مستشفى قابوس بصلالة بين طول انتظار وأمل
لماذا تأخر بناء المستشفى الجديد طيلة هذه السنوات؟ بهذا التساؤل المتردد على ألسنة أهل ظفار ابتدأ الرأي العام الساخط والمطالب بتغييرات فورية لاسطوانة النقاش هذه. وهذه المرة على شبكة التوصل الاجتماعي “تويتر”. فقد عبر النشطاء بأن أصواتهم بَحت, ومطالباتهم تكررت ولايزال الانتظار قائم وكأن الألم مكبول بالصبر فوق طاقاته.
فبين عارض لتجاربه السيئة مع مستشفى قابوس بصلالة وبين مفتش لعيوب المستشفى ووصوله لحالة يرثى عليها. كلهم في النهاية يتفقون على أمر احلال التقاعد للمستشفى مُعزين عدم صلاحيته وتكاثر البكتيريا وأنه أصبح “خرابة” وليس دار رحمة.
“وهج الخليج” تابعت ردود المواطنين, فمنهم من قال أن لكل شيء عمر افتراضي اذ كيف بمستشفى يفترض أن يكون أفضل مكان مهيأ على الاطلاق لاستقبال المرضى, وعيون المسؤولين عنه بعيدة!
وصرح الاعلامي باسل الرواس عبر حسابه بتويتر قائلا:” المستشفى بوضعه الحالي غير مؤهل, انتهى عمره الافتراضي وأي صيانه أو محاولة للتغيير تُعتبر هدر للمال العام”.
وأردف:” حان الوقت لبناء مستشفى جديد, وهذا ما استشرفته الأوامر السامية منذ 2010 ، لكن للأسف لم يحصل شيء..من المسؤول ؟؟!!”. موضحًا أن المحافظة تستحق أكثر من مستشفى مرجعي لكثرة قاطنيها، كأن يكون هنالك مستشفى في ثمريت – مثلا-.
السياحة بدون صحة فاشلة
وعبر المهندس سعيد البرعمي بقوله أن لمحافظة ظفار(500)ألف زائر, وعدد سكانها بلغ(400)ألف, في حين يوجد مستشفى واحد بصلالة وعدد الكادر الطبي في قسم طوارئ الكبار طبيبن وممرضتين, وكذا الأمر في طوارئ الأطفال طبيبن وممرضتين. موضحًا أن :” السياحة بدون صحة فاشلة”.
في حين أعرب مواطنون أن الخدمات الصحية الخاصة هي المنقذ دائما لمن يملك المال, ولكن ليس أمام الفقير الذي لا يكفيه راتبه.
فالمستشفى الذي دشن منذ 1979م صمم ليخدم 30ألف, هو نفسه ولم يتغير الا أنه بات اليوم يخدم 450 ألف. بيد أنه يخدم لما يربوا من ضعف العدد في موسم الخريف ويقدم خدمات أخرى لليمينين.
ويرد سعادة محمد بن أبوبكر الغساني نائب رئيس مجلس الشورى على مناشدات المواطنين من منصة “تويتر” بأن المشروع لا يحتمل التأخير, ولكن حيث وكما قيل لهم بأن كلفته عالية والحكومة تقيم خياراتها لتمويله. فارتفاع تكلفة التنفيذ ونقص السيولة يعتبران أهم تحدي, موضحا :”على الحكومة ايجاد البدائل مبتكرة لتجاوزهما”.
المريض في مستشفى قابوس بصلالة قد يؤجل علاجه لارتباط العلاج بتوافر السرير والذي قد يكون توفيره صعب لشحها وزيادة المرضى, مما يضطر هو الآخر للانتظار قد يفاقم حالته سوءًا. في حين جودة الخدمات الصحية لا تتناسب مع وقتنا الحاظر ( تغذيه ، نظافة ، تعقيم ).
يعتبر مستشفى السلطان قابوس بصلالة من المستشفيات المرجعية لكل ولايات المحافظة سكانا ومقيمين، بل أيضاً يأتيه بعض المواطنين العرب من بعض الدول المجاورة للعلاج والواقع أن توسعة هذا المستشفى أو إضافة مستشفى مرجعي جديد أصبح ضرورة ملحة.
المستشفى بصلالة والذي طالما قدم خدمات جليلة للعلاج في العقود الماضية، يحتاج في هذا الوقت إلى مستشفى آخر ليسد النقص فيه والذي أصبح هو الاخر في بعض أقسامه عتيقا جدا. كأن يتم تقديم العلاج في المستشفى المرجعي بحيث لا يحتاج المريض السفر إلى العاصمة.