قمتان عربيتان في الرياض والقاهرة لمناقشة خطة ترامب بشأن غزة
وهج الخليج – وكالات
في إطار مساع عربية موحدة ونادرة، يعقد قادة السعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن قمة في الرياض في 20 فبراير “لوضع قواعد مواجهة” خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، قبل “حشد الدول العربية” خلف “موقف موحد” في قمة طارئة موسعة في القاهرة، على ما أفاد محللون.
وأثار ترامب ذهولا عندما أعلن مقترحا الأسبوع الماضي يقضي بسيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمرة وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد ترحيل الفلسطينيين إلى مكان آخر من دون خطة لإعادتهم. وواجه الاقتراح الصادم ردود فعل إقليمية ودولية رافضة واسعة النطاق، كما أثار تحركا عربيا موحدا في شكل نادر.
وأفاد مصدران سعوديان الجمعة أنّ قادة الدول الخمس سيلتقون في الرياض في 20 فبراير “للتوصل إلى رد على خطة ترامب بشأن غزة” قبل قمة عربية طارئة مرتقبة في القاهرة في 27 فبراير. وقال المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي إنّ القمة المصغرة تضم “الدول الفاعلة والمنغمسة في القضية الفلسطينية والمؤثرة سياسيا واقتصاديا ودبلوماسيا في المنطقة وفي التأثير على واشنطن”. وأضاف أنّ الاجتماع يرمي إلى “وضع قواعد المواجهة وأسس الحل العربي البديل للتهجير”.
وكان العاهل الأردني عبدالله الثاني قال الثلاثاء لصحافيين في واشنطن إنّ مصر ستقدّم ردا على خطة ترامب، مشيرا إلى أنّ الدول العربية ستناقشه بعد ذلك في محادثات في الرياض. بدوره، فنّد عمر كريم، الخبير في السياسة السعودية في جامعة برمنغهام، أدوار الدول المشاركة بقمة الرياض.
وشرح “مع كون قطر ومصر منخرطتين في المفاوضات مع حماس وإسرائيل، فمن المحتمل أن تقدما مساهماتهما حول كيفية سير الأمور على الأرض بينما يمكن للأردن أن تشرح موقفها في ما يتعلق بالسياسة الداخلية والأمن الداخلي وما يمكن أن تتحمله وما هي خطوطها الحمراء، نفس الشيء في حالة مصر”. وتابع “ستقدم السعودية والإمارات معلومات حول ما يرد عن جهات اتصالاتهما في واشنطن بشأن الاحتمالات وكيفية التعامل مع إدارة ترامب في هذا الشأن”. ويأتي الإعلان عن هذه القمة العربية قبل ساعات من أول زيارة لوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى المنطقة، ستقوده إلى إسرائيل والإمارات والسعودية.
ـ تطوير “موقف موحد”
وكثّفت دول عربية نافذة من بينها حلفاء تاريخيون للولايات المتحدة، على غرار مصر والأردن والسعودية والإمارات وقطر، جهودها الدبلوماسية خلال الأيام الماضية للتأكيد على رفض طرح ترامب واقتلاع الفلسطينيين من الأراضي الفلسطينية. وأعلنت مصر أنها ستستضيف قمة عربية طارئة “لتناول التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية”. وقال كريم إن قمة الرياض “تهدف إلى وضع جدول أعمال الاجتماع التالي (في القاهرة) لأنه من الواضح أن هذه الدول (الخمس) هي الآن الدول الأساسية في ما يتعلق بفلسطين وأن جدول الأعمال الذي ستقدمه ضمن القمة العربية الأوسع نطاقا سيتم اعتماده من قبل الآخرين”. وأكّد أنّ “الغرض هو تطوير موقف موّحد ثم حشد جميع الدول العربية الأخرى خلفه”.
ويتمسّك ترامب باقتراحه في كل مناسبة، ويقضي بأن تكون ملكية قطاع غزة للولايات المتحدة، على أن ينتقل سكانه إلى الأردن ومصر من دون ان يكون لهم الحقّ بالعودة بعد إعادة إعماره. والثلاثاء، تراجع ترامب عن تلويحه بـ”قطع” المساعدات الأميركية للأردن ومصر إذا ما رفضا استقبال أكثر من مليوني فلسطيني من غزة. كانت السعودية منخرطة في محادثات مبدئية مع إسرائيل عبر الولايات المتحدة، حتى قبل أيام من اندلاع الحرب في قطاع غزة، لكنها أوقفت المفاوضات وتشدّدت في موقفها بعد العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023. وتربط الرياض الآن مسار التطبيع مع دولة الاحتلال بإقامة دولة فلسطينية. والآن باتت السعودية في قلب الجهود المناهضة للسياسة الأميركية الداعمة لإسرائيل عبر استضافة هكذا قمة حاسمة. وقال استاذ الإعلام السياسي في جامعة الملك سعود مطلق المطيري إنّ السعودية تتحرك للتأكيد أنها “في قلب القضية”. وتابع أنّ الرياض تسعى “للتأكيد انها تقف خلف الدول العربية المهددة بالتهجير، مصر والأردن، وتاكيد انها بقوتها الاقتصادية خلفهما لمنع أي ليّ ذراع اقتصادي لهما”.