بالصور أهالي مدينة طاقة: بلدية المدينة المتسبب في التلوث الذي نعاني منه!
علمت “وهج الخليج” من مصادر خاصة بها أن سكّان ولاية طاقة بدؤوا يضيقون ذرعا من بلدية المدينة؛ وذلك بسبب توجهها السلبي القائم على حرق وردم المخلفات والنفايات بالقرب من التجمعات والأماكن السكنية بالولاية.
ويرجع سبب الشكوى -حسب قول المصدر- إلى أنّ بلدية طاقة تعتمد مرادم لحرق النفايات تقع بجانب التجمعات الشعبية السكنية بمدينة طاقة؛ مما يؤدي ذلك إلى تلبّد السماء بدخان المخلفات ووصوله إلى المناطق الجبلية وبالذات مدينة طاقة، التي -حدث ولا حرج- أصبحت تعاني في العديد من الجوانب الصحية بسبب أسلوب الحرق الذي ينطوي على مخاطر عدة، أبرزها تلوّث الهواء والماء بنواتج وإفرازات حرق خامات كثيرة كالمواد البلاستيكية والقمامة وغيرها.
وقد شكّلت هذه المشكلة دعوى مجتمعية ملحّة تطالب بضرورة نقل مرادم حرق النفايات إلى أماكن بعيدة جدا عن التجمعات السكنيّة والمراعي الحيوانية والحقول الزراعية، حيث أنّ تصاعد الدخان لازال يغطي سماء مدينة طاقة حتى الآن، وهناك الكثير من الانتقادات التي وُجهت حول هذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي، بيد أنه -حسب قول المصدر- وللأسف الشديد لم نجد استجابة أو رد فعل، مما يعني أن المشكلة ستأخذ منعرجا آخر قد يهدد بتفاقم التلوث الذي تعب منه أهالي المدينة.
كما شدد المصدر على أهمية تدخل الجهات الرسمية المسؤولة عن سلامة وحماية البيئة؛ وذلك في سبيل التصدي لمثل هذه المخاطر التي قد تهدد بزوال البيئة العمانية بما تزخر به من ثروة حيوانية وغطاء نباتي حيوي حبا الله تعالى بها هذا الوطن العزيز.
ولبيان وضع هذا الموضوع بصورة أوسع، تواصلت “وهج الخليج” مع سعيد بن محمد الشحري أحد سكان مدينة طاقة، حيث صرّح حيال الأمر: “نعاني من هذه المشكلة منذ سنوات سابقة، وتتلخص أسبابها بعد أن يتم تجميع النفايات بأعداد كبيرة جدا، ثم تقوم البلدية بحرقاها دون مراعاة للزمان والمكان المناسبين”.
ويضيف الشحري: “هذا الأمر لا يخفى على أحد في المدينة، إذ أن عواقبه أضرّت قبل كل شيئ السكان؛ وذلك لقربها من التجمعات السكنية، فأنا شخصيا من سكان الجبل أبعد عن مكان حرق النفايات حوالي 25 كيلو متر، ولكننا لم نسلم من هذا التلوث، إذ أصبح الجو لدينا في تغيّر مستمر بسبب تصاعد الدخان وتكون الغبار والأتربة، مما أدى إلى عدم وضوح رؤية السماء”.
وحول تضرر البيئة من مشكلة حرق النفايات، يقول سعيد: “سببت العديد من المشاكل لنا، حيث أنك تجد أضرارها على الهواء الذي نستنشقه، وعلى الغطاء النباتي والحيوانات التي نقوم بتربيتها، ومن منطلق ذلك نحن كمجتمع ولاية طاقة نطالب بنقل هذه المحرقة إلى مكان صحراوي بعيد جدا عن التجمعات السكانية والمراعي الحيوانية والأماكن الزراعية، وهذا الطلب ليس بالأمر الصعب، بل على العكس، حيث أننا نجد أن الجهة الحكومية المسؤولة وفّرة سيارات خاصة لنقل النفايات، بالإضافة لعمالة متخصصة لمعالجة هذا الموضوع بشكل صحي، فالسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يمنع من نقل أماكن حرق النفايات إلى مكان مناسب لها ؟!
الجدير بالذكر أن ولاية طاقة تقع في جنوب سلطنة عمان بمحافظة ظفار، حيث أنها تتمتع بتنوّع بيئي يكفل لها وجود تضاريس مختلفة كالجبال والسواحل والشواطئ والسهول والصحاري والوديان والكهوف والمغارات وعيون المياه وغيره.