما يحاك ضدها.