أكثر من 50 دولة تواصلت مع إدارة ترامب للتفاوض بشأن الرسوم
وهج الخليج – وكالات
قال كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن أكثر من 50 دولة مستهدفة بالرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترامب قد تواصلت لبدء مفاوضات بشأن الرسوم الواسعة على الواردات، والتي تسببت في اضطراب الأسواق المالية، وأثارت مخاوف من حدوث ركود، وقلبت نظام التجارة العالمية رأسا على عقب. ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة في تحصيل هذه الرسوم المرتفعة اعتبارا من يوم الأربعاء المقبل، مما يُدشّن حقبة جديدة من عدم اليقين الاقتصادي دون أي نهاية واضحة في الأفق. وقال وزير الخزانة، سكوت بيسنت، إن الممارسات التجارية غير العادلة “ليست من النوع الذي يمكن حله بالمفاوضات خلال أيام أو أسابيع”، مشيرا إلى أن على الولايات المتحدة أن ترى “ما الذي ستقدمه الدول الأخرى، وما إذا كان عرضها قابلا للتصديق”. وكان ترامب، الذي قضى عطلة نهاية الأسبوع بفلوريدا فى لعب الجولف، قد نشر على الإنترنت قائلا: “سوف ننتصر. تمسكوا بقوة، لن يكون الأمر سهلا”. وخرج أعضاء حكومته ومستشاروه الاقتصاديون بكثافة يوم الأحد للدفاع عن الرسوم الجمركية والتقليل من عواقبها على الاقتصاد العالمي. وقال بيسنت: “ليس من الضروري أن يكون هناك ركود. من يدري كيف ستتفاعل الأسواق خلال يوم أو أسبوع؟ ما نعمل عليه هو بناء أسس اقتصادية طويلة الأمد من أجل الازدهار”.
وانخفضت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية ما قبل افتتاح السوق مساء الأحد مع استمرار تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق. وهبطت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 4%، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنحو 5%. وحتى سعر البيتكوين، الذي ظل مستقرا نسبيا الأسبوع الماضي، انخفض بنحو 6%.
وكانت حملة ترامب المفاجئة لفرض الرسوم الجمركية، التي أعلن عنها في 2 أبريل ، قد أوفت بوعد انتخابي رئيسي، حيث تحرك دون الرجوع إلى الكونجرس لإعادة صياغة قواعد التجارة العالمية. وكانت هذه الخطوة تتويجا لعقود من الانتقادات التي وجهها ترامب لاتفاقيات التجارة الخارجية التي يراها غير عادلة للولايات المتحدة. وهو يراهن على أن الناخبين سيتحملون ارتفاع الأسعار على السلع اليومية مقابل تحقيق رؤيته الاقتصادية. وتسارع الدول إلى معرفة كيفية الرد على هذه الرسوم، فيما سارعت الصين ودول أخرى إلى الرد بالمثل. واعترف المستشار الاقتصادي البارز في البيت الأبيض، كيفين هاسيت، بأن الدول الأخرى “غاضبة وترد بالمثل”، وأضاف: “لكنها، بالمناسبة، تأتي إلى طاولة المفاوضات”. وأشار إلى تقرير صادر عن مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة يفيد بأن أكثر من 50 دولة قد تواصلت مع البيت الأبيض لبدء محادثات. ومما يزيد من الاضطراب أن الرسوم الجمركية الجديدة تطال حلفاء وخصوم أمريكا على حد سواء، بما في ذلك إسرائيل، التي تواجه رسوما بنسبة 17%. ومن المقرر أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو البيت الأبيض ويتحدث في مؤتمر صحفي مع ترامب اليوم الاثنين، وقال مكتبه إن الرسوم الجمركية ستكون نقطة نقاش مع ترامب إلى جانب الحرب في غزة وقضايا أخرى.
كما تواصلت فيتنام، وهي حليف أمريكي آخر ومركز تصنيع رئيسي للملابس، مع الإدارة بشأن الرسوم الجمركية. وقال ترامب إن زعيم فيتنام قال في مكالمة هاتفية إن بلاده “تريد خفض رسومها الجمركية إلى الصفر إذا تمكنت من التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة”. وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، وهي شريك أوروبي رئيسي، إنها لا تتفق مع خطوة ترامب لكنها “مستعدة لتوزيع جميع الأدوات – التفاوضية والاقتصادية – اللازمة لدعم شركاتنا وقطاعاتنا التي قد تتضرر”. وأوضح وزير التجارة هوارد لوتنيك أنه لا يوجد تأجيل للرسوم الجمركية التي تفصلنا عنها أيام. وقال: “الرسوم الجمركية قادمة. بالطبع هي كذلك”، مضيفا أن ترامب بحاجة إلى إعادة ضبط التجارة العالمية. وفي الكونجرس، حيث يدافع الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب منذ فترة طويلة عن التجارة الحرة، قوبلت حملة الرسوم الجمركية بالتصفيق ولكن أيضا بقدر كبير من القلق.
يشار إلى أن إيلون ماسك، خبير ترشيد الإنفاق الحكومي في إدارة ترامب ورجل الأعمال الملياردير، لا يزال يلتزم الصمت نسبيا بشأن رسوم ترامب الجمركية، لكنه قال في حدث نهاية الأسبوع في إيطاليا إنه يرغب في أن يرى الولايات المتحدة وأوروبا تتحركان نحو “رسوم جمركية صفرية”. وقوبل تعليق مالك شركة تسلا الذي يرأس إدارة ترامب لكفاءة الحكومة بتوبيخ من بيتر نافارو، مستشار التجارة في البيت الأبيض. وقال نافارو: “إيلون عندما يكون في مساره المتعلق بوزارة الكفاءة، يكون رائعا. لكننا نفهم ما يجري هنا. علينا فقط أن نفهم. إيلون يبيع السيارات”. وأضاف: “إنه ببساطة يحمي مصلحته الخاصة كما يفعل أي رجل أعمال.”